كابول، واشنطن – رويترز، يو بي أي – طالب مسؤول بارز في وزارة الدفاع الأفغانية سلطات بلاده بالتحرك سريعاً لمعالجة مشكلة اختراق عناصر حركة «طالبان» المتشددة صفوف القوات الحكومية، محذراً من أي هجوم آخر على القوات الأجنبية يمكن ان يقوض العلاقات مع الحلف الأطلسي (ناتو). وكان ضابط افغاني يدعى عبدالصبور قتل، بتأثير دعوات «طالبان» لطرد الاجانب بعد حرق جنود اميركيين مصاحف داخل قاعدة باغرام قرب كابول، ضابطين في الجيش الأميركي داخل مقر وزارة الداخلية السبت الماضي ولاذ بالفرار. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: «يجب ان نتجنب بأي ثمن الحوادث ضد القوات الاجنبية من خلال منع اختراق طالبان صفوف القوات الحكومية، والذي يمثل تحدياً بالنسبة الينا»، علماً ان الحلف الأطلسي سحب كل مستشاريه من الوزارات المنتشرة في أنحاء كابول بعد مقتل الضابطين، والذي ترافق مع أعمال شغب عمّت البلاد وأسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى. وشهد الشهر الماضي تعليق الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي عمليات تدريب ودعم القوات الأفغانية التي ينفذها جنود بلاده، بعد مقتل أربعة جنود فرنسيين على يد جندي أفغاني «مارق»، معلناً أن فرنسا ستنسحب بالكامل نهاية عام 2013، وليس بحلول 2014 الموعد الذي حدده الحلف الأطلسي للانسحاب الكامل من افغانستان. واعتبر المسؤول ان افغانستان «ستفقد صدقيتها لدى الحلف وباقي المجتمع الدولي إذا لم تواجه مسألة الاختراق»، مشيراً الى ان الحجم الكبير لقوات الجيش والشرطة الأفغانية والتي تضم حوالى 250 ألف فرد تصعّب مهمة منع الاختراق، علماً ان كابول تأمل برفع عدد القوات الحكومية الى حوالى 350 ألف فرد، قبل ان تعمل على تقليصها لاحقاً. ويضطلع المستشارون الغربيون بدور بارز في تدريب القوات الحكومية، وتعزيز قدرتها على تولي مسؤوليات الأمن بالكامل قبل انسحاب القوات الأجنبية القتالية بحلول نهاية عام 2014. وتقول وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن «حوالى 70 عنصراً في قوات الحلف الأطلسي قتلوا في 42 هجوماً نفذها جنود افغان بين ايار (مايو) 2007 وكانون الثاني (يناير) الماضي. وزادت هذه الهجمات منذ ان ارسلت الولاياتالمتحدة 30 ألف جندي اضافيين لقتال «طالبان» في معاقلها جنوبافغانستان وشرقها. وفي واشنطن، اعلن الأمين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن ان قوات الحلف المنتشرة في افغانستان تتحلى ب «قدر كبير من ضبط النفس والاحترافية»، في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها رداً على حرق جنود اميركيين مصاحف الاسبوع الماضي. وقال: «الثقة لا تزال قائمة بين قوات الحلف وشركائها الافغان الذين اظهروا شجاعة كبيرة في جهودهم لاستيعاب العنف»، فيما اتهم المتمردين باستغلال الغضب الذي اثاره حرق المصاحف، «لكن أعداء افغانستان لن يجعلونا نقطع علاقاتنا مع شركائنا الذين نريد استئناف تعاوننا الوثيق معهم في اسرع وقت». وأضاف: «سنتخذ كل الإجراءات الضرورية لتأمين بيئة آمنة لعمل قواتنا»، مؤكداً ان أعمال العنف التي تستهدف هذه القوات لا تطرح اعادة نظر في الموعد المحدد لانسحاب قوات الحلف من افغانستان بحلول 2014.