اعتبر رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين أن المعارضة تتهرّب من الحوار، متعهداً تنظيم انتخابات رئاسية «شفافة ونزيهة». لكنه اتهم إذاعة معارضة بخدمة مصالح الولاياتالمتحدة، فيما لمّح التلفزيون الروسي الى ان مهمة السفير الأميركي الجديد في موسكو تتركز على مساندة قادة المعارضة والترويج لثورة في البلاد. وأشار بوتين الى ان شخصيات معارضة تلقت دعوات الى حوار، لكنها لم تأتِ. وقال خلال لقائه رؤساء تحرير وسائل إعلام روسية، في اشارة الى قادة المعارضة: «يقولون إنهم يريدون الحوار، وأن السلطة لا تسمعهم. وجهنا دعوة إليهم، لكنهم لا يأتون. وأتساءل: ما يريدون؟ إظهار أن لا حوار، أم انهم لا يريدون حواراً؟». وتطرّق بوتين الى انتخابات الرئاسة المقررة في آذار (مارس) المقبل، قائلاً: «أودّ أن تكون الانتخابات شفافة ونزيهة الى أقصى حد، واذا قرر مواطنو روسيا إيكال تسيير أمور البلاد وأمنها وتطوير اقتصادها، الى شخص آخر، فلندع هذا الشخص يعمل». وأضاف: «من الواضح ان خصوماً سيقولون إن الانتخابات غير نزيهة، لكن الخصوم عناصر الصراع السياسي، وكانوا وما زالوا موجودين، وسيكونون دائماً كذلك. وسنأخذ موقفهم بالاعتبار، ونتعامل معهم باحترام، لكن عليهم مراعاة رأي الغالبية أيضاً». وشنّ بوتين هجوماً عنيفاً على إذاعة «صدى موسكو»، الوحيدة التي تتبنى سياسات معارضة للكرملين. وقال إن «صدى موسكو زعمت أن روسيا لا يهمّها ان تقترب من حدودها، صواريخ اعتراضية تنوي الولاياتالمتحدة نصبها في شرق أوروبا»، معتبراً ذلك «أمراً شديد الأهمية بالنسبة الى روسيا، اذ ان تلك الصواريخ ستكون قادرة على إسقاط الصواريخ الإستراتيجية الروسية، إذا نُصبت قرب حدودنا». وأضاف ان الإذاعة «زعمت أيضاً أن الولاياتالمتحدة اقترحت على روسيا أن يعمل البلدان في شكل مشترك، في مجال الدفاع المضاد للصواريخ»، مؤكداً أن «روسيا هي التي تقترح ذلك، في مقابل رفض أميركي». واعتبر أن بثّ هذه المعلومات يعني «خدمة مصالح دولة أجنبية ضد روسيا، في السياسة الخارجية». السفير الأميركي تزامن كلام بوتين مع تقرير للقناة الأولى في التلفزيون الروسي، لمّح الى أن السفير الأميركي الجديد مايكل فاكفول مُكلّف تشجيع المعارضة وقادتها. وقال محلل القناة، ميخائيل ليونتيف: «ماكفول ليس خبيراً في شأن روسيا. انه مجرد مختص في الترويج للديموقراطية». وأشار الى ان الأخير كتب «مئات المقالات» ضد بوتين. وذكّر بكتاب لماكفول نُشر عام 2001، عنوانه «ثورة غير مكتملة في روسيا. التغيير السياسي، من غورباتشوف الى بوتين»، متسائلاً: «هل أتى ماكفول الى روسيا للعمل في اختصاصه، لإكمال الثورة؟». في غضون ذلك، أبلغ رئيس الاستخبارات الروسية ايغور سرجون، الرئيس ديمتري مدفيديف، بأن «التغيّرات في العالم تطلبت موضوعياً تعديل الأولويات الاستطلاعية وآليات تنفيذها». وأشار خلال زيارة مدفيديف مركز قيادة الاستخبارات، الى ان الاستخبارات العسكرية الروسية تركز الآن على «المناطق الساخنة، حيث تنشط التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، والمناطق المتأزمة، اضافة الى المسارات المحتملة للانتشار غير القانوني للمواد النووية وأسلحة الدمار الشامل». اما مدفيديف فحضّ الاستخبارات العسكرية الروسية على تحسين تعاونها مع نظيرتها في العالم، في محاربة الارهاب.