يجول الشرطي كايسي ستيدهام في منطقة آن آرندل في بالتيمور (ولاية مريلاند شرق الولاياتالمتحدة) وهو يحمل مسدساً وأصفاداً ومسدساً كهربائياً، فضلاً عن كمية من مادة النالوكسون تستخدم في حالات الجرعات الزائدة من الهيرويين. وقال ستيدهام الذي يجول في هذا الحي السكني في مدينة ميلرسفيل على مسافة 50 كيلومتراً شرق واشنطن: «نحن على أهبة الاستعداد على مدار الساعة». وعلى رغم الهدوء الذي يخيم عادة على ميلرسفيل، تشهد المدينة ارتفاعاً حاداً في عدد مدمني الهيرويين، وبالتالي في حالات الجرعات الزائدة. وأفادت الوكالة الرسمية لمكافحة حالات الإدمان بأن 669 ألف شخص كانوا من مدمني الهيرويين عام 2012 في الولاياتالمتحدة، أي نحو ضعفي العدد المسجل في العام 2003، كما أن الضحايا باتوا أصغر سناً. وتكلم وزير العدل إيريك هولدر عن «أزمة طارئة في مجال الصحة العامة»، عند تطرقه في آذار (مارس) إلى الوفيات الناجمة عن الجرعات الزائدة التي ارتفعت بنسبة 46 في المئة بين عامَي 2006 و2010. وأعادت وفاة الممثل فيليب سيمور هوفمان في آذار هذه المشكلة المتفاقمة إلى الواجهة. وأعلنت شرطة نيويورك في نهاية أيار (مايو) أن 20 ألفاً من أفرادها سيزودون رزماً من مادة نالكوسن المعروفة تجارياً ب «ناركان» والتي تسمح بعكس مفعول الجرع الزائدة بالأفيونيات. واعتمدت هذه المبادرة في أوساط أفراد الشرطة البالغ عددهم 450 في منطقة آن أرندل. وأكد رئيس الشرطة في المنطقة كيفين ديفيس، أن قسمه كان من أول أقسام الشرطة التي أعدت أفرادها لمكافحة حالات الجرعات الزائدة. فقد سجل ارتفاع كبير في هذه الحالات الخريف الماضي في أنابوليس عاصمة مريلاند، وتسببت هذه الحالات بوفيات. وشرح ستيدهام الذي يدرب أيضاً الممرضين، أنه ينبغي بداية التأكد من الأعراض. ففي حالات الجرع الزائدة، «يتصبب المدمن عرقاً ويصعب عليه التنفس... فنكسر أنبوبة النالوكسون» ونقطر قطرتين في الأنف «فيعود المدمن من الموت». وخلال بضعة أسابيع، أنقذ 3 أشخاص بفضل هذه التقنية السهلة الاستخدام. ومن أسباب تزايد استهلاك الهيرويين، الإفراط في تناول الأدوية المسكنة للآلام التي لم تكن تخضع لرقابة كبيرة في الماضي لكنّ القيود التي فرضت لاحقاً على هذه الأدوية أدت إلى إدمان مستهلكيها الهيرويين. وباتت هذه المادة اليوم «أكثر نقاوة وأقل كلفة»، كما قال الطبيب مارك فيشمان الذي يدير مركزاً متخصصاً لمدمني المخدرات الشباب في منطقة ماونتن مانر في بالتيمور. وأوضح أن المخدرات «باتت نقية بنسبة تراوح بين 70 و80 في المئة، مقابل 5 في المئة قبل 30 عاماً». ومعلوم أنه كلما ازدادت المخدرات نقاوة، ازدادت الحاجة إلى تناولها.