موسكو – «الحياة»، يو بي آي – أعلنت روسيا امس، أنها ستبني نظام دفاع جوي وفضائي، لمواجهة الدرع الصاروخية التي يقيمها حلف شمال الأطلسي في أوروبا، معتبرة أن العالم يشهد «انعطافاً جذرياً تاريخياً حقيقياً». أتى ذلك بعد تأكيد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أنديرس فوغ راسموسن، تمسك الحلف بنشر الدرع الصاروخية في أوروبا، «لأننا نشعر بمسؤولية قوية لحماية شعوبنا ضد تهديد الصواريخ». وتطرّق الى المخاوف الروسية، قائلاً خلال مؤتمر ميونيخ للأمن: «لا يمكن في اي منطق، التفكير بأن الحلف يشكل أي تهديد لروسيا، هذا جنون. ومن التبذير نشر اسلحة وقدرات هجومية، موجهة الى أراضي دول الحلف». لكن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد أن بلاده «ستتخذ تدابير»، اذا نُشر «الدرع». وتعليقاً على تصريح راسموسن، قال ديمتري روغوزين، نائب رئيس الوزراء الروسي: «نشعر ايضاً بمسؤولية لحماية شعبنا من تهديد صواريخكم، وسنبني نظام دفاع جوي وفضائي جيداً». وكان لافروف قال خلال المؤتمر: «أوروبا تحتاج اتفاقاً سلمياً ينهي حقبة الحرب الباردة، ويمكن ان تكون معاهدة الأمن الاوروبي تجسيداً لذلك. التعاون الواسع لا يمكن ان يقوم إلا على قاعدة الثقة». وشدد على أن «إقامة أحلاف تواجه بعضها بعضاً، هي وصفة تعود الى العصر الماضي، يمكن ان يؤدي تطبيقها الى كارثة عالمية. كما نعتبر ان فكرة نظام الأمن القائم على مركزية الحلف الأطلسي، من طريق بناء ما يُسمى الجسور بين الحلف وشركائه، غير مثمرة، وتكمن فيها ايضاً بذور مواجهة، ما بدأ يتجلّى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ». واعتبر أن «ما يحدث في العالم، دليل على وجود انعطاف جذري يشهده التاريخ»، مضيفاً: «ثمة مبررات للاعتقاد بأننا نشهد الآن انعطافاً جذرياً تاريخياً حقيقياً، يمكن ان يؤدي الى تغييرات راديكالية على الساحة الجيوسياسية». ووضع في إطار تلك «التحوّلات، نهوض الصين وتعزيز القدرة الاقتصادية والنفوذ لدول منطقة آسيا والمحيط الهادئ، على خلفية ذلك انكماش امكانات ونفوذ الدول التي تعود تقليدياً الى الغرب التاريخي، وإضعاف دورها بصفتها محركاً للتطور العالمي». وحض لافروف «الجميع على إدراك أن روسيا لن تشارك في خطط لردع الصين التي تُعتبر جاراً طيباً وشريكاً استراتيجياً لنا».