طهران، باريس -»الحياة»، أ ف ب - أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن إيران انتهكت مرات عدة الحظر المفروض عليها من خلال تزويدها سورية بالسلاح بحسب مجموعة خبراء تابعين للأمم المتحدة. وصرح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية رومين نادال خلال لقاء صحافي أن «مجموعة خبراء الأممالمتحدة حول إيران أبلغت مجلس الأمن الدولي بعدة حالات انتهاكات من قبل إيران لقراري حظر الأسلحة 1747 و1929 الصادرين عن مجلس الأمن الدولي». وكان نادال يرد على أسئلة حول معلومات أميركية بأن طهران تزود دمشق بالأسلحة لمساعدتها على قمع المتظاهرين. وقال: «إن تزويد الأسلحة غير شرعي ويثير الصدمة لأنه يصب في صالح نظام اختار القمع الذي أشار إليه مجلس الأمن الدولي مراراً بأنه يرقى إلى مستوى جرائم ضد الإنسانية». وأضاف: «إننا نندد بهذه الانتهاكات وندعو إيران وسورية إلى الالتزام التام بقرارات مجلس الأمن الدولي». وكان مسؤولون أميركيون رفيعو المستوى صرحوا أن «الحكومة الأميركية واثقة من أن إيران زودت سورية بأسلحة» لاستخدامها خلال عمليات القمع. وأوضحت هذه المصادر أن الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد كتيبة القدس (القوة الخاصة للحرس الثوري) كان في دمشق في كانون الثاني (يناير). وينص القرار 1747 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 24 آذار (مارس) 2007 على حظر تصدير الأسلحة الإيرانية بسبب برنامجها النووي. وفي حزيران (يونيو) 2010 تبنى مجلس الأمن الدولي القرار 1929 الذي ينص على إجراءات جديدة تشدد خصوصاً الحظر الجزئي على بيع الأسلحة إلى إيران. في موازاة ذلك، قال السفير الإيراني لدى موسكو سيد رضا سجادي أن طهرانوموسكو تتخذان إجراءات مستقلة تجاه التطورات الجارية في سورية ولكنهما تتبادلان الآراء حول هذه التطورات، مضيفاً أن إيرانوروسيا تؤكدان على عدم التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية وضرورة أن يكون الحل للأزمة السورية داخلياً. واستبعد سجادي قيام الولاياتالمتحدة بشن هجوم عسكري على سورية، موضحاً أنه في حال تعرض سورية للهجوم فإن روسيا سترد عسكرياً لأن دمشق تعتبر خطاً أحمر بالنسبة لموسكو. ورداً على الاتهامات الأميركية أكد الحرس الثوري الإيراني أنه لم يتدخل حتي الآن في شؤون سورية الداخلية. وقال مصدر في الحرس الثوري في تصريحات نشرتها قناة العربية علي موقعها الإلكتروني إن إيران تعتبر ما يجري في سورية شأناً داخلياً لكنها ملتزمة في الوقت نفسه باتفاقية دفاعية معها وأنها لن تترك سورية وحدها في حال تعرضها لاعتداء خارجي. وأضاف: «نحن نرى حتى الساعة أن الوضع في سورية جيد»، مشيراً إلى اتصالات سورية إيرانية لتقييم الأوضاع هناك. وقال: «على الأقل فإن إخواننا في سورية يقولون إن الأمور جيدة وهم يتوقعون الحسم في غضون شهرين». وتابع المصدر الذي وصف نفسه بالمخول عبر مكاتبات تمت بواسطة الإنترنت: «كل التقارير تؤكد أن الأوضاع في سورية مستقرة. ولا داعي للقلق، لكن ما نخشاه فقط هو حصول انشقاق في الجيش وهذا لم يحصل حتي الآن».