قلل الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري في تصريح الى «القوات اللبنانية» الإخباري الالكتروني من احتمال ان يواصل الروس تصلّبهم تجاه الشعب السوري، معتبراً ان «الأنظمة تأتي وتذهب وأياً تكن هذه الأنظمة يجب أن تكون في خدمة الانسان». وشدد على اولوية «لبنان أولاً»، من دون ان يسقط «اهمية التضامن مع الشعب السوري إزاء ما يرتكبه النظام السوري من مجازر وذلك بدافع انساني وأخلاقي أولاً، وبطبيعة علاقات القربى والجيرة مع الشعب السوري ثانياً». وأكد الحريري كما نقل عنه الموقع، ان «الخيارات واضحة لا لبس فيها: مع الشعب السوري انسانياً وأخلاقياً وسياسياً وإعلامياً من دون حدود، ومن دون أن يتعدى الدعم هذه الأطر لأن السوريين قادرون على تدبير أمورهم». وإذ اكد معاودة التواصل مع مناصريه عبر موقع «تويتر»، بعد التعافي من اصابته في رجله، لفت الى انه «لا يستعجل التطورات الداخلية في لبنان لأن المعادلات كلها ستتغيّر حكماً بعد سقوط نظام بشار الأسد، الساقط حكماً. وكل ما كان متصلاً لأعوام طويلة بالنظام البعثي سيسقط حكماً في كل المؤسسات والإدارات اللبنانية. كل الأمر يحتاج الى وقت، وهو حاصل حتماً، وسمير قصير كان على حق». وفي السياق ذاته، اوضح امس العلاّمة علي محمد حسين فضل الله انه اكد خلال الاتصال الذي جرى بينه وبين الرئيس الحريري أخيراً، أنّ والده «السيد محمد حسين فضل الله والشهيد الرئيس رفيق الحريري لطالما تعاونا من أجل الوحدة الإسلامية كمقدمة للوحدة الوطنية»، وشدد على «ضرورة استمرار هذا التعاون لوأد الفتنة»، مشيراً إلى «وجود نقاط خلاف حول ما يحصل، لكن هناك التقاء على أمور أساسية وكبيرة وهي وحدة الوطن والمسلمين». وعن كلام الحريري الأخير الموجّه الى الطائفة الشيعية، رأى فضل الله في حديث إلى «إذاعة الشرق» أنّه «مهم في هذه المرحلة حيث يعمل بعضهم على افتعال الفتن على المستويات كافة، سواء تلك السنية - الشيعية، أم الإسلامية – المسيحية»، واصفاً كلام الحريري ب «الإيجابي في ظل موجة السجالات الدائرة اليوم على الساحة اللبنانية، ويؤسس لمرحلة جديدة، يجب الانطلاق منها إلى الحوار من أجل لبنان، إذ إن الجميع بحاجة لوأد فتنة يسعى بعضهم من خلالها لجعل وطننا ساحة لها». وحض على «لقاءات ثنائية أو ثلاثية إذا كان اللقاء بين الجميع غير ممكن اليوم». وعن موضوع سلاح المقاومة، قال فضل الله: «حتى الآن الجيش اللبناني لا يملك القدرة الكافية التي تؤهله للتصدي للعدو، لذلك علينا أن نحافظ على هذا السلاح، ولا يمكن أي عاقل أن يتنكر له»، مشدداً على ضرورة «درس كيفية تحريك هذا السلاح، لكي لا ينعكس على الواقع الداخلي، ولكي لا يستقوي به فريق على آخر، والحوار الطريق الوحيد للوصول إلى نتيجة ترضي الجميع». وكانت الجالية اللبنانية في مدينة جدّة في المملكة العربية السعودية احيت الذكرى السابعة لاغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري، في احتفال حضره عضوا كتلة «المستقبل» النيابية محمد الحجار وقاسم عبدالعزيز ممثلين سعد الحريري، وقنصل لبنان في جدة خليل محمد. وانتقد عبدالعزيز في كلمة، «حكومة النأي بالنفس ليس عما يجري من مجازر ومذابح في سورية فحسب، بل عن كل المشاكل الاجتماعية في لبنان». واعتبر ان «سياسة الاستكبار والاستقواء بالسلاح لن ترهبنا»، شاكراً للمملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين رعايتهما لبنان. ورأى الحجار ان «في زمن الربيع العربي والسوري، صار لبنان أمام معطيات جديدة ينبغي على الجميع أخذها في الاعتبار». ورأى ان «أزمة الحكومة ناجمة عن شعور مكوناتها بضرورة تمرير الوقت ليروا ماذا سيحصل في سورية». ولفت الى ان «لبنان ذاهب إلى معادلات مختلفة ومن هنا كانت المواقف المفصلية في احتفال البيال».