استمرت عمليات القصف والاشتباكات وحملات الدهم والاعتقال في عدد من مناطق سوريا أمس بمشاركة قوات نظامية معززة، بحسب مراقبين وناشطين، فيما يستعد فريق من الاممالمتحدة لزيارة دمشق من اجل التحضير لمهمة مراقبين محتملة في حال تنفيذ وقف اطلاق النار. ونددت منظمة العفو الدولية في تقرير لها صدر أمس باستمرار حملة القمع في سوريا رغم الوعد الذي قامت به السلطات السورية بالبدء فورا بتطبيق خطة الموفد الدولي الخاص كوفي انان لا سيما سحب القوات العسكرية من الشارع. وقتل 38 شخصا في اعمال عنف في مناطق متفرقة من سوريا الثلاثاء، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان، في وقت كان رئيس اللجنة الدولية للصليب الاحمر جاكوب كيلنبرغر يزور دمشق ويحصل على وعد من السلطات السورية بتسهيل ايصال مساعدات الى المناطق المتضررة وزيارة اللجنة للسجون. واستقدم النظام الثلاثاء قوات اضافية الى منطقتي الزبداني في ريف دمشق وداعل في محافظة درعا (جنوب)، بحسب المرصد السوري، والى محيط الرستن في محافظة حمص (وسط) وبلدة ابطع في درعا، بحسب ناشطين. وذكر المرصد ان عشرة مدنيين قتلوا في قصف واطلاق نار في احياء عدة من مدينة حمص في وسط سوريا. كما قتلت امرأة وابنها في مدينة القصير، وثلاثة اشخاص في بلدة الضبعة في محافظ حمص ايضا. وتعرضت مدينة الرستن في المحافظة لقصف عنيف صباح الثلاثاء، بحسب ما افاد جنود في الجيش السوري الحر. و في ادلب (شمال غرب)، قتل خمسة مواطنين في اطلاق نار وقصف في قرية تفتناز التي شهدت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومجموعات مسلحة منشقة اسفرت كذلك عن مقتل سبعة جنود واربعة منشقين وعدد كبير من الجرحى، بحسب المرصد السوري. وقتل مواطن من بلدة كنصفرة في ادلب في اطلاق الرصاص عليه على طريق دمشق حلب الدولي، وآخر في مدينة معرة النعمان، بحسب المرصد. وقتل ثلاثة مدنيين وجنديان في اشتباكات في بلدة ابطع، بحسب المرصد. وشهدت مناطق عدة اشتباكات عنيفة بين المنشقين والجنود النظاميين، بالاضافة الى حملات دهم واعتقال واحراق منازل من جانب قوات النظام. وافادت لجان التنسيق من جهة ثانية عن تظاهرات متعددة مناهضة للنظام سارت الثلاثاء في حي العسالي في دمشق، وفي البيضا في بانياس، وفي كلية الآداب في محافظة الحسكة (شمال شرق)، وفي حي الباب في مدينة حلب (شمال). وقد ووجه بعضها بالقوة من اجل تفريقها. وتأتي هذه التطورات غداة اعلان المندوبة الاميركية لدى الاممالمتحدة سوزان رايس التي تترأس بلادها مجلس الامن لهذا الشهر ان دمشق وعدت انان بالبدء «فورا» بانسحابات عسكرية تنتهي في العاشر من ابريل. وقالت رايس ان مساعد الموفد الدولي ناصر القدوة سيعمل على اقناع المعارضة السورية المسلحة بالالتزام ب»انهاء عملياتها خلال الساعات ال48 التي تلي وقفا كاملا لاعمال العنف من جانب الحكومة». وطلب انان، بحسب دبلوماسيين، من مجلس الامن دعمه في موضوع نشر بعثة مراقبين للاشراف على وقف اطلاق النار في سوريا. واعلن المتحدث باسم كوفي انان الثلاثاء ان فريقا من الاممالمتحدة من خمسة الى ستة اشخاص سيتوجه الى سوريا في الساعات ال48 المقبلة لاعداد خطة نشر المراقبين، مشيرا في الوقت نفسه الى «الحاجة الى قرار من مجلس الامن الدولي ووقف للعنف قبل نشرهم». وتقضي خطة انان بوقف العنف من جميع الاطراف تحت اشراف الاممالمتحدة وسحب القوات العسكرية وتقديم مساعدة انسانية الى المناطق المتضررة واطلاق المعتقلين تعسفيا والسماح بالتظاهر السلمي. وتعمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا على صياغة نص بيان يصدره مجلس الامن الدولي حول سوريا ويأخذ النتائج التي توصل اليها كوفي انان في الاعتبار، بحسب دبلوماسيي. وشككت قطر الثلاثاء في عزم الحكومة السورية على الالتزام بخطة انان. وقال وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية «اتمنى ان تتم الاستجابة للنقاط الست في مبادرة انان لكن لم تعد لدينا ثقة في وعود الحكومة السورية».