موسكو – أ ب، رويترز، أ ف ب – عزا الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف عزوفه عن الترشح لولاية ثانية في انتخابات الرئاسة المقررة في آذار (مارس) المقبل، الى أن رئيس الوزراء فلاديمير بوتين أكثر نفوذاً وشعبية منه، لكنه شدد على أن الخيار يبقى في يد الشعب. وقال: «بوتين هو الآن من دون شك السياسي الأكثر نفوذاً في بلادنا، وشعبيته أعلى» من شعبية الرئيس الحالي. وأضاف في حديث الى القنوات الثلاث للتلفزيون الروسي: «لا أدري لماذا لا يتكلم أحد عن ذلك، إذ إنها مسائل عملية ومهمة جداً. الرئيس ورئيس الوزراء ملزمان مبدئياً بتأمين بعضهما بعضاً، ولذلك عندما قلت إنني لا أستبعد (الترشح لولاية ثانية)، لم أخدع أحداً طبعاً، والحياة يمكن أن تنعطف في طريقة غير متوقعة. ماذا لو تغيّرت الميول الانتخابية للناس لسبب ما؟ علي أن آخذ ذلك في الاعتبار. ومع ذلك، ثمة اتفاق في ما بيننا». وشدد مدفيديف على أنه وبوتين يتشاركان «مواقف قريبة جداً في شأن غالبية المسائل الإستراتيجية، وفي الواقع حول جميع القضايا الإستراتيجية لتطوّر البلاد»، متسائلاً: «إذا كنا نتبنى مواقف مشابهة، هل علينا أن نتنافس في ما بيننا؟ هل يجب أن نتشاجر؟». وكان مدفيديف وبوتين فاجآ الروس في 24 أيلول (سبتمبر) الماضي، إذ أعلنا خطة لتبادل منصبيهما، من خلال امتناع الأول عن الترشح لولاية ثانية، لمصلحة الثاني الذي سيعود الى منصب شغله ولايتين متتاليتين بين عامي 2000 و2008، قبل اضطراره الى التنحي لمصلحة مدفيديف. وبعد تمديد ولاية الرئيس الى ست سنوات، يمكن لبوتين أن يحكم 12 سنة إضافية، حتى العام 2024، ما يجعله الرئيس الأطول عهداً في المنصب، منذ الديكتاتور الراحل جوزف ستالين. ونددت المعارضة بقرار مدفيديف وبوتين، معتبرة انه يجسد احتقارهما الديموقراطية، خصوصاً أن حزب «روسياالمتحدة» الذي يتزعمه رئيس الوزراء، يهيمن على الحياة السياسية في البلاد منذ عشر سنوات. وقال رئيس الحزب الشيوعي غينادي زيوغانوف: «من المستحيل تنظيم تصويت نزيه ومحترم». لكن مدفيديف شدد على أن القرار الأخير يعود الى الشعب، متسائلاً: «كيف يمكن أن تكون (النتائج) محسومة مسبقاً؟ لنترك الشعب يقرر لمن سيصوت، ويقرر أي قوة سياسية سيساند». وقال: «الانتخاب يمارسه الشعب، وهذه ليست مجرد كلمات جوفاء بل الحقيقة. أي سياسي يمكن أن يخسر في الانتخابات، هو وحزبه. وهذا حدث في تاريخ بلدنا وبلدان أخرى أكثر من مرة. لا ضمان لأحد ولا نتائج معروفة سلفاً. المواطنون قادرون على قول كلمة الفصل وانتخاب الشخص والقوة السياسية أو رفضها، وهذه هي الديموقراطية». في غضون ذلك، أعلنت رئاسة الحكومة ان بوتين سيزور بكين يومي 11 و12 من الشهر الجاري، بدعوة من نظيره الصيني وين جياباو، كما سيلتقي الرئيس هو جينتاو.