دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، ا ف ب - أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن «عدة انفجارات هزت أحياء بابا عمرو وكرم الزيتون والوعر تبعها صوت إطلاق رصاص كثيف» في هذه الأحياء التي تتبع حمص التي تزايدت فيها أعمال العنف خلال الاسابيع الماضية. يأتي ذلك فيما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل ما لا يقل عن 27 شخصاً امس برصاص الأمن والجيش السوريين الكثير منهم في ريف دمشق وحمص وإدلب، فيما سقط عشرات الجرحى مع استمرار عمليات القصف والحصار على بلدتي الزبداني ومضايا بمحافظة ريف دمشق، التي يشارك فيها أكثر من أربعين دبابة وعدد كبير من حاملات الجند. وفي إطار زيارات المراقبين إلى المناطق السورية، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن فريقاً من لجنة المراقبين العرب زار أمس مدينة بانياس «برفقة الكثير من سيارات الأمن واقتصرت الزيارة فقط على الأحياء الموالية للنظام ... ولم يزر الفريق الأحياء الجنوبية الثائرة التي تجري فيها عمليات انتهاك لحقوق الإنسان في شكل يومي». وأوضح المرصد أن مديره رامي عبد الرحمن اتصل برئيس فريق المراقبين العرب في محافظة طرطوس «الذي نفى أن يكون يعتزم فقط زيارة الأحياء الموالية للنظام في بانياس وطلب أسماء الأحياء الثائرة ليتمكن من زيارتها». وأعلن المرصد أيضاً أن «اكثر من عشرة آلاف مواطن تظاهروا في مدينة الزبداني، امس، في محافظة ريف دمشق لاستقبال فريق من لجنة المراقبين العرب مطالبين بإسقاط النظام وهم يهتفون الجيش السوري خائن». وفي الإطار نفسه «تظاهر أيضاً آلاف المواطنين في مدينة معرة النعمان في محافظة إدلب خلال استقبال فريق لجنة المراقبين العرب». في حمص اعلن المرصد «استشهاد ثلاثة مواطنين احدهم شقيق الناشط خالد أبو صالح وذلك اثر إطلاق نار من رشاشات ثقيلة على حي بابا عمرو». كما اعلن المرصد أن «مواطناً استشهد في حي باب السباع اثر إطلاق النار عليه من حاجز القلعة ليل السبت الأحد» كما أوضح انه «تم العثور على جثماني مواطنين اثنين في حي مساكن الادخار في حمص كانا خطفا السبت من قبل مجموعة من الشبيحة» كما «عثر في حي الوعر في مدينة حمص على جثمان مواطن كانت الأجهزة الأمنية اعتقلته في الثالث عشر من كانون الأول (ديسمبر) الماضي». وأفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بمقتل ستة عمال وإصابة 16 آخرون بجروح في انفجار عبوة ناسفة زرعتها «مجموعة إرهابية مسلحة» على طريق في إدلب شمال غربي سورية. وقالت سانا «استشهد ستة عمال في معمل غزل إدلب وأصيب ستة عشر آخرون بجروح بانفجار عبوة ناسفة زرعتها مجموعة إرهابية مسلحة على جانب الطريق بين مدينة أريحا وبلدة المصطومة في محافظة إدلب». وفي مدينة إدلب أيضاً توفيت امرأة متأثرة بجروح أصيبت بها أول من امس «خلال إطلاق النار على طريقة معرة مصرين» في محافظة إدلب، كما اعلن المرصد أيضاً «استشهاد مواطن من خان شيخون في محافظة إدلب متأثراً بجروح أصيب بها الجمعة خلال إطلاق رصاص على جسر سراقب». كما تحدثت الهيئة العامة للثورة السورية عن اقتحام أجهزة الأمن والجيش بلدتي كفر نبودة وبريديج في حماة بمشاركة أكثر من عشرين دبابة وثلاثين عربة مصفحة وقصف على حي الحميدية، بحسب ما ذكره ناشطون. وفي مدينة الزبداني، قال عضو هيئة تنسيقية الثورة إن أكثر من خمسين جريحاً سقطوا بالقصف المتواصل على