نيويورك - رويترز، أ ف ب - حذر مارك لايل غرانت، سفير بريطانيا لدى الأممالمتحدة الأرجنتين، من أن بلاده ستدافع «بقوة» عن جزر فوكلاند إذا دعت الحاجة لذلك، مؤكداً في الوقت عينه استعداد لندن لإجراء محادثات ثنائية مع بوينس ايرس في شأن أي قضية باستثناء السيادة على هذه الجزر. وتقدمت الأرجنتين الخميس الماضي في الأممالمتحدة بشكوى رسمية ضد «عسكرة» بريطانيا لجنوب المحيط الأطلسي، فيما دعا الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون الطرفين إلى «عدم تصعيد خلافهما» في شأن الجزر. وقال وزير الخارجية الأرجنتيني هيكتور تيمرمان لصحافيين «لدينا معلومات أنه في إطار الانتشار الأخير، فإن (البريطانيين) أرسلوا إلى جنوب الأطلسي غواصة نووية تستطيع نقل أسلحة نووية»، متهماً بريطانيا ب «مضاعفتها 4 مرات قدرتها البحرية في جنوب الأطلسي» عبر هذا الانتشار بحيث صارت «القوة العسكرية الأكبر» في المنطقة. وقد أرسلت بريطانيا أخيراً الأمير وليام إلى جزر فوكلاند، كما قررت إرسال سفينة حربية جديدة إلى المنطقة مؤكدة أن ذلك يندرج في إطار «عمليات روتينية». واستناداً إلى الصحف البريطانية فإنها قد ترسل أيضاً غواصة نووية إلى المكان. ولإثبات معلوماته، أظهر تيمرمان للصحافيين صوراً لمنشآت عسكرية في فوكلاند وقواعد بريطانية أخرى في المنطقة وأنظمة تسلّح مختلفة. وقال هازئاً إن «جنوب الأطلسي هو آخر معقل لأمبراطورية تنهار». والتقى الوزير الأرجنتيني على التوالي الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيسين الحاليين لمجلس الأمن كوديو مينان وللجمعية العامة عبد العزيز الناصر. وقال عقب ذلك إنه يشعر ب «القلق حيال التصريحات المتبادلة التي تزداد حدة» بين البلدين، آملاً بأن «تتفادى الحكومتان الأرجنتينية والبريطانية حدوث تصعيد في هذا الخلاف، وأن تحلا خلافاتهما سلمياً وعبر الحوار». وأكد بان استعداده لتقديم «مساعيه الحميدة لحل هذا الخلاف إذا طلب منه البلدان ذلك». ولفت إلى أن إدخال أسلحة نووية إلى المنطقة يمثل خرقاً لاتفاقية أميركا اللاتينية، التي تحظّر وجود أسلحة نووية أو السعي لامتلاكها أو استخدامها. ورداً على تصريحات تيمرمان، وصف السفير البريطاني في الأممالمتحدة لايل غرانت اتهام الأرجنتين بأنه «عبثي»، مضيفاً «لم يتغير شيء في الانتشار العسكري البريطاني، وهو دفاعي بحت». وزاد: «لا نعلّق على موقع الأسلحة النووية أو الغواصات. هناك غواصات تقوم بدوريات في كل أنحاء العالم وفي مختلف الأوقات (...) هذا يشكل جزءاً من قدرتها على الردع». ومع اقتراب الذكرى ال 30 لحرب 1982، قال غرانت إن بلاده «لا تنوي خوض جدل»، لكنه تدارك «إذا حاولت الأرجنتين الإفادة من هذه الذكرى فسندافع عن موقفنا بحزم». وجاءت تصريحات السفير البريطاني بعد يوم واحد من تعهد رئيس الوزراء ديفيد كامرون بالدفاع عن الجزر «في شكل ملائم». وتقع جزر فوكلاند أو مالوين في أقصى جنوب الأرجنتين، وتخضع لسيطرة بريطانيا منذ عام 1833 عندما طردت فرقة مدفعية بريطانية السلطات الأرجنتينية منها. ونشبت حرب بين بريطانيا والأرجنتين استمرت 10 أسابيع بسبب هذه الجزر عام 1982، بعدما غزتها الأرجنتين. وترفض لندن بدء محادثات في شأن السيادة مع بوينس ايرس ما لم يوافق على عقدها سكان الجزيرة البالغ عددهم 3 آلاف نسمة. وزاد التوتر قبل حلول ذكرى ال 30 لتلك الحرب، كما فاقم الوضع عمليات التنقيب عن النفط التي تقوم بها شركات بريطانية قبالة الجزر.