عممت قيادة الجيش اللبناني - مديرية التوجيه نشرة توجيهية على العسكريين بعنوان «خطر التجسس الاسرائيلي»، لفتت فيها الى انه «اذا كان حجم الاختراق الاسرائيلي يبدو واسعاً، الا ان عدم كشف شبكاته ومحاسبة أفرادها، كان سيضاعف من خطره، كما كان سيطلق اليد الاسرائيلية للعبث بأمننا واستقرارنا ووحدتنا الوطنية». وتوقفت النشرة عند موضوع شبكات التجسس لمصلحة العدو الاسرائيلي «الذي احتل حيزاً مهماً من اهتمام الاوساط السياسية والإعلامية والشعبية في الفترة الاخيرة، وهو موضوع تواجهه الاجهزة الامنية والعسكرية محققة في مجال كشف هذه الشبكات العميلة تقدماً كبيراً، يدعو الى الاطمئنان لدى الجميع». وجاء في النشرة: «كان واضحاً ان العدو الاسرائيلي لن يسكت عن هزيمته في حرب تموز 2006، وقبلها اندحاره عن الجزء الاكبر من الاراضي اللبنانية المحتلة في ايار العام 2000، لذلك جاء تركيزه على تجنيد العملاء ومحاولة اختراق الساحة اللبنانية وزرع الشقاق بين اللبنانيين، بهدف تحويل هزيمته الى نصر، ومما لا شك فيه ان المناخ السياسي غير المستقر الذي عرفه لبنان في فترة من الفترات شكّل بيئة صالحة أمام العدو للنفاذ الى الداخل. الا ان الحالات المذكورة تصبح عديمة الجدوى ما لم يتوافر لها بعض ضعاف النفوس الذين يتم تجنيدهم تحت تأثير الاغراءات المادية حيناً، والجنسية حيناً آخر، ما قد يؤدي الى علاقات مشبوهة، يهددهم العدو بعدها بفضح أمرهم اذا توانوا عن تقديم الخدمات اليه. ويغيب عن بال ضعاف النفوس ان العدو، في اعتماده على المكاسب التي يحققها بواسطتهم، لا يميز في القتل بين عائلة العميل والعائلات الاخرى، ولا يفرق في القصف والتدمير بين بيوت اللبنانيين جميعاً. وهو، مهما قدم لعملائه من خدمات شخصية، فإنهم لن يكونوا في نظره الا خونة لا خير فيهم لوطنهم ولا لمجتمعهم ولا لأهلهم». وشددت النشرة على ان «النصر يصنعه كبار النفوس لا صغارها، والقوة العسكرية الاسرائيلية التي فشلت في تحقيق اي هدف خلال مواجهة بلد صغير كلبنان، لن تستطيع تعويض هذا الفشل بأساليبها الدنيئة، فنحن أقوياء بوعينا الوطني وصلابة وحدتنا، ومتانة جبهتنا الداخلية، كما ان مؤسستنا العسكرية تضع نصب أعينها انها تخوض حرباً ضد العمالة والارهاب معتمدة على المجتمع اللبناني بأسره، وفي مقدمته عائلات العملاء والمغرر بهم، والعميل كما هو واضح وثابت لا يمثل الا نفسه، والكل بريء منه». وخاطبت العسكريين: «بوعيكم وحده تستطيعون منع العدو من اختراق مجتمعكم، والعدو اذ يحاول اختراقنا فلأنه يدرك اننا خطر عليه، وهذا الاختراق كان سيتحول خطراً على وطننا لو لم يتم كشفه وحصره، ونحن واثقون بأن مؤسستنا قوية بثوابتها العسكرية والوطنية، والكل يعرف ان الجسم القوي قادر على لفظ كل طارئ دخيل».