القاهرة - أ ف ب - أدت شبكة الإنترنت دور الشريك الأساسي في ثورات «الربيع العربي»، وفق الخلاصة التي توصل إليها المشاركون في ندوة بعنوان «أثر الفضاء الإلكتروني في صناعة الثورة»، التي أقيمت أول من أمس ضمن معرض القاهرة الدولي للكتاب. وعبّر المختص في تكنولوجيا المعلومات نبيل علي عن اقتناعه «بقدرة أي تكنولوجيا على صناعة ثوراتها. وهذا شهدناه في الثورة الصناعية، ثم جاءت ثورة الإنترنت». ورأى أن «الثورات، من خلال استخدامها تكنولوجيا المعلومات، قامت بمواجهات مباغتة من خلال هجوم رمزي وحقيقي، ونقلت الجمهور من حالة السلبية إلى حالة الفعالية»، مطالباً ب «تحويل الطاقة الثورية إلى قدرة على إنتاج المعرفة التكنولوجية»، ومؤكداً «أهمية السيطرة على الثورة من خلال الإبداع وخلق معرفة جديدة». واعتبرت الناشطة السياسية إسراء عبدالفتاح، وهي عضو في حركة «6 أبريل»، أن «الإنترنت أتت بديلاً لقمع الحريات على أرض الواقع في ظل تسلط النظام الحاكم». وقالت: «قبل ظهور عالم التواصل الاجتماعي، من خلال فايسبوك وتويتر، ظهرت المدونات، ومن أبرزها في ذلك الوقت مدونة «الوعي المصري» لوائل عباس الذي رصد من خلالها انتهاكات النظام السابق ومخالفاته منذ عام 2005. ثم بدأ ظهور ما يسمى إعلام الإنترنت وقنوات التواصل الاجتماعي، إذ لم يكن يسمح لنا بالتحدث عبر وسائل الإعلام التقليدي لكشف تلك الانتهاكات». وتحدثت عن التجربة الواقعية بقولها: «بدأت أول دعوة للإضراب عبر صفحة 6 أبريل عام 2008، على رغم صعوبة جمع عدد كبير من الأفراد للمشاركة في هذه التحركات. لكن عبر المناقشة، وبفضل الإدارة الجيدة للصفحة، تجاوب الناس. فأي وسيلة للتواصل تستخدم بطريقة صحيحة، ستساعد في تحقيق الهدف... ومن منجزات الإنترنت أنها حملت الإعلام التقليدي على أخذ الأخبار من صفحات التواصل الاجتماعي والمدونات، إضافة إلى اتجاه اللجنة العليا للانتخابات إلى إنشاء صفحة خاصة بها لتسهيل عملية الانتخابات على المواطنين». أما الأستاذ الجامعي نادر الفرجاني، فأكد، في وصف أثر الإنترنت لا سيما في التواصل بين المتظاهرين وحشد المشاركة في «ميدان التحرير»، أن «الدهشة كانت كبيرة على النظام التسلطي في مصر، ولم يستوعبها، ما أدى إلى قطع الاتصالات لأيام عدة خلال الثورة. وهذا يؤكد أن الفضاء الإلكتروني ما زال ذا أهمية كبرى في ثورة مصر. لكن مطالب الثورة لم تتحقق كلياً، ولا بد للشعب المصري أن يمتلك هذه الأداة للضغط على السلطات القائمة، سواء كانت تشريعية أو تنفيذية». وتابع الفرجاني، ووافقه الرأي آخرون، أن «من الضروري استخدام هذه الوسيلة لكشف محاولات تشويه الثورة، والدفاع عن الموجودين في ميدان التحرير وفي مختلف أنحاء مصر. فهذا يشكل الضمانة الوحيدة لاستمرار الثورة وتحقيق أهدافها».