دعا عدد من العلماء إلى إدراج قضية الأمن الغذائي العالمي ضمن أبرز القطاعات التي تتعرض للتهديد، بفعل التبدلات المناخية الناتجة عن ظاهرة الاحتباس الحراري. وأشاروا إلى أن الخطر بات يُهدد الإنجاز الأساسي للبشر خلال مسيرتهم التاريخية، وهو نجاحهم في إنتاج الغذاء بكميات كبيرة. وزاد أهمية التحذير الذي أطلقه العلماء عبر رسالة في دورية «العلوم»، أن عدد البشر تجاوز قبل شهور حاجز سبعة بلايين نسمة، وهو مرشح للتزايد في موازاة تراجع الموارد الطبيعية. وقال جون بدنغتون أبرز المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، وهو أحد المساهمين في الرسالة: «على قطاع الزراعة العالمي أن يتمكن من إنتاج المزيد من الأغذية لتلبية متطلبات الأعداد المتنامية من البشر، وانطلاقاً من ذلك يشير العلماء إلى التبدلات المناخية وخطرها المتزايد على الزراعة والغذاء». وأشار تقرير نشره موقع شبكة «سي إن إن» الإلكتروني نقلاً عن مجلة «تايم»، إلى أن تأثيرات المناخ ظهرت خلال الصيف المنصرم من خلال موجات الجفاف القاسية التي ضربت مناطق في الصومال والولايات المتحدة، والتي نتجت عنها مجاعة كبيرة في القرن الأفريقي. غير أن الجفاف ليس العامل الوحيد، بل يمكن ارتفاع حرارة الأرض التسبب بزيادة نسب الرطوبة، ما يؤدي خلال الشتاء إلى عواصف مدمرة وفيضانات، كما جرى في باكستان عام 2010 حين قُتل الآلاف ودُمّرت المحاصيل الزراعية وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأولية إلى معدلات غير مسبوقة في العالم. ويضاف إلى ذلك تزايد نسب الكربون في الجو، ما قد يؤدي إلى تدمير المحاصيل، إلى جانب استخدام مصادر المياه المستنزفة بشدة لأغراض صناعية أو لخدمة المزارع المختصة بإنتاج اللحوم. يذكر أن الرسالة التي نشرتها دورية «العلوم» حملت أيضاً توقيع مولي جان عميدة كلية ويسكونسون ماديسون الزراعية التي قالت إن النافذة الموجودة أمام العالم لتجنّب كارثة زراعية «تضيق باستمرار».