عاهدت قيادة الجيش اللبناني، أنه «أمام الأخطار والتحديات، لن يتراجع الجيش قيد أنملة عن مسلّماته الوطنية ودوره الجامع، وسيقوم بالخطوات الاستباقية كلها، وسيضرب بيد من حديد أي محاولة لاختراقه أو للنيل من تماسك جنوده وولائهم، وسيتابع بحزم وقوة ملاحقة العابثين بالأمن وبصيغة العيش المشترك بين اللبنانيين، أينما وجدوا وإلى أي جهة انتموا، حرصاً على مصلحة الوطن والمواطنين في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها البلاد». وفي نشرة توجيهية عممتها القيادة على العسكريين بعنوان «الحفاظ على مسيرة السلم الأهلي وتحصين الوطن من الاخطار»، توقفت عند «التطورات الإقليمية والدولية المستمرة في التفاعل على خلفية ملفات عدة، بدءاً من الملف النووي الإيراني والتهديد بمعالجته عسكرياً، وصولاً الى الحراك الذي يشهده الشارع العربي، وتحديداً الجار الأقرب إلى لبنان، أي سورية، وانتهاء بالاستحقاقات السياسية والانتخابية التي يُتوقع أن يشهدها العالم هذا العام». ولفتت الى ان «السياسة التي اتبعتها الحكومة حيال التطورات الأخيرة، تنبع من إدراكها لحجم التحديات الطائفية والمذهبية التي باتت تحرك الشارع العربي، ومن ضمنه لبنان، ما ينذر بعواقب وخيمة لو تطور الى صراع مذهبي». العودة الى الوراء انتحار وتوجهت الى العسكريين بالقول: «في موازاة سياسة الحكومة، كان الرهان عليكم، ومازال، في منع وصول هذه التداعيات الى الشارع اللبناني، وبذلتم أقصى ما تملكون من رباطة جأش وصبر وطول أناة في معالجة الحوادث التي كانت تفرخ هنا وهناك على وقع التطورات الإقليمية، فسقط منكم شهداء وجرح آخرون ولم تلن عزيمتكم، لأنكم تعرفون بأن العودة إلى الوراء هي انتحار للجميع، وأن التضحيات التي تبذلونها مهما عظمت تظل أرخص من التفريط بالوطن وضياعه ووقوعه في براثن الفوضى». وتابعت: «في أكثر من منطقة، كانت تواجهكم تحديات وضغوط لثنيكم عن متابعة أداء رسالتكم، مرة من خلال الحملات السياسية التي حاولَتْ التقليل من حجم إصراركم على حماية ساحتكم الداخلية من ارتدادات الخارج، ومرة من خلال محاولة الإيقاع بالعسكريين والنيل من مناعتهم الوطنية من طريق إثارة الغرائز الدينية والمذهبية لدى بعضهم لحمله على سلوك خيارات فئوية لا تخدم مصلحة الجيش واللبنانيين، ومهما بلغت نتائج المحاولات فهي ساقطة حتماً، كما ضحاياها، ويبقى الجيش، الذي لن يتهاون في حماية بنيانه حفاظاً على أرواح الشهداء وآمال المواطنين». وزادت: «من التحديات التي تواجهكم، افتعال حوادث أمنية لاستنزاف قدرتكم على تحمل الصعاب وفرض الامن وحماية المواطنين، وآخرها تظاهرات الاحد (الماضي) وأثبتم فيها، كما كنتم بأنكم قادرون على حماية انتقال المتظاهرين وأماكن تجمعهم والحؤول دون وقوع أي احتكاك بينهم». ولفتت إلى أنه «في مواجهة التطورات المحتملة في المنطقة، يراهن اللبنانيون على استمراركم في أداء الدور الذي تضطلعون به، سواء على الحدود، في مواجهة العدو الإسرائيلي، أو في الداخل، لمنع الفتنة وحفظ الأمن وإغاثة المواطنين، وهم على ثقة أنكم بوعيكم وتماسككم وتضحياتكم، سيتجاوز الوطن استحقاقاته الصعبة، والأيام المقبلة ستُظهر للجميع أن ما تقوم به مؤسستكم المدخل الوحيد لبقاء الوطن والدولة ولنجاح اللبنانيين في الحفاظ على أرضهم ووحدتهم الوطنية».