حاول سكان أمستردام جاهدين الجمعة، إستيعاب أنباء صادمة عن مقتل 154 هولندياً على الأقل في كارثة جوية، قالت صحيفة "دي فولكسكرانت" الهولندية إنها ربما تكون الأسوأ في تاريخ البلاد. وكان القتلى الهولنديون ضمن الركاب وأفراد الطاقم على متن طائرة ل "الخطوط الجوية الماليزية"، سقطت بينما كانت تمر فوق منطقة صراع في شرق أوكرانيا حيث يقاتل إنفصاليون موالون لروسيا قوات حكومية أوكرانية. وقتل جميع من كانوا على متن الطائرة وعددهم 298 شخصاً. وتبادلت أوكرانياوروسيا الإتهامات بشأن تحطم الطائرة. وأمر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته بتنكيس الأعلام على المباني الحكومية في جميع أنحاء البلاد حداداً. وفي شوارع أمستردام قال سكان أنهم مروّعون، فقالت جوكي "أعتقد أن الطائرة قصفت في الجو. والآن سيتبادلون الإتهمات بشأن من فعلها. الأمر كله مروع". وقالت ياسميلا "إنه أمر مأساوي أن يسقطوا الطائرة وأن يقتل كل هؤلاء الهولنديين. هذا أمر سيء للغاية". وتحطمت الطائرة بالقرب من مدينة دونيتسك، معقل الإنفصاليين على مسافة 40 كيلومتراً من الحدود مع روسيا. وتتهم كييف الإنفصاليين بإسقاط الطائرة بمعاونة رجال المخابرات الروسية. بينما يلقي الرئيس الروسي اللوم على الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو الذي رفض تمديد وقف هش لإطلاق النار مع الإنفصاليين. وحاولت الصحف الهولندية التي لا تزال تحت "تأثير الصدمة"، تحديد المسؤولين عن تحطم الطائرة. وكتبت صحيفة "ألغيمين داغبلاد" "تحت تأثير الصدمة" بينما تحدثت "تلغراف" عن "جريمة شنيعة" و"هجوم إرهابي". وأشارت صحيفة "فولكسكرانت" الى "موجة من الحزن والأسى". ولم تكتف الصحف بتخصيص صفحاتها الأولى للحادث، بل نشرت ملفات مفصلة أيضاً، تضمنت صوراً للحطام ولجوازات سفر هولندية عثر عليها في مكان الحادث وخرائط للسياح وصور لضحايا أو لأقاربهم وهم يبكون عند سماعهم الخبر. إلا أن ملابسات الحادث لا تزال غامضة بينما يرجح خبراء أميركيون أن الطائرة أسقطت بصاروخ أرض جو. وتساءلت "ألغمين داغبلاد" "من أسقط الرحلة أم إتش17 فوق أوكرانيا؟". وحسب الأرقام الأخيرة التي قدمتها شركة الطيران الماليزية صباح الجمعة، كانت الطائرة تقل 154 هولندياً و43 ماليزياً (بينهم أفراد الطاقم ال 15) و27 أسترالياً و12 إندونيسياً وتسعة بريطانيين وأربعة ألمان وخمسة بلجيكيين وثلاثة فيليبينيين وكندياً. وقالت ناطقة بإسم مطار أمستردام إن " شركة الخطوط الجوية الماليزية تحاول ترتيب دخول آمن إلى شرق أوكرانيا لأقارب ركاب الطائرة الماليزية طراز "بوينغ 777" التي سقطت هناك وقتل كل من على متنها وعددهم 298 شخصاً. وأضافت "بضع مئات من الأقارب هم الآن في فندق في (مطار) سخيبهول".