ندد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالقمع «الوحشي» الذي يمارسه نظام الرئيس السوري بشار الاسد، وشددا على الدور الاساسي للمعارضة المدعوة الى «تنظيم صفوفها» بشكل افضل. وقال ساركوزي «لن نقبل بأن يقتل ديكتاتور شعبه»، وذلك غداة تبني قرار في الجمعية العمومية للامم المتحدة يندد بالقمع. ووصف ساركوزي ما يجري في سورية بأنه «فضيحة أن يترك الديكتاتور السوري يرتكب مجزرة إزاء شعبه»، مضيفاً أن موقف بعض الدول في مجلس الأمن ليس وحده العائق للتقدم نحو حل جذري للوضع في سورية، ولكن المعارضة السورية ليست موحدة ومنظمة على الطريقة التي كانت بها المعارضة الليبية التي أسقطت نظام العقيد السابق معمر القذافي، لكن ساركوزي في الوقت نفسه حيّا «شجاعة الناشطين على الأرض»، والمعارضة التي تقاوم النظام رغم سقوط عدد كبير من الضحايا. جاء ذلك خلال القمة الفرنسية البريطانية الي عقدت امس في باريس بين رئيس الحكومة البريطانية كاميرون وساركوزي بحضور رئيس الحكومة الفرنسي فرنسوا فيون ووزيري خارجية البلدين ألان جوبيه ووليام هيغ. وقال الرئيس الفرنسي: «المضي قدماً في الشأن السوري يعني أولاً تشديد العقوبات، ليس ضد الشعب السوري بل ضد القادة، وثانياً مناقشة ما يمكننا القيام به لمساعدة المعارضة لنظام بشار الاسد على توحيد صفوفها وتقديم بديل يتسم بالصدقية». وتابع ساركوزي: «نحن مستعدون لبذل مزيد من الجهود، لكننا نقول لجميع الذين يريدون الديموقراطية في سورية: نظموا صفوفكم، تجمعوا، وقولوا لنا كيف نستطيع ان نساعدكم وسنقدم لكم مزيداً من المساعدة». واعتبر كاميرون من جهته، أن «ما يحصل (في سورية) وحشي»، وقال: «يجب ان نتخذ كل التدابير الممكنة، ونمارس اقصى الضغوط على بشار الاسد... لحمله على وقف المجزرة التي تتوالى فصولاً في الوقت الراهن». وأضاف: «هناك العمل الذي نقوم به مع المعارضة ونعمل بشكل وثيق مع نظرائنا الفرنسيين لنرى ما يمكننا القيام به من خطوات اضافية لمساعدة المعارضة». كما قال كاميرون إن بريطانيا قررت ارسال مساعدات انسانية ل 20 ألف سوري، موضحاً انه وساركوزي تناولا موضوع إنجاح اجتماع تونس لأصدقاء سورية. ورداً على سؤال حول فشل الدولتين في التعاون لحل الازمة السورية على غرار ليبيا، قال كاميرون: «إن ما يقوم به بشار الاسد من مجزرة ازاء شعبه مريع، وعلى العالم ان يتحرك بما يمكنه من جهود... ولكن، كما قال ساركوزي، الظروف مختلفة عن ليبيا، حيث كان هناك قرار من مجلس الامن لاستخدام القوة والجامعة العربية كانت تريدها وكانت الظروف مؤاتية للتدخل العسكري شرعي. الظروف مختلفة في سورية، ولكن هذا لا يعني انه لا ينبغي التحرك، بل ينبغي القيام بأقصى الضغوط على الأسد كي ينهي المذبحة التي يرتكبها». وتابع: «بعد قرار الجمعية العامة واجتماع تونس لأصدقاء سورية، سنعزز بالتعاون مع فرنسا والدول المشاركة في تونس موقع المعارضة السورية وسنضع عقوبات على دمشق ونقرر مساعدات انسانية. وطبعاً هذا ليس كافياً ولكن علينا ان نكثف التشاور والتعاون مع حلفائنا حتى تتبلور خطوات انتقال الحكم في سورية، وكي يوضع حد لهذه الدكتاتورية الوحشية... ويعطى هذا الشعب فرصة سلام واستقرار في المستقبل». الى ذلك، افادت مصادر فرنسية مطلعة، أن ما قاله الرئيس الفرنسي عن المعارضة السورية «ينبع من رغبة فرنسية بأن توحد المعارضة السورية صفوفها، وان تتوسع كي تتضمن أكبر عدد من تيارات المعارضة».