كابول – أ ف ب، رويترز - تكثفت التظاهرات في أفغانستان أمس، ضد حرق جنود أميركيين في قاعدة باغرام العسكرية قرب كابول الثلثاء الماضي نسخاً من القرآن الكريم وتمزيقها. وشهد المسجد الأزرق وسط كابول رفع حشود ضخمة أعلام حركة «طالبان» ووضعهم شارات على رؤوسهم كتب عليها «الموت للأميركيين». وهم نظموا مسيرة بعدما حض الأئمة المصلين على الخروج إلى الشوارع والاحتجاج، في وقت أحاطت عناصر من الشرطة والجيش والاستخبارات مزودة رشاشات وقذائف صاروخية ودروعاً واقية مفارق طرق في العاصمة منذ ليل أول من أمس. ونظمت تظاهرات أخرى في محيط مقر قيادة قوات الحلف الأطلسي (ناتو) شرق كابول، واتجهت نحو قصر الرئيس حميد كارزاي وسط كابول بمشاركة آلاف من المحتجين. وشهدت جلال آباد (شرق) تظاهرة أخرى، وتحدثت تقارير عن امتداد المسيرات إلى ولايتي باغلان وقندوز الشماليتين الهادئتين نسبياً، وولايتي باميان وغزني (وسط). وسقط قتيلان في كابول، وأربعة محتجين في ولاية هيرات (غرب) بعد اشتباكهم مع حراس أمن القنصلية الأميركية والذين سقط أحدهم، واثنان آخران في منطقة خوكياني بولاية ننغرهار (شرق) قيل أنهم أصيبوا بعيارات أطلقها جنود «الناتو»، لكن قائد الحلف في المنطقة أكد أن قواته لا تطلق النار إلا في حال تعرضت لخطر شديد، و «هو ما لم يحصل»، محملاً مسؤولية قتل المتظاهرين للقوات الحكومية. ودعت كابول إلى الهدوء، خصوصاً بعد توجيه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسالة اعتذار عن الحادث، وإلى منع إفادة مسلحي «طالبان» من موجة الغضب، فيما حذرت السفارة الأميركية من أن الاحتجاجات يمكن أن تتحول إلى عنف وتستهدف غربيين. وكانت السفارات الغربية في كابول أصدرت تعميماً لرعاياها بتجنب القدوم إلى أفغانستان، وضرورة عدم خروج أولئك الموجودين داخلها من أماكنهم المحصنة لأي سبب، فيما أغلقت أبوابها في كابول وكثفت الحراسة الشديدة حول مقارها، علماً أن جنديين أميركيين قتلا خلال التظاهرات التي تشهدها البلاد منذ الثلثاء الماضي. وتحت ضغط دعوات «طالبان» إلى استهداف قواعد القوات الأجنبية، انسحب 50 جندياً ألمانياً يتمركزون في تالوقان بولاية قندوز (شمال)، ونقلوا معداتهم وآلياتهم وأسلحتهم وذخائرهم، وذلك قبل نحو 5 أسابيع من الموعد المحدد لمغادرتهم الموقع. وأفاد الجيش الألماني بأن احتمال العودة إلى تالوقان التي يبلغ عدد سكانها مئتي ألف شخص، سيتقرر حسب الوضع على الأرض. اتهامات للجوار ولفت اتهام مسؤولين أفغان دول الجوار خصوصاً باكستان وإيران، بتغذية المشاعر المعادية للأميركيين ومحاولة تحقيق أهداف سياسية من خلال استمرار التظاهرات، علماً أن إسلام آباد نددت بحادث حرق المصاحف، وتظاهر حوالى 500 من أبنائها أمس احتجاجاً على الواقعة. كما ندد خطيب صلاة الجمعة في طهران بحرق القرآن الكريم في أفغانستان وانتقد مواقف الدول الإسلامية من الحادث. والتقت اللجنة التي كلفتها الحكومة التحقيق في الحادث قادة قوات «الناتو» في قاعدة باغرام، وأوصت المواطنين بعدم تصعيد التظاهرات وتفادي الانخداع بمن يحاولون استغلالها وإثارة المشاعر الدينية. كما أوصت بتسليم معتقل باغرام إلى السلطات، ومنح أوسمة لمواطنين يعملون في باغرام منعوا حرق نسخ أخرى من القرآن الكريم. ويشير ذلك إلى رغبة الحكومة الأفغانية في امتصاص النقمة الشعبية وعدم تصعيد التوتر مع واشنطن وقوات «الناتو» التي صرح قائدها في أفغانستان الجنرال الأميركي جون ألن بأن «العمل مع القيادة الأفغانية هو السبيل الوحيد لإصلاح الخطأ الكبير وضمان عدم تكراره». انفجار في خوست على صعيد آخر، قتل شخص وجرح 7 آخرون في انفجار عبوّة ناسفة زرعت على جانب طريق في منطقة سبيتن جومات بولاية خوست (شرق). في المقابل، قتل 15 مسلحاً واعتقال 3 آخرين خلال عملية تفتيش مشتركة بين القوات الأفغانية والأجنبية في منطقة تورغار بولاية لغمان (شرق). وشهدت منطقة أخرى في الإقليم ذاته اعتقال 3 متمردين.