تشارك هيئة المساحة الجيولوجية السعودية في فعاليات الملتقى الخليجي السابع للزلازل الذي انطلق أمس في جدة، بأوراق عمل، تتناول إحداها ما نفذته الهيئة أثناء النشاط الزلزالي والبركاني في حرة الشاقة شمال غربي المملكة عام 2009، وبمشاركة من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومن المساحة الجيولوجية الأميركية، حيث تم استخدام بيانات الأقمار الصناعية وتحليلها، لتحديد الأماكن التي حدثت فيها التشوهات الأرضية، وقامت الهيئة بتجميع وتوفير البيانات الزلزالية كافة، والجيولوجية، والتركيبية،والقياسات الحرارية، والشواهد العلمية في المنطقة، والربط بينها لفهم طبيعة هذا النشاط، ومدى ارتباطه بالنشاط البركاني في المنطقة. ويسهم هذا العمل، في مساعدة سكان هذه المناطق، في تجنب مشكلات كبيرة قد تؤثر على حياتهم اليومية. واشتملت دراسات الهيئة على موضوع درء مخاطر السيول في محافظة جدة، بجوانبها الهيدرولوجية والجيوفيزيائية للأودية، والتصاميم الأولية للسدود، والقنوات المقترحة. وفي مجال الأحافير الفقارية، والتنوع البيولوجي القديم، في منطقة البحر الأحمر، أثبتت الأبحاث الحديثة لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية عن وجود سعادين غرب المملكة العربية السعودية، تعود إلى أكثر من 30 مليون سنة في منطقة البحر الأحمر، وهي مشابهة لمثيلاتها في كل من مصر وكينيا، وقد قامت مجلة (نيتشر) العلمية المعروفة، وبعنوان رئيس على غلافها، بنشر دراسة علمية، عن اكتشاف سعدان الحجاز من الطبقات الرسوبية بعمر 30 مليون سنة، في منطقة مكةالمكرمة. وقد أثبت ذلك أن شبه الجزيرة العربية، وقبل انفصالها عن أفريقيا، وتكوّن البحر الأحمر، كانت موطناً خصباً للثدييات، على اختلاف أنواعها، ومشابهة لمثيلاتها في أفريقيا. ولهذا النوع من الأبحاث قيمة علمية كبيرة. وكان محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد افتتح فعاليات الملتقى الخليجي السابع للزلازل نيابة عن أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل، وبحضور وزير البترول والثروة المعدنية رئيس مجلس إدارة هيئة المساحة الجيولوجية السعودية المهندس علي النعيمي، بتنظيم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، وذلك مساء أمس في مدينة جدة. وفي حفلة الافتتاح قال وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي: «لقد نُوقشت في الملتقيات السابقة، مواضيع تتعلق بالأخطار الزلزالية في دول الخليج العربي، وإقامة مركز أبحاث إقليمي لرصد ودراسة الظواهر الطبيعية، وهذا الملتقى، يسعى إلى معرفة أحدث الدراسات والأبحاث المتعلقة بالنشاط الزلزالي والبركاني على المستوى الإقليمي، والعالمي، ونقل الخبرات والمعرفة من خلال المناقشات العلمية بين العلماء والخبراء من الدول العربية، ومن عدة بلدان أخرى». وأضاف: «يركِّز هذا الملتقى على تدريب المشاركين على أحدث البرامج المتعلقة بمواضيع النقاش، من خلال ورش العمل التي عُقدت على هامش هذا اللقاء، واقتراح التوصيات عن النشاط الزلزالي والبركاني في المنطقة العربية، وخصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي، كما يهتم هذا الملتقى، بمعرفة أحدث دراسات وأبحاث المخاطر الجيولوجية في المنطقة وتقويمها، وتعزيز سبل التعاون وتبادل المعلومات، بين الدول العربية المشاركة في مجالات الزلازل، والبراكين». وأشار النعيمي إلى أن الملتقى ينعقد بمشاركة نخبة من العلماء والباحثين من الدول العربية، ومن مختلف أنحاء العالم. «هذا الحضور العلمي المتميز، يحقق أهدافاً عدة، لعل من أهمها، نقل المعرفة، وتبادل الخبرات، وتعزيز دور العلم والعلماء في المملكة، وفي دول مجلس التعاون الخليجي، والتعامل بطريقة علمية مدروسة، مع المخاطر الطبيعية التي قد تواجه بلداننا، وتعزيز الدور العلمي، والاجتماعي، للمؤسسات والهيئات الوطنية المتخصصة». ... وبحث إنشاء مركز لرصد الظواهر الطبيعية