«إن لم تستح فاصنع ما شئت»، بهذا المثل تلخص حياة واحد من أبرز نجوم الكوميديا في هوليوود، فأدمز ساندلر الذي يعتبره كثيرون جريئاً حد الوقاحة أحياناً في حضوره الإعلامي من القلائل الذين لا يجيدون التمثيل أمام الكاميرا، لكن ما يساعده أنه يعرف جيداً أنه كوميدي بطبيعته، لذلك فعفويته كما يظن كفيلة بقيادة أفلامه دائماً نحو النجاح. النجم الذي ولد في نيويورك عام 1966، لوالدة تعمل ممرضة في مدرسة متوسطة، ووالد يعمل مهندساً كهربائياً لم يعرف طريق التفوق بسهولة، خصوصاً أن مواهبه التمثيلية لم تكن بارزة، لكن شخصيته الكوميدية جعلته مقبولاً في الأوساط المحيطة به، ما حث زملاءه على إسدائه نصيحة بخوض تجربة المسارح الكوميدية، وهي النصيحة التي لم يتردد في الأخذ بها، وقف على المسرح للمرة الأولى في جامعة نيويورك، التي تخرج فيها لاحقاً ببكالوريوس الفنون الجميلة، ونجح في كسب تأييد الحضور، لتزداد شعبيته شيئاً فشيئاً، حتى نما العلم إلى المنتج دينس ميلر، الذي نصح منتجي المسلسل الشهير في ذاك الوقت «ذا كوسبي شو» بضمه إلى العمل، وبعد مشاركته في أكثر من حلقة، حظي بحب جماهيري طاغ، لينضم بعد ذلك إلى البرنامج الكوميدي الأهم في أميركا حتى اليوم «ستردي نايت لايف»، وعلى رغم أن قائمة الممثلين في البرنامج يصعب تغييرها، إلا أن خفة ظل النجم الشاب وحسه الكوميدي العالي لم يتركا للمنتجين فرصة للتردد في التعاون معه. وخلال 9 أعوام في البرنامج خطف ساندلر فيها الأضواء من كل الذين معه، لم يكتف بلعب دور البطولة في عدد من المشاهد بل كتب كثيراً منها، ليصبح بعد ذلك محط أنظار منتجي هوليوود. شارك في بدايته السينمائية في أدوار ثانوية لم تلق نجاحاً كبيراً، قبل أن يلعب البطولة للمرة الأولى في فيلم بعنوان «سسيكل أند إيبرت»، الفيلم نال هجوماً حاداً من النقاد لم يسلم منه ساندلر، إذ وصف حينها بالممثل الفاشل الذي لا يجيد شيئاً غير إلقاء النكات، أو كتابتها في بعض الأحيان. فشلت بعد ذلك أكثر من تجربة سينمائية لساندلر في لفت الانتباه، لكن إصراره على إعادة مياه تألقه إلى مجاريها آتى أكله بعد فيلم «الأب الكبير» عام 1999، إذ حظي العمل بتعاطف المشاهدين بمعزل عن رأي النقاد الذين اعتبروه «عملاً بسيطاً»، بعد ذلك أنشأ ساندلر شركة إنتاج خاصة حملت اسم «هابي مديسون برودكشين»، وأنتج من خلالها أبرز أفلامه «حب في حالة سكر»، الذي رشح من خلاله للمرة الأولى لجائزة الغولدن غلوب، لتتوالى بعدها النجاحات في حياته الفنية، اذ شارك في أكثر من فيلم كوميدي شهير، إضافة إلى تقديمه لأدوار جادة مهمة، مثل دوره في فيلم «المطر