لا يلدغ «المؤمن» من جحر مرتين، ومع ذلك يلدغ نادي الوحدة المكي «مرتين» ومن الشخص نفسه و«الكف» ذاته، وهو دليل على أن هذا النادي «المسكين» ربما يدور في «حلقة مفرغة»، ويحوم حول الأشخاص «المفلسين» أنفسهم، ويقع في الأخطاء نفسها، ويلدغ من «الجحور» نفسها من دون أن يتعلم القائمون عليه من أخطائهم وأخطاء من سبقهم، والنتيجة دائماً تكمن في استمرار المعاناة التي لا تنتهي لهذا النادي. قبل أيام تلقى الوحدة هزيمة تاريخية في دوري الدرجة الأولى قوامها «نصف درزن» ليس من الهلال أو الاتحاد هذه المرة بل من الشعلة، وهنا لا تكمن المشكلة، بل تكمن في ما حدث بعد تلك الهزيمة القاسية، إذ توجه اللاعبون برفقة المدرب التونسي عادل الأطرش «بطل القصة» الى غرفة الملابس وعندما استقر الجميع بالغرفة أغلق الباب، وبعد ثواني حضر اللاعب عبدالعزيز الكلثم فرفض الأطرش إدخاله، وبدأت المشادة بين الإثنين، وكان المدرب منفعلاً بطريقة غير طبيعية (بحسب شهود عيان لهذه الحادثة)، وعندما أصر الكلثم أن يدخل عاجله الأطرش بصفعة قوية على خده وقال له: «قلت لك لن تدخل». الأطرش نفى في ما بعد أنه صفع الكلثم وقال إن ما حدث من انفعالات يعد أمراً طبيعياً بعد هزيمة غير متوقعة، أما الكلثم فأكد أن المدرب كان يسيء معاملته دائماً وحرمه من المشاركة ومارس ضده إساءة معنوية ومن ثم جسدية أمام الجميع وهدده قبل الحادثة، وشدد أنه سيطالب برد اعتبار من رئيس النادي والاتحاد السعودي واللجوء القضاء إذا لزم الأمر. القصة لا تنتهي هنا، بل تمتد لتعود الذاكرة بنا الى فترة رئاسة عبدالوهاب صبان الأخيرة لنادي الوحدة قبل حوالى 12 عاماً، وبالتحديد عندما كان الأطرش مدرباً لناشئي الوحدة وحينها اشتبك مع المدرب الوطني ابن النادي فوزي كرني الذي كان يسأله عن أحوال فريق الناشئين وفوجئ الجميع بانفعال الأطرش بطريقة غير طبيعية وتهجمه على الكرني الذي كان زميلاً له في العمل آنذاك ومشرفاً على القطاعات السنية بالنادي. وقد تم إبعاد الأطرش وترحيله بقرار تأديبي من الاتحاد السعودي، وكان الأطرش اتهم آنذاك مسؤولي الوحدة بتزوير أعمار لاعبي درجة الشباب الذين كانوا يحققون نتائج إيجابية وقتها، وطالبه الاتحاد السعودي بإثبات الاتهام ولم يتمكن من ذلك فغادر حينها غير مأسوف عليه، ولكنه عاد معززاً مكرماً بعد 12 عاماً ليس مدرباً للناشئين كما كان ولا للشباب كما يمكن أن يكون ولكن للفريق الأول بالنادي الذي للأسف لم يحترمه في زمن ماض ولم يحترمه ويحترم أبناءه في هذا الزمن. لا نشك أبداً في «حسن النوايا» لدى الإدارة الوحداوية الحالية بقيادة الحبيب علي داود، ولا نشك في «حب» هذه الإدارة للكيان المكي. ولكن المحبة وحسن النوايا لا يمكن أن تصنع النجاح وحدهما. والأضواء لا يمكن أن تعود لنادي الوحدة بإدارة معظمها من لاعبي «الزمن الجميل»، ومدرب «قليل أدب»، ومفلس فنياً وأخلاقياً. وللأسف أن الوحدة إذا لم يتمكن من العودة الى الأضواء هذا العام ستكون هذه وصمة عار على جبين إدارة علي داود التي جاءت في الأساس لانتشال النادي من «الأولى». وكم أرجو أن تظل تتذكر المهمة التي جاءت من أجلها. [email protected] hishamkaaki@