كابول - أ ف ب، رويترز - قتل شرطي افغاني بالرصاص مستشارين أميركيين، يعتقد بأنهما كولونيل ونقيب، لدى محاولتهما التحاور داخل مبنى وزارة الداخلية مع ضباط وعناصر امن حكوميين عن ضرورة التسامح الديني ونبذ العنف في مواجهة حرق جنود اميركيين نسخاً من القرآن الكريم في قاعدة باغرام شمال العاصمة كابول الثلثاء الماضي. وطوقت القوات الأفغانية المبنى واعتقلت مطلق النار الذي اعلنت حركة «طالبان» انه احد «عناصرها»، في وقت زادت القوات الأجنبية تأهبها في أنحاء كابول وباقي المناطق بعد رفض برلمانيين معارضين نتائج تحقيق اصدرته لجنة شكلها الرئيس الرئيس حميد كارزاي حول حادث حرق المصاحف. وهم رفضوا ايضاً إجراء القوات الأميركية تحقيقاً منفصلاً، مطالبين بتسليم الجنود الأميركيين المسؤولين عن الواقعة لمحاكمتهم وفق القانون الأفغاني الذي ينص على إعدام كل من يسيء الى الاسلام. وفي ولاية قندوز (شمال)، سقط 4 متظاهرين خلال محاولة اقتحام مئات مبنى الأممالمتحدة في الولاية، فيما قضى متظاهر آخر في ولاية لوغار (جنوب) بعد محاولة متظاهرين اقتحام قاعدة للقوات الأميركية. وشهدت ولايات باكتيا وباكتيكا وننغرهار ولغمان ووردك تظاهرات ضخمة ضد الوجود الأميركي، طالبت بإنهاء وجود القوات الاجنبية في أفغانستان. وكشفت مصادر حكومية ان وزارة الداخلية وقيادة الحلف الأطلسي (ناتو) باتت تخشى تكرار حوادث إطلاق جنود أفغان أو شرطيين النار على القوات الأجنبية، بعدما نادت «طالبان» في بيان بدفاع القوات الحكومية عن عقيدتهم واستهداف الغربيين في افغانستان. وأدى هذا النداء الى مقتل ستة أميركيين في مناطق مختلفة خلال الايام الخمسة الأخيرة. ومع ارتفاع اجمالي حصيلة القتلى الى حوالى 27 شخصاً، رأى محللون في كابول ان اطرافاً تستفيد من التظاهرات. ولم يستبعدوا كون حرق القرآن الكريم حادثاً متعمداً يهدف إلى إثارة اضطرابات تؤكد استمرار الحاجة الملحّة لبقاء القوات الأجنبية من اجل الحفاظ على الأمن والنظام. ورأى آخرون أن العمل يهدف الى اظهار مدى كره الشعب الأفغاني للوجود الأجنبي، وتقوية مبررات الرئيس باراك أوباما ودول الحلف الأطلسي لتعجيل سحب قواتهم. واعتبر آخرون أن الحكومة الأفغانية مستفيدة من الوضع لتأكيد تمسكها بمطلب السيطرة على سجن قاعدة باغرام وسجون اخرى تديرها القوات الأجنبية. وكان الرئيس كارزاي اعلن الخميس الماضي ان نظيره الأميركي باراك أوباما وجّه رسالة اعتذار الى الأفغان عن حادث حرق مصاحف في قاعدة باغرام. كما اعتذر وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا وقائد الحلف الأطلسي في افغانستان الجنرال الأميركي جون آلن من الشعب الأفغاني، مؤكدين أن هذا العمل لم يكن متعمّداً. وفي حادث منفصل، قتل 6 جنود أفغان وجرح 17 آخرون أثناء محاولتهم تفكيك عبوة ناسفة في ولاية بادغيس.