كابول، واشنطن، موسكو - أ ف ب، رويترز، يو بي آي – صرح السفير الأميركي في الحلف الأطلسي (ناتو) ايفو دالدر بأن الحلف يلتزم سياسته في أفغانستان على رغم الهجمات التي تعرض لها مستشارون عسكريون يعملون لحسابه وجنود أميركيون بعد حادث حرق المصاحف في باغرام. وقال دالدر لصحافيين بعد إلقائه كلمة أمام مجلس الشؤون العالمية في مدينة شيكاغو التي ستستضيف القمة السنوية للحلف الأطلسي في 21 أيار (مايو) المقبل والتي ستناقش مرحلة الانتقال إلى تولي الأفغان مسؤولية الأمن بالكامل بحلول 2014: «ندين الأحداث غير المقبولة التي شهدتها أفغانستان خلال الأيام القليلة الماضية، ولكننا لن نسمح بأن تحديد مواقف مأسوية قليلة سياستنا. نعتقد بأننا نطبق السياسة الصحيحة، ونعتزم المضي قدماً فيها». ويأمل المسؤولون الغربيون بأن تمر قريباً موجة الغضب العنيف التي اندلعت بعد حرق المصاحف كي يستطيعوا التركيز على تحديات أخرى رئيسية لا تزال تواجهها معظم القوات القتالية الأجنبية. وفيما أحدث قتل ضابط أفغاني مستشارين عسكريين أميركيين اثنين بالرصاص داخل مقر وزارة الداخلية الأفغانية السبت الماضي صدمة للحلف، وألقى بظلال على استراتيجيته لاستبدال وحدات قتال كبيرة بمستشارين من أجل إنهاء الحرب الأفغانية التي دخلت عامها ال11، جرح أربعة من جنود الحلف الأطلسي (ناتو) إضافة إلى مترجم وشرطي أفغاني ومدني، في هجوم نفذه انتحاري عبر صدم دراجة نارية مفخخة قادها بقافلتهم في منطقة داند ولاية قندهار (جنوب). ولم يكشف «الناتو» جنسية جنوده الجرحى، لكن الأميركيين يشكلون إجمالي القوات المنتشرة في قندهار، علماً أن الهجوم جاء بعد عشرة أيام على حرق جنود أميركيين مصاحف في قاعدة بغرام العسكرية الأميركية قرب كابول، ما أثار أعمال شغب مناهضة للأميركيين والأجانب وهجمات دامية في أنحاء البلاد استمرت خمسة أيام، وتخللها دعوة حركة «طالبان» القوات الحكومية والمواطنين إلى قتل مزيد من الجنود الأجانب. في غضون ذلك، أعلن أعضاء في مجلس كبار علماء الدين الأفغان بعد لقائهم الرئيس حميد كارزاي أنهم لن يقبلوا اعتذار الولاياتالمتحدة عن حرق المصاحف، مطالبين بإخضاع مرتكبي هذا «العمل الآثم» لمحاكمة علنية ومعاقبتهم، علماً أن تظاهرات نُظِمت في مدينة بيشاور الباكستانية أمس احتجاجاً على حادث بغرام. وفي روسيا، شجبت السلطات حادث حرق المصاحف، آملة بألا تتطور الاحتجاجات الشعبية على الحادث إلى أعمال عنف أوسع. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش: «نحترم المشاعر الدينية للمسلمين، ونشجب حادث قاعدة باغرام الأميركية، فيما ندعو إلى عدم السماح بتحويل مسيرات الاحتجاج الشعبية إلى عمليات شغب جماهيرية وعنف». وأكد أن موسكو قلقة من تأزم الوضع في أفغانستان بعد الحادث الذي أدى إلى مقتل وجرح عشرات المواطنين وعناصر من قوات الحلف الأطلسي في هجمات انتقامية.