كابول، واشنطن، إسلام آباد – أ ف ب، رويترز، يو بي آي - أعلن الحلف الأطلسي (ناتو) أن أفغانيين، أحدهما جندي، قتلا عنصرين في صفوفه بالرصاص، في هجوم شناه جنوب البلاد يرجح أن يزيد التساؤلات حول التزام القوات الأفغانية بالتعاون مع نظيرتها الأجنبية. وجاء ذلك بعد ساعات على إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما أن اعتذاره عن حرق جنود أميركيين نسخ مصاحف داخل قاعدة باغرام العسكرية قرب كابول الأسبوع الماضي «ساهم في تهدئة» الاحتجاجات ضد الوجود الأجنبي في أفغانستان، والتي أدت إلى سقوط عشرات القتلى والجرحى. وأعلن مسؤول الإقليم زهاري نياز محمد سرهادي أن «أحد المهاجمين انتزع سلاحاً من جندي أميركي وفتح النار على مجموعة عسكريين، قبل أن يقتلا خلال المعركة». أما الجنرال أفضل أمان، رئيس إدارة العمليات في وزارة الدفاع الأفغانية فوصف الوضع بأنه «مقلق جداً بالنسبة إلى القوات الحكومية». وأردى جنود أفغان ستة عسكريين أجانب على الأقل منذ كشف حادث حرق المصاحف في 21 شباط (فبراير) الماضي، ما يوجه ضربة كبيرة لإستراتيجية الحلف الخاصة بإرسال مستشارين بدلاً من وحدات قتال كبيرة، بهدف تقليص نشاطاته الحربية. وسارع الحلف بعد قتل ضابط أفغاني مستشارين أميركيين داخل مقر وزارة الداخلية السبت الماضي، إلى سحب كل مستشاريه من الوزارات. ونفذت بريطانيا وألمانيا وكندا الإجراء ذاته. وفي مقابلة مع شبكة «أي بي سي نيوز» التلفزيونية، صرح الرئيس أوباما بأن اعتذاره للرئيس الأفغاني حميد كارزاي عن حادث حرق جنود أميركيين لنسخ من القرآن الكريم «وفرّ وسيلة جيدة جداً لحماية جنودنا وعدم تعرضهم لأخطار أكبر». وزاد: «لم نتجاوز مرحلة الخطر، ومعاييري في اتخاذ قرار هو تلقي توصيات من المعنيين مباشرة في شأن أفضل الوسائل لحماية جنودنا وضمان تنفيذهم مهماتهم». ورداً على الانتقادات التي وجهها خصومه الجمهوريين بسبب اعتذاره للرئيس الأفغاني، أكد أوباما أن «هذا التسييس» لا يقلقه، «خصوصاً أننا حققنا تقدماً بفضل تفاني جنودنا على رغم الصعوبات التي واجهناها في أفغانستان، فيما رحب غالبية الجنود الأفغان بتدريباتنا وشراكتنا التي استفادوا منها». وأبدى أوباما ثقته من انتهاء المهمة القتالية للقوات الأميركية في أفغانستان بحلول 2014، وقال: «الحرب أمر صعب جداً، ولا تجري أبداً بحسب الخطط الموضوعة. ولكن بفضل تصميم فرقنا أثق بإمكان تنفيذ خطة سحب جنودنا في نهاية 2014، وعدم اضطلاعهم بدور قتالي، وأن الأفغان سيملكون القدرة، مثل العراقيين، على ضمان أمن بلدهم». وكان الرئيس كارزاي أعلن أول من أمس، أن الحلف الأطلسي طلب من حكومته تسريع توقيع اتفاق شراكة استراتيجية مع الولاياتالمتحدة بعد الاحتجاجات العنيفة التي أعقبت حرق جنود أميركيين لمصاحف. وأوضح أن الأمين العام ل «الناتو» اندرس فوغ راسموسن قدم الطلب في اتصال هاتفي أجراه معه، وشهد إعلانه أسفه لمقتل عشرات الأشخاص في التظاهرات المناهضة للأميركيين. وأشار إلى أنه يرغب في توقيع اتفاق الشراكة مع واشنطن «لكن مع تطبيق بعض الشروط، وبينها احترام السيادة الوطنية لأفغانستان، ووقف الغارات الجوية الليلية للقوات الأجنبية ونقل الإشراف على سجن باغرام إلى كابول». ويطلق على سجن باغرام اسم «غوانتانامو الأفغاني»، ويعتبره الأفغان أحد رموز الاحتلال الأميركي. وفيما يطالب الرئيس كارزاي الجيش الأميركي باتخاذ إجراء تأديبي ضد الجنود الذين أحرقوا المصاحف، أيدت الأممالمتحدة طلبه واصفة الحادث بأنه «خطأ فادح». باكستان على صعيد آخر، اتهمت منظمة العفو الدولية في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال وزير الأقليات الباكستاني شبهاز بهاتي لمطالبته بتعديل قوانين معاقبة التجديف، إسلام آباد بالفشل في حماية الأقليات الدينية من حملات العنف والتشويه المنظم لسمعتها. وقالت المنظمة إن «الأقليات الدينية في باكستان تُتهم بطريقة غير مناسبة بالكفر، لكن المسلمين يشكلون النسبة الأكثر من الضحايا، ما يعكس خطر قوانين التجديف على جميع الباكستانيين وسيادة القانون». ودعت إسلام آباد إلى بذل كل ما في وسعها لحماية الباكستانيين، «بغض النظر عن خلفياتهم الدينية، خصوصاً حين يعترف مرتكبو الجرائم بتنفيذهم أعمال عنف ضدهم». وقال سام ظريفي، مدير برنامج آسيا والمحيط الهادئ في المنظمة: «يجب ان يحترم المسؤولون الباكستانيون إرث بهاتي من خلال التصدي للهجمات على الأقليات الدينية، وكسر حاجز الصمت والتحدث علناً ضد أولئك الذين يسعون لإيذاء آخرين بسبب دينهم». وأضاف: من الضروري اتخاذ تدابير عاجلة وملموسة لتحسين نوعية التحقيقات التي تجريها الشرطة حول الهجمات على الأقليات، وإصلاح القوانين التي تعاقب التجديف والتي تشجّع على الانتهاكات ضد الأقليات». ميدانياً، قتل 22 مسلحاً على الأقل وجرح 26 آخرون، في عملية أمنية استخدمت فيها مروحيات قتالية في منطقة أوركزاي العليا القبلية (شمال غرب). وأفادت وسائل إعلام بأن «القوات الحكومية هاجمت بلدات بازار وبيرلاس وبارميلا بأوركزاي العليا، ودكت بمروحياتها مخابئ المسلحين، ما أدى إلى تدمير خمسة منها بينها معسكر تدريب في أوركزاي العليا، وان العملية الأمنية لا تزال مستمرة».