المدينة، واصفاً الوضع في المدينة بالمأسوي، في ظل انقطاع كامل للاتصالات والكهرباء. واستأنفت الدبابات والقوات السورية هجومها على بلدة الزبداني التي يسيطر عليها منشقون عن الجيش قرب الحدود اللبنانية مما أسفر عن وقوع عدد من الضحايا. والهجوم على الزبداني هو الأكبر منذ بدأ المراقبون العرب عملهم يوم 26 ديسمبر (كانون الأول) الماضي. وصدر بيان عسكري من «الجيش السوري الحر» كتيبة حمزة بن عبد المطلب (منطقة الزبداني ومضايا) «يمهل القوات المعتدية 24 ساعة لإخلاء المنطقة والانسحاب التام، وإلا ستقوم عناصر الكتيبة بتدمير المرافق الحيوية بالمنطقة، وعلى رأسها الآبار الارتوازية المتوجهة إلى دمشق، والتي تعتبر المصدر الأساسي لمياه الشرب بعدة مناطق، على رأسها مساكن الضباط بقرى الأسد والديماس والصبورة وجديدة عرطوز وغيرها»، كما هدد بتدمير خط التوتر العالي الدولي المار من المنطقة على الحدود اللبنانية، وكذلك أبراج المحمول التابعة لشركة «سيرياتل». من ناحية أخرى، قال المرصد السوري إن «حاجزاً تابعاً لجهاز المخابرات الجوية بريف دمشق اعتقل القيادي المعارض محمد جبر المسالمة» عضو هيئة التنسيق الوطنية وأمين عام فرع حزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديموقراطي المعارض في محافظة درعا. وأضاف ان المسالمة (70 عاماً) الذي اعتقل مرتين من بدء الحركة الاحتجاجية «لا يزال مصيره ومكان اعتقاله مجهولين». إلى ذلك تحدث ناشطون سوريون عن تمرد ثلاثين معتقلاً في سجن الرقة لرفضهم الانتقال لسجن آخر قبل زيارة المراقبين العرب. وبث ناشطون صوراً لسجناء في السجن المركزي في حلب عند زيارة المراقبين العرب للسجن وهم يهتفون ضد النظام. يُشار إلى أن المواجهات الدامية وأعمال القتل اليومي لم تتراجع برغم وجود بعثة المراقبين العرب التي تعرضت لانتقاد حتى من بعض أعضائها «لفشلها في وقف إراقة الدماء ولمنحها بشار الأسد المزيد من الوقت لسحق خصومه». وقد تأجلت خطط زيادة عدد المراقبين الأسبوع الماضي بعد تعرض 11 مراقباً لإصابات طفيفة عندما هاجم حشد مؤيد للنظام موكبهم في اللاذقية يوم الإثنين الماضي، كما دفعت تلك الواقعة المراقبين لتعليق عملهم يومين. ومن المقرر أن ترفع بعثة المراقبين تقريراً إلى الجامعة العربية الخميس حيث سيقرر وزراء الخارجية العرب ما إذا كانوا سيواصلون المهمة أو يحيلون الملف إلى مجلس الأمن. وتحت عنوان «الخوف من الحرب الأهلية يتعمق في سورية ويفاقم الأزمة»، كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية امس تقول: «إن فشل مهمة الجامعة العربية في وقف العنف في سورية والضغط المحدود من المجتمع الدولي والحكومة العنيدة، عوامل جعلت الصراع يُدخل البلاد في حالة من الفوضى وأزمة لا مخرج منها». وأضافت الصحيفة «المعارضة لا ترضى بأقل من سقوط الرئيس بشار الأسد، وبدأت ملامح الحرب الأهلية في الظهور، مع فقدان الحكومة السيطرة على بعض المناطق وانحسار سلطتها في ضواحي العاصمة وأجزاء كبيرة في مدن مثل حمص وحماة». وتابعت: «تعميق المأزق يؤكد مدى انزلاق الأحداث خارج نطاق السيطرة، ففي بلدة تبعد حوالى نصف ساعة بالسيارة من دمشق، أُحرق مؤخراً مركز للشرطة، وكخطوة انتقامية تم قطع الكهرباء والمياه عن المنطقة». وفي حمص «تتزايد التقارير حول التطهير الطائفي في الأحياء المختلطة، حيث إن بعض الطرق أصبحت حدوداً خطرة للغاية بالنسبة لسيارات الأجرة للعبور».