قبل ستة أعوام من اليوم كان الممثل الكوميدي سيث روغن يعمل ضمن فريق كتاب المسلسل الأميركي «علي جي في اميركا» ويل ريسر صديقه المقرب من بين الكتاب كان يعاني خلال مراحل كتابته للمسلسل من آلام في الظهر قادته إلى زيارة الطبيب الذي اكتشف أن آلام الظهر كان سببها الرئيسي ورم سرطاني، ما أن علم ريسر بالخبر حتى نقله لروغن بحكم علاقتهما القوية. واليوم تحدث روغن عن هذه التجربة عبر أكثر من ظهور تلفزيوني إذ يقول: «كان صديقي المقرب وكنت ما أزال في ال23 من عمري وبطبيعي كنت أجهل الطريقة المثلى للتعاطي مع هكذا خبر، لذا حاولت إقناعه بأنه من الواجب علينا أن نتعامل مع الموقف بشكل كوميدي للخروج من أجواء الحزن». اليوم عاد ريسر لحياته الطبيعية بعد مرحلة طويلة من العلاج الكيماوي وعدد من الجراحات التي نجح من خلالها الأطباء في استئصال السرطان، إلا أن روغن وريسر رفضا أن تتوقف القصة عند هذا الحد فعلى أساسها كتبا أحدث أفلامهما 50/50، والذي بني على ذات القصة مع فوارق بسيطة، لكن الفيلم في مجمله نقل تجربة شاب هزم السرطان بالكوميديا. إذ جسد سيث روغن دور البطولة المساند بينما تصدى للدور الرئيسي جوزيف لافيت بشخصية آدم الصحافي الذي يعيش حياته باهتة هادئة، قبل أن يكتشف أنه يعاني من سرطان يهدد حياته وبناء على نصيحة صديقه يقرر أن يستغل مرضه العضال في الدخول في عدد من العلاقات العاطفية في أجواء كوميدية. وكعادتها تحظى الأفلام المبنية على قصص واقعية باهتمام جماهيري خاص من خلاله نجح الفيلم في جمع ما يقارب 34 مليون دولار حول العالم على رغم أن كلفته الإنتاجية لم تتجاوز حاجز ال8 ملايين دولار، إلا أن العوائد المادية ليست النقطة الوحيدة التي بحث عنها منتجو الفيلم، خصوصاً أنه رشح لعدد من الجوائز حول العالم من بينها جائزتا «غلودن غلوب» وهي أهم الجوائز العالمية بعد جائزة الأوسكار التي لن يكون من الغريب دخول الفيلم في سباق جوائزها. الترشيحات لا تأتي مستغربة خصوصاً في ظل الرضا الكبير الذي وجده الفيلم من المتابعين والنقد على حد سواء إذ منح الفيلم أكثر من 31 ألف مصوت على موقع (IMDB) علامة 8.1 (من أصل عشر)، بينما منحوه النقاد حول العالم علامة 72 علامة (من أصل 100) وهو التقدير النقدي المرتفع. «كل المشاهد في هذا الفيلم خالية من العيوب» بهذه العبارة تختصر كلاوديا بويغ قراءتها النقدية للفيلم في موقع «يو إس أي تودي» الإخباري إذ منحت الفيلم العلامة الكاملة (100) وهو التقويم الذي علقت عليه بالقول: «لا يشبه تعاطي هذا الفيلم مع مرض قاتل تعاطي أي عمل آخر هنا تهزم الكوميديا كل شي هنا نتعلم أننا قادرون على الضحك حتى في أكثر الأيام سواداً، جميل أن ننظر للحياة بهذا الشكل»، بينما كتب ناقد صحيفة «شيكاغو صن تايمز» روجير إيبرت: «كلما ناقش فيلم مرض السرطان تتمنى في داخلك ألا يكون هذا الطرح واقعاً في 50/50 يأتي واقع المرض مختلفاً، فهنا وعلى رغم أن المرض يواجه شاباً في مقتبل العمر إلا أننا نشاهد هذا المرض بصورة جديدة، 50/50 فيلم يرسم الحياة بشكل مختلف عمل يشعرنا بأن لكل شيء وجه جميل» إيبرت منح الفيلم 88 علامة من أصل 100.