لم يعد مطار النجف الدولي يشهد حركة طيران نشطة مع إيران كما كان في السابق، فتوافد الإيرانيين إلى المدينة بدأ يتناقص تدريجاً في الأسابيع الماضية، حتى أن فنادق المدينة بدت خالية من الإيرانيين بعد انخفاض سعر صرف الريال الإيراني في مقابل الدينار العراقي، ما دعا التجار وأصحاب الفنادق والشركات السياحية إلى وقف التعامل به واشتراطهم التعامل بالدينار العراقي او الدولار. ويؤكد خبراء ان المدن المقدسة في العراق، التي تعتمد في اقتصادها على السياحة الدينية، ستخسر كثيراً كلما شدِّدت العقوبات على إيران وانخفض مستوى عملتها، ما سيقلل أعداد زوارها من الآتين من إيران. وقال الخبير الاقتصادي ليث شبع ل «الحياة»، إن أعداد الزائرين الإيرانيين سينخفض إلى مستويات متدنية جداً ما سيؤثر سلباً في قطاع السياحة التي تعتمد عليه النجف وكربلاء بدرجة كبيرة». وأكد رئيس «غرفة تجارة النجف» زهير شربة، ان «الإيرانيين يتعاملون مع شركات سياحية محددة، وأن اقتصاد النجف سيتأثر سلباً مع تراجع وصول الوفود من إيران». وأشار إلى ان « 95 في المئة من الزائرين للعتبات المقدسة في العراق يأتون من إيران». ودعت رابطة الفنادق في النجف للبحث عن بدائل والانفتاح على الجاليات الإسلامية الأخرى عالمياً. وأكد رئيس الرابطة صاحب أبو غنيم ان «فنادق المدينة تأثرت سلباً بانخفاض عدد الزوار الإيرانيين، مشيراً إلى ضرورة البحث عن بدائل وتسهيل وصول وفود من دول إسلامية أخرى، بدلاً من الاعتماد على الوفود الإيرانية». وقال رئيس اللجنة الاقتصادية في «مجلس محافظة كربلاء» طارق الخيكاني ان كانون الثاني (يناير) الماضي شهد تراجعاً كبيراً في أعداد الزائرين الإيرانيين ممن يقصدون كربلاء لأداء زيارة العتبات المقدسة، بسبب تراجع قيمة الريال أمام الدينار. وأوضح في بيان صحفي ان ألفي إيراني زاروا كربلاء الشهر الماضي، بينما كان عددهم في السابق يفوق خمسة آلاف زائر شهرياً. ودعا الحكومة العراقية إلى إعفاء الزوار الإيرانيين من رسوم سمة الدخول لتشجيع السياحة الدينية، موضحاً ان هؤلاء يشكلون العمود الفقري للاقتصاد في كربلاء والنجف. ويتوافد على النجف يومياً ستة آلاف زائر، يبقون 10 أيام، يزورون خلالها الأماكن الدينية في النجف وكربلاء وبغداد وسامراء.