قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد قريع ان اسرائيل قتلت مشروع حل الدولتين، متهماً تل أبيب بأنها أفشلت هذا المشروع الذي لم يعد قائماً، فيما دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشرواي الرئيس باراك اوباما الى الكف عن «حماية» اسرائيل، واصفة خطاب اوباما امام اللوبي اليهودي المؤيد لإسرائيل ب «المخيّب للآمال». وأوضح قريع في تصريح إلى «الحياة» أن «إسرائيل قطّعت أوصال الضفة الغربية، والكتل الاستيطانية ابتلعت ثلث مساحتها بحيث أصبحت أراضي الضفة المتبقية عبارة عن كانتونات»، قائلاً: «أين هي الدولة الفلسطينية هذه التي ليس فيها مدينة القدس؟». ودعا قريع إلى ضروره التصدي لهذه الإجراءات والسياسات الإسرائيلية ووضع حد لها من خلال عمل فلسطيني عربي وإسلامي جماعي مكثف لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وأشار إلى المخاطر التي تهدد الضفة والقدس، وقال: «هناك وحش إسرائيلي يبتلع الأرض كل يوم ويضم الأراضي ويفصل الضفة الغربية ويريد حسم وإنهاء قضية القدس لمصلحته خصوصاً بعدما تم فصلها عن الضفة الغربية وعزلها عن محيطها العربي»، مشدداً على ضرورة حشد كل الإمكانات للتمكن من مجابهة هذه المخططات الإسرائيلية. وزاد: «يجب ان نتحد بالفعل وأن يقف العرب الى جانبنا، كما يجب إعادة النظر في المسار السياسي والعمل الوطني. فنحن بحاجة الى توحيد الرؤى والاستراتيجيات وبرامج العمل». وشدد قريع على ضروره العمل أولاً على توحيد الساحة الفلسطينية من خلال صوغ برامج سياسية، وقال: «يجب أن نكون موحدين حتى نستطيع أن نواجه التحديات الراهنة بمتطلباتها»، معتبراً أن المصالحة عمل سياسي يؤمن وحدة العمل الفلسطيني، لذلك يجب أن تتم بغض النظر عما هي الرؤى وما هي الاعتراضات سواء كانت داخلية أم خارجية. ورفض قريع أن يحمل طرفاً ما مسؤولية تعطيل المصالحة، وقال: «نحن لم نشيّع المصالحة، فالعمل على مسارها ما زال مستمراً ولم يتوقف، ونحن جميعاً مسؤولون عن تحقيق الوحدة وإنجاز المصالحة». ورأى ان تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني لا يشكل عقبة امام انجاز المصالحة، لأن الامور تسير في اتجاه ارساء المصالحة، لافتاً الى ان من الطبيعي ان تحدث بعض الاشكالات هنا أو هناك أو وربما من داخل الفصيل الواحد، مشيراً الى الخلافات التي حدثت أخيراً داخل حركة «حماس»، لافتاً الى ان الحركة تمكنت من تجاوزها خلال اجتماع مكتبها السياسي الأخير بالموافقة على إعلان الدوحة مع بعض الاشتراطات والتي قد تشكل عقبات. وأضاف: «على رغم ذلك يجب أن يظل الإصرار على تحقيق المصالحة مستمراً لأننا في اوضاع صعبة». الى ذلك، انتقدت (أ ف ب) عشراوي خطاب اوباما ليل الاحد أمام اللوبي اليهودي المؤيد لاسرائيل «ايباك» الذي اكد فيه التزام الولاياتالمتحدة بدعم اسرائيل قبل لقائه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين في واشنطن. ووصفت خطاب اوباما بأنه «مخيب للآمال»، وقالت: «لم نصدق ان رئيساً اميركياً (...) قام في السنوات الثلاث بكل ما تريده اسرائيل». وأضافت: «سمعنا كيف يفاخر (...) كيف يحمي اسرائيل على الملأ وبطريقة شخصية من اي نوع من المسؤولية او الامتثال للقانون الدولي». وتابعت ان «حماية اسرائيل من المسؤولية لا تخدم السلام ولا حتى اسرائيل». ودعت عشراوي أعضاء مجلس الامن الى زيارة الاراضي الفلسطينية «لرؤية الوضع بأنفسهم». وكان ممثل فلسطين في الاممالمتحدة رياض منصور وجّه الشهر الماضي دعوة رسمية لأعضاء مجلس الامن لزيارة الاراضي الفلسطينية لرؤية آثار النشاط الاستيطاني الاسرائيلي. على صعيد آخر، أعلن غاي أنبار المتحدث باسم الإدارة المدنية العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية أن تل أبيب وافقت في شكل استثنائي الاثنين على السماح لبضائع من قطاع غزة بدخول الضفة الغربية. وذكرت منظمة «مسلك» الإسرائيلية غير الحكومية التي تدافع عن حرية التنقل للفلسطينيين في بيان أن هذه هي «المرة الأولى منذ خمسة أعوام» يتخذ فيها قرار مماثل. وقال غاي: «بناء على طلب من السلطة الفلسطينية سمحنا اليوم (أمس) بعبور شاحنتين عبر أراضينا تحملان البسكويت المحشو بالتمر من قطاع غزة إلى يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». وأضاف «هذا عبارة عن مشروع تجريبي في الوقت الحالي وليس سابقة للإعلان عن استئناف الصادرات الحرة من غزة، نريد درس العديد من المسائل المالية والتجارية».