كشف عضو اللجنة المركزية لحركة «فتح»، رئيس وفدها في الحوار عزام الأحمد ل «الحياة» عن لقاءات ثنائية جمعته في القاهرة مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» موسى أبو مرزوق لوضع اللمسات النهائية للقاء المرتقب الذي سيجمع بين الرئيس محمود عباس (أبو مازن) ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل. وقال الأحمد ل «الحياة»: «أجريت لقاءات عدة مع أبو مرزوق في القاهرة بعيداً عن الإعلام من أجل توفير الأجواء الايجابية بين الجانبين وتمهيداً للقاء المرتقب بين وفدي الحركتين». وزاد: «وضعنا اللمسات النهائية للقاء المرتقب يعقد في 25 الشهر الجاري برئاسة أبو مازن ومشعل نظراً إلى الأهمية البالغة للقاء الذي سيجري في ظل متغيرات كبيرة في المنطقة، وكذلك في ظل الجمود التام للعملية السلمية»، معرباً عن أمله بأن يكلل هذا اللقاء بالنجاح، وأن ينجم عنه إنجاز المصالحة بشكل واقعي يجسد على الأرض. وتابع: «متفائل من النتائج، خصوصاً أننا أعددنا لهذا اللقاء بشكل جيد». وعما إذا كانت هناك ضغوط خارجيه قد تنعكس سلباً على هذا اللقاء، أجاب: «حتى لو وجدت هذه الضغوط ... لأنني أعتقد أن الأميركيين ما زالوا يريدون للانقسام أن يستمر، إلا أنني متفائل». وعما تردد عن عزم الرئيس الفلسطيني زيارة غزة قريباً، قال: «أبو مازن لن يصل إلى غزة قبل إنهاء الانقسام»، مستبعداً تماماً إمكان أن يقوم الرئيس بهذه الزيارة في ظل استمرار الانقسام. ورأى الأحمد أن الرئيس الفلسطيني هو فعلاً حجر الزاوية في المصالحة، وقال: «الناس معنيون بإنجاز المصالحة، لكن أبو مازن بصفته وموقعه كرئيس لحركة فتح ورئيس للسلطة الفلسطينية ورئيس للمنظمه أكيد هو حجر الزاوية في هذا الشأن». وأقر بأن رئيس حكومة تسيير الأعمال في رام الله سلام فياض هو عقبة في إنجاز المصالحة وقال: «فعلاً استمرار فياض كان عقبة أمام إنجاز المصالحة، ولو كنت مكانه لأخليت الساحة منذ ستة أشهر منذ توقيع اتفاق المصالحة»، مضيفاً: «قرأت لأبو مرزوق تصريحاً يتمنى فيه على فتح أن تطرح بدائل عن فياض لرئاسة الحكومة، وأنا أقول هنا أن فتح ستستجيب». فياض من جانبه، طالب فياض حركتي «فتح» و «حماس» بالاتفاق على رئيس وزراء جديد في المحادثات المرتقبة في القاهرة نهاية الشهر الجاري، مؤكداً أنه لن يقبل أن يكون عقبة في طريق تنفيذ اتفاق المصالحة. وقال فياض في مقابلة مع صحيفة فلسطينية محلية تصدر في القدس نشرت أمس: «أرفض بشدة ما يدعيه البعض من أنني حجر عثرة امام تحقيق المصالحة، وأدعو الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية الى التوافق على رئيس وزراء جديد». ومن المقرر ان يلتقي الرئيس محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل في القاهرة في 25 الشهر الجاري، يتبعه لقاء لوفدي حركتي «حماس» و «فتح» للبحث في تطبيق اتفاق المصالحة. وينص الاتفاق الذي وقع في القاهرة في أيار (مايو) الماضي على تشكيل حكومة وفاق وطني (تكنوقراط) واجراء انتخابات عامة في غضون عام، واعادة بناء أجهزة الامن. واتفق الجانبان على البدء في ملف الحكومة، لكنهما أخفقا في الاتفاق على رئيسها وعلى أعضائها، ففيما أصر عباس على بقاء فياض رئيساً للحكومة الجديدة، أصرت «حماس» على تغييره. لكن الخلاف الحقيقي بين الجانبين كان على جاهزية كليهما لشراكة سياسية فعلية. وقال فياض: «آن الاوان لتحقيق المصالحة، ولا يمكن بأي حال من الاحوال تحقيق الحلم الفلسطيني من دون اغلاق ملف الانقسام ... وحتى أنهي سمفونية ان فياض هو عقدة المنشار وعقبة امام تحقيق المصالحة، أقول بمنتهى الوضوح انه اذا كانت هذه وجهة نظرهم، فإنني أدعو جميع الفصائل والقوى السياسية الى التوافق على رئيس وزراء جديد». وأضاف: «علينا ان نعود الى مجلس الامن مجدداًَ وقد انهينا الانقسام، وبذلك نسقط البنود التي استخدمت كذرائع. يجب ان نناضل ونحقق المصالحة ونستفيد من كل الفرص المتاحة. يجب ان نعطيهم ما يسقط تلك المبررات من خلال انهاء الانقسام ... الاولوية القصوى الآن هي انجاح المصالحة، فمن دونها ومن دون وحدة التراب الفلسطيني لا يمكن ان ننجح في إقامة دولتنا المستقلة».