رأى البطريرك الماروني بشارة الراعي أن الأردن «يتميز بالتنوع والعيش والانفتاح على العائلات العشائرية والروحية وبالكوتا المسيحية»، وأكد أمس خلال زيارته منطقة أم الرصاص وكنائسها الأثرية في اليوم الثاني من زيارته الراعوية للأردن، أن «هذه الأرض الإسلامية والمملكة الأردنية تشكلان في كل البيئة العربية نموذجاً للعيش الجميل والإصلاحات». واعتبر أن الأردن «ليست لديه ثقافة الحديد والنار بل ثقافة الحوار والتفاهم»، ولافتاً إلى أن «الوجود المسيحي للقديسين الذين عاشوا على هذه الأرض لم يذهب مع التاريخ وإنما دخل في قلب الشعب الأردني والحضارة والثقافة الأردنية». ووصف عضو مجلس الأعيان والممثل للمملكة الأردنية عقل بتاجي زيارة الراعي بأنها «تاريخية ومهمة»، وقال: «عندما يأتي رجل بهذا المقام وهذه المكانة العالمية إلى هذه المواقع من المؤكد أنه يضيف عليها إضافة جميلة للآخرين». وكان الراعي جال على عدد من الكنائس التي تم الكشف عن آثار إحداها قبل ثلاثة أيام. كما زار كنيسة القديس اسطفانوس التي تعود إلى القرن الثامن بعد الميلاد وفيها رسوم فسيفسائية لأهم الكنائس في الشرق الأوسط منها سبعة في الأردن وثمانية في فلسطين وخمسة في مصر، وتمثل أكبر فسيفساء في العالم. وعلى هامش الزيارة، لفت البطريرك في حديث إلى التلفزيون الأردني، إلى «أن المسيحيين ساهموا في بناء حضارة هذا البلد الذي حافظ على ماضيه وهو يخطط للمستقبل». وقال: «اللافت في المملكة هو هذا التآخي المسيحي - الإسلامي الذي هو نموذج في العالم العربي». وفي حديث لإذاعة «ميلودي» أكد الراعي أن هدف زيارته «إعادة جمع الشمل، ليس كموارنة فقط وإنما كلبنانيين مسيحيين ومسلمين لتطبيق شعار الشركة والمحبة». وأعلن أن تتويج زيارته الأردن سيكون غداً الأحد بلقاء العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني «لتجديد العلاقة المتينة وروابط الصداقة بين البطريركية المارونية والمملكة الهاشمية»، وقال: «هذه الزيارة ستكون مناسبة للتعبير عن الشكر لجلالة الملك على كل الخطوات الإصلاحية التي قام بها على الأصعدة كافة»، منوهاً بالعاهل الأردني الذي «كان السباق في العالم العربي في القيام بالإصلاح»، ومتمنياً «أن يحذو العالم العربي حذوه في مواجهة متطلبات عالم اليوم». وعن التغيرات في العالم العربي، قال الراعي: «الحرب تولد الحرب والعنف يولد العنف ونتمنى السلام لكل الدول العربية»، ووجه كلمة «للمسؤولين في سورية في شكل خاص للتوصل إلى اتفاق حبي، ونتقدم بالتعازي من الشعب السوري لسقوط الضحايا»، وقال: «صورة العالم العربي إلى العالم يجب أن تكون صورة سلام وتفاهم وحوار، وليس حواراً بالحديد والنار».