وصف رئيس «الهيئة العامة لقوى الإجماع الوطني» التي تضم أحزاب المعارضة السودانية فاروق أبو عيسى حكومة الرئيس عمر البشير بأنها «حكومة لصوص ونهب، ومعزولة ومعلقة في الهواء، ومسنودة بقوى انتهازية، وأشبه بتاجر مفلس». وقال: «سنسقط النظام بثورات الميادين (الساحات) لإقامة حكم انتقالي ديموقراطي لمعالجة قضايا السودان، وفي صدارتها قضية دارفور، وسنعمل على استعادة وحدة السودان على أسس جديدة». ووجه رسالة إلى الدول العربية، وقال «إن صوت قطر والدول العربية عال جداً حالياً ضد القهر الذي يواجه السوريين، لكن القهر الواقع على أهل السودان أكثر من قهر الناس في سورية، ورسالتنا لأهلنا في قطر والخليج وكل العرب، أنه غير مقبول السكوت على الواقع السوداني. شعب السودان يقتل يومياً، ورسالتنا لأهلنا السعداء بالربيع العربي أن يلتفتوا إلى أهل السودان قبل فوات الأوان». وأكد أن «الربيع في السودان يأتي بعدما يقبر شعبنا نظام الانقاذ (حكومة الرئيس عمر البشير) بمزيد من التضحيات للتخلص من النظام القمعي». وأشاد بجهد قطر في شأن دارفور، قائلاً «إنه دين في اعناقنا أياً كانت نتيجته». لكنه رأى أن اتفاق الدوحة الذي وقعته الحكومة السودانية مع «حركة التحرير والعدالة» (بقيادة التجاني السيسي) هو اتفاق ثنائي، وأن النظام لا إرادة لديه لتطبيقه و «حتى الآن لم تتم الإجراءات الأمنية ولم يطلق سراح معتقلين». وشدد على أن المعارضة تعمل على إطلاق «ثورات الميادين في كردفان ودارفور والنيل الأزرق وكل مكان، كما جرت ثورات الربيع العربي». وقال «إن المعارضة ليست ضعيفة. هي قوية ولديها برنامج». وأضاف: «ليس لدينا (فصل) ربيع في السودان، لدينا حر (صيف) وشتاء، والحر (الصيف) سيصنع التغيير». وقال أبو عيسى في ندوة «المواطنة كأساس للحقوق في الدستور السوداني» التي نظمتها رابطة القانونيين السودانيين في قطر: «نقبل بحل وطني متفق عليه وقائم على برنامج تشارك فيه كل القوى السياسية وينتهي بوضع دستور ديموقراطي يفتح المجال لوحدة السودان ويوقف الحرب في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان». وأكد أن هذا الموقف «ليس من دون تحديد زمني»، مشيراً إلى أن حكومة البشير رفضت عرض المعارضة في شأن تحول ديموقراطي من دون دم أو صدام من خلال الجلوس حول طاولة الحوار. وقال إن «السودان في مجاعة حقيقية الآن. هناك فساد وفوران ورفض عام للنظام، وأربعة حروب، وبسبب سياسات النظام (في الخرطوم) الخاطئة يُتوقع انفجار حرب بين الشمال والجنوب في أي وقت»، لافتاً إلى أن «هناك حرباً في شمال السودان بين الحكومة والمناصير (سكان منطقة في الشمال يُقام بها سد) الذين يفرشون الأرض منذ 90 يوماً (في اعتصام في الهواء الطلق)»، ووصفهم بأنهم «مظاليم السدود»، وقال إن «هذه ثورة يمكن أن تتطور إلى حرب، وهم (أهل المناصير) يتحدثون عن إمكان أخذ حقوقهم بالسلاح». ورفض هجوماً كلامياً يستهدف رئيس حزب الأمة الصادق المهدي والأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي الدكتور حسن الترابي، وقال: «هما عضوان عاملان في المعارضة، والهجوم عليهما يُضعف المعارضة ولا يساعدها، هما موجودان وفاعلان ونشطان وقواعدهما (أعضاء حزبيهما) مع المعارضة، ولا مصلحة لنا في عمل مساحة بيننا وبينهم». وأضاف: «أحييّ الترابي الذي قال عن انقسام الحركة الإسلامية (خلاف الترابي مع البشير) إننا اختلفنا على أسس ولن نتفق إلا على أسس». وعن سعي الحكومة السودانية لوضع دستور جديد، قال أبو عيسى: «لا يمكن وضع دستور الآن في ظل حال الحريات المتردية ومستوى القهر الذي يزيد كل يوم والحروب في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق».