موسكو، لشبونة – أ ب، رويترز، أ ف ب – بدا ان «المفهوم الاستراتيجي» الجديد الذي أقره حلف شمال الأطلسي في لشبونة، لم يبدد شكوك موسكو إزاء علاقتها بالحلف، خصوصاً بعدما ربط الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف موافقة بلاده على التعاون في الدرع الصاروخية التي ينوي الحلف إنشاءها لمواجهة «خطر» الصواريخ الإيرانية، بأدائها دور الشريك وليس التابع. وركزت تعليقات مسؤولين روس، على جانب في «المفهوم الاستراتيجي»، جاء فيه: «الحلف الاطلسي لا يشكل تهديداً بالنسبة الى روسيا. على العكس، نريد شراكة استراتيجية حقيقية بين الحلف وروسيا». ولفت السفير الروسي لدى الحلف ديمتري روغوزين الى ان «الأطلسي» اعلن في الوثيقة انه «لم يعد يشكل تهديداً لروسيا»، مشيراً الى ان النص لا يقول «هل الحلف يعتبر روسيا بمثابة تهديد». في الوقت ذاته، أبدى سيرغي بريخودكو مساعد الرئيس الروسي شكوكه إزاء دعوة الحلف موسكو الى التعاون في مشروعه للدرع الصاروخية في اوروبا. وقال: «تنفيذ هذه الأفكار سيتطلب وقتاً، على الأرجح كثيراً من الوقت». يأتي ذلك بعد تأكيد مدفيديف ان موسكو والحلف «تجاوزا مرحلة صعبة جداً من التوتر الشديد في العلاقات»، مشدداً على ان قمة روسيا والحلف التي أُجريت في لشبونة السبت، أجريت «في اجواء بناءة جداً». وكانت الدول ال28 الأعضاء في الحلف أقرت الجمعة الماضي إقامة نظام مضاد للصواريخ، لحماية سكان اوروبا من هجمات دول «مارقة»، في اشارة ضمنية الى ايران التي رفضت تركيا تسميتها، ودعت موسكو الى المشاركة فيه. واتفق الجانبان على درس هذا التعاون، لكن مدفيديف أكد أن «مشاركتنا يجب ان تكون مساوية» للآخرين. وقال: «إما ان نشارك بالكامل ونتبادل المعلومات ويتم تكليفنا تسويةَ هذه المسائل أو تلك، أو ألا نشارك على الإطلاق». لكن الأمين العام للحلف اندرس فوغ راسموسن أكد بعد أول قمة روسية - أطلسية منذ اكثر من سنتين، بعد حرب روسيا وجورجيا عام 2008، ان الطرفين «طردا أشباح الماضي التي طاردتنا طويلاً»، فيما تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما عن «إطلاق العلاقة بين الحلف وروسيا مجدداً. نرى في روسيا شريكاً وليس خصماً، ونحن متفقون على تعميق تعاوننا في مجالات عدة». وأعلن البيت الابيض ان اوباما ومدفيديف عقدا على هامش قمة الحلف، بمبادرة من الأول، اجتماعاً «ودياً جداً» على انفراد، لم يكن مقرراً، تناول نتائج محادثات الرئيس الاميركي مع نظيره الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي. وبحث الرجلان أيضاً في معاهدة «ستارت 2» التي وقعاها في براغ في نيسان (ابريل) الماضي، وتنص على خفض 30 في المئة من عدد الرؤوس النووية التي يملكها البلدان. لكن المعاهدة تحتاج مصادقة مجلس الشيوخ الأميركي، وسط معارضة الحزب الجمهوري. واشار اوباما الى حصوله من اعضاء الحلف على «مساندة واسعة، لجهة ان معاهدة ستارت عنصر حيوي للأمن الأوروبي والأميركي». أما مدفيديف فحضّ مجلس الشيوخ الاميركي على تبني «نهج مسؤول»، معتبراً ان عدم مصادقة الولاياتالمتحدة على المعاهدة «سيكون عاراً».