أعلن الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف امس، أنه لا يرى «نذر ثورة» في بلاده، فيما أكد السفير الأميركي لدى موسكو مايكل ماكفول أن الولاياتالمتحدة لا تسعى إلى إضعاف روسيا ولا تعدّ ثورة ضدها. ونظمت المعارضة في روسيا تظاهرات تُعتبر سابقة بعد انهيار اتحاد السوفياتي، احتجاجاً على نتائج الانتخابات الاشتراعية الأخيرة، إذ اعتبرتها مزورة. وقال مدفيديف إنه «لا يجد سبباً لاندلاع ثورة في روسيا»، معتبراً أنها «لا تحتاج ذلك، إذ استنفدت خيارها من الثورات في القرن العشرين». وأضاف خلال لقائه طلاب كلية الصحافة في جامعة موسكو: «لا أرغب في أن تتطور الأحداث في بلادنا وفق سيناريو ثوري أو سيناريوات متطرفة، ولا أرى ما ينذر بتطور الأحداث في هذا الاتجاه». وسُئل هل يخشى محاكمته إذا حدثت ثورة، فأجاب: «على أي شخص يترشح للرئاسة، أن يكون مستعداً لكلّ شيء. لا أخاف شيئاً، وإلا ما كنت أتولى هذا المنصب». واعتبر مدفيديف الانتخابات الاشتراعية الأخيرة، «الأكثر نزاهة في التاريخ المعاصر لروسيا، وإن شابتها انتهاكات وتجاوزات». وأكد أنه درس قبل سنة، إصلاح النظام السياسي في روسيا، أي قبل وقت طويل من التظاهرات. وذكّر بقراره الامتناع عن الترشّح لولاية رئاسة ثانية، واقتراحه ترشيح رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، قائلاً: «إذا فاز (بوتين)، سأصبح رئيساً للحكومة. وإذا لم يفز، سأواصل العمل لمصلحة الوطن بضمير مرتاح، ولن أعتزل العمل السياسي». كما لم يستبعد ترشحه للرئاسة مستقبلاً، موضحاً: «لم أقل أبداً إنني لن أرشح نفسي للرئاسة مستقبلاً إطلاقاً. عمري الآن 46 سنة، وهذا ليس عمراً كبيراً يقضي بالتخلي عن خوض الصراعات السياسية». وعزا قراره الامتناع عن تجديد ولايته، إلى «اعتبارات الجدوى السياسية، إذ لا يجوز أن يتنافس شخصان يمثلان قوة سياسية واحدة، ويجب أن يرشح نفسه من يتمتع بفرص أكبر للفوز» في انتخابات الرئاسة المقررة في آذار (مارس) المقبل. السفير الأميركي ونفى مدفيديف أنباء عن تردي العلاقات مع الولاياتالمتحدة، لكنه أقرّ بوجود «خلافات في عدد من المسائل» مع نظيره الأميركي باراك أوباما، بينها الدرع الصاروخية التي تنوي واشنطن نشرها في أوروبا. لكنه دعا السفير الأميركي الجديد مايكل ماكفول إلى «التنبه إلى أنه يمارس عمله في روسيا، لا الولاياتالمتحدة، وأن لكل بلد خصوصياته». وغضبت موسكو بعدما التقى ماكفول ممثلين عن المعارضة الروسية. لكن الأخير شدد على أن الولاياتالمتحدة «لا تسعى إلى إضعاف روسيا، ولا تعدّ أي ثورة» هناك. وقال لصحيفة «كومرسانت»: «لنضع النقاط على الحروف، الرئيس أوباما أرسلني إلى هنا لمتابعة وتعميق إعادة إطلاق العلاقات الروسية - الأميركية. هذا الهدف لا يتضمن إشعال ثورة في روسيا. لا نحتاج روسيا ضعيفة، إذ أن ذلك لا يعود علينا سوى بمشاكل». وعزا الاتهامات الموجهة إليه إلى «مخلفات الحرب الباردة». إلى ذلك، اكد بوتين أن «روسيا بلد مفتوح، وليست ديكتاتورية ولن تشهد مطلقاً قيام ديكتاتورية». وقال لطلاب: «نحن بلد حرّ، يعتمد اقتصاد السوق».