طرابلس - أ ف ب، رويترز - أكد وزير الداخلية الليبي فوزي عبدالعال أن بلاده لن تكون حرس حدود لأوروبا، فيما عاد الهدوء الثلثاء إلى بني وليد، أحد معاقل الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي سابقاً، لكن الغموض ما زال يسود حول مصدر أعمال العنف التي أوقعت الاثنين خمسة قتلى ونسبها مسؤولون محليون لأنصار النظام الليبي السابق. وقال وزير الداخلية الليبي في مؤتمر صحافي في طرابلس أمس إن بلاده تواجه «مشاكل كبيرة» بسبب تدفق آلاف المهاجرين السريين. وأضاف عبدالعال أن «ليبيا تحتاج إلى كثير من الوسائل لمراقبة (الهجرة). وليبيا لن تكون حرس حدود لأوروبا». إلى ذلك، صرح العقيد سالم الواعر في بنى وليد أن «الوضع هادئ اليوم (أمس). وبات تحت السيطرة»، فيما أكد محمود الورفلي الناطق باسم المجلس المحلي في بني وليد أن «الوضع جيد» مؤكداً أن أنصار النظام السابق هم من تسببوا في أعمال العنف. وسقط خمسة قتلى الاثنين في بني وليد (170 كلم جنوب شرقي طرابلس) التي سقطت بين أيدي الثوار قبل أيام من مقتل القذافي و «تحرير» ليبيا في تشرين الأول (أكتوبر) 2011. وقال مسؤولون محليون إن أنصار القذافي هاجموا قاعدة ثوار سابقين بأسلحة رشاشة وقذائف آر.بي.جي قبل «السيطرة» على المدينة رافعين أعلام النظام السابق الخضراء. لكن وزير الداخلية نفى الاثنين أن تكون أعمال العنف من فعل أنصار النظام السابق. وقال إن «المعلومات التي لدينا تقول إنها مشاكل داخلية بين سكان هذه المدينة، وهذا هو سبب ما جرى». وأكد سالم الواعر أن النزاع «محلي محض» مؤكداً أن شيوخ قبيلة ورفلة النافذة اجتمعوا الثلثاء في مسجد بني وليد لبحث الوضع. وعقدت الحكومة اجتماعاً «لبحث الوضع في بني وليد». وأشار مراسلان ل «فرانس برس»، تمكنا من التوجه الاثنين إلى بني وليد لفترة قصيرة، إلى حال فوضى تسود المدينة واستحالة معرفة من كان إلى جانب أنصار النظام السابق ومن كان مع السلطات الجديدة. وهدأت الأوضاع مساء ولم يشاهد المراسلان أي راية خضراء في الأحياء التي زاراها. وحتى السلطات يبدو أنها لا تعلم تحديداً ما جرى في المدينة بسبب معلومات متناقضة وصلت إليها كما أفاد مصدر قريب من المجلس الوطني الانتقالي. وذكرت أنباء في وقت سابق أن أنصار القذافي سيطروا الاثنين على بلدة بني وليد ورفعوا أعلامهم الخضراء في تحدٍّ للحكومة الجديدة الهشّة في البلاد. وقال المسؤول المحلي مبارك الفطماني إن مناصرين للقذافي هاجموا بالأسلحة الرشاشة وقذائف آر.بي.جي «كتيبة 28 مايو الكبرى في بني وليد التابعة لوزارة الدفاع». وأضاف أنهم «سيطروا سيطرة تامة على كل مدينة بني وليد» بعد الهجوم على القاعدة التي طوّقها موالون للقذافي يرفعون أعلاماً خضراء. وقال إن خمسة «ثوار» وقائد كتيبتهم قتلوا فيما أصيب 30 آخرون بجروح. وتابع أن «المهاجمين رددوا شعار الله ومعمر وليبيا وبس، ووزعوا منشورات قالوا فيها إنهم سيعودون قريباً. وسيطردون الجرذان». وحذر من أن «ثوار بني وليد يتعرضون للإبادة الآن وذخيرتهم على وشك الانتهاء»، وناشد «كل ثوار ليبيا إنقاذ ثوار بني وليد في شكل عاجل». وتابع أن «عدداً من جرحى الثوار عالق داخل الكتيبة ولم تستطع سيارات الإسعاف الدخول لنقله إلى المستشفى بسبب وجود قناصة من أنصار القذافي الملثمين أعلى المدرسة والمسجد المجاورين للكتيبة». وأفاد المجلس الوطني على صفحته على موقع «فايسبوك» مساء الاثنين بأن «ما يجري في بني وليد محاولة يائسة لفلول النظام البائد». وقال ناطق باسم المجلس العسكري في مصراتة شرق طرابلس انه تم وضع كتائب في حال تأهب في حال طلبت منها الحكومة التدخل في بني وليد. وقال فتحي باش آغا «وصلتنا معلومات متناقضة. ومنذ الاثنين قمنا بحماية منافذ مصراتة الجنوبية تحسباً لأي طارئ». وفي طرابلس وبنغازي (شرق) تعززت الإجراءات الأمنية أيضاً وأقيمت حواجز في أحياء عدة من المدينتين. واندلعت أعمال العنف في ظرف يواجه المجلس الانتقالي أخطر أزمة سياسية منذ توليه السلطة حيث إن نائب رئيسه عبدالحفيظ غوقة اضطر إلى الاستقالة الأحد تحت ضغط الشارع. واستبعد رئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبدالجليل تماماً استقالة المجلس محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى «حرب أهلية» في حين تجهد السلطات في احتواء مجموعات مسلحة في البلاد بعد أكثر من ثلاثة أشهر من «تحريرها». وتظاهر ثوار سابقون الثلثاء في طرابلس ضد المجلس الانتقالي. وقال عمر الرجباني أحد المتظاهرين «مات القذافي لكن نظامه ما زال قائماً، والمجلس الانتقالي يفعل كل ما في وسعه لتهميش الثوار. إن تسعين في المئة من الذين يعملون مع عبدالجليل لا يخدمون سوى مصالحهم الخاصة».