أدى هجوم انتحاري بسيارة مفخخة صباح أمس، واستهدف مقر الحرس الجمهوري في مدينة البيضاء عاصمة محافظة البيضاء (180 كلم جنوب شرقي صنعاء)، إلى مقتل انتحاريين اثنين كانا في السيارة وجرح أربعة جنود ومدني بإصابات متفاوتة. وأكدت مصادر محلية في البيضاء أن السيارة من نوع «تويوتا هيلوكس»، وكان على متنها شخصان أحدهم يقودها والآخر يجلس يرتدي زياً عسكرياً. وأضافت أن السيارة التي كانت تقل ثوراً، بغرض التمويه، اتجهت عند السادسة صباحاً نحو مقر قيادة الحرس الجمهوري. لكن أحد الجنود اشتبه بها وطلب من السائق التوقف فرفض، ولما رفض أطلق النار على السيارة التي انفجرت في الحال على بعد أمتار من البوابة. وأكد مصدر قريب إلى «القاعدة» في اليمن أن التنظيم الذي يتزعمه قاسم الريمي (أبو بصير) اعتمد قبل أسابيع خطة لضرب وحدات الجيش اليمني المشاركة في العمليات الحربية ضده في المحافظات، وفي مقدمها قوات الحرس الجمهوري. وقال إن العمليات الانتحارية أطلق عليها التنظيم «سلسلة النهر المتدفق» التي بدأت قبل أسبوعين بهجوم فاشل استهدف القصر الرئاسي في مدينة عدن، وتبعها الهجوم الانتحاري على القصر الجمهوري في مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن) وأسفرت عن مقتل وجرح عشرات الجنود من قوات الحرس الجمهوري. وقال المصدر إن «سلسلة النهر المتدفق» تأتي في إطار رد «القاعدة» على «التدخلات» الأميركية في اليمن، و «تستهدف العملاء لأميركا في الجيش والأمن اليمني». وتابع أنها تمثل امتداداً لعمليات «نفي الخبث من جزيرة العرب» والتي استمرت نحو عامين واشتملت على عمليات ضد قوات للجيش ومراكز أمنية، ومسؤولين في أجهزة الأمن والمؤسسة العسكرية. وعن عملية البيضاء، قال شهود عيان إن دوي الانفجار سمع في أرجاء المدينة وتسبب بأضرار جسيمة في معظم المباني والمحال التجارية بالمكان ومحيطه، ما يعني أن السيارة كانت تحمل عبوة كبيرة من المواد الشديدة الانفجار. وذكر الشهود أن أشلاء الثور الذي كان على متن السيارة وجدت على مسافات تصل إلى نحو 300 متر من مكان الانفجار. وهرعت تعزيزات من قوات الحرس الجمهوري إلى الموقع وأغلقت المنطقة، في حين وصلت فرق تحقيق أمنية لحصر الأدلة. وقامت دوريات أمنية وعسكرية مشتركة بملاحقة مشتبهين بتورطهم في العملية. وكانت وزارة الداخلية اليمنية أعلنت قبل أيام عدة رصد ثلاث سيارات مفخخة في العاصمة صنعاء تستهدف منشآت حكومية. كما أعلنت أول من أمس وجود خمس سيارات مفخخة في عدن يجرى البحث عنها، وأن معلومات (استخباراتية) أكدت أن هذه السيارات جهزها تنظيم «القاعدة» لشن عمليات انتحارية تستهدف منشآت عسكرية وحكومية في مناطق متفرقة في اليمن، في إطار سلسلة «النهر المتدفق». على صعيد آخر (أ ف ب)، أعلن وزير التخطيط والتعاون الدولي محمد السعدي أن بلاده وضعت خطة إنعاش اقتصادي ستقدمها خلال اجتماع يعقده «أصدقاء اليمن» في الرياض الشهر المقبل. وأوضح أن الخطة «تركز بصوره رئيسة على استعادة الخدمات الأساسية للمواطنين في مجالات الكهرباء والمشتقات النفطية والطرقات والمياه». لكن الوزير لم يكشف الموعد المحدد للمؤتمر الذي سيكون الأول من نوعه خلال الفترة الانتقالية التي تلي الأزمة السياسية في اليمن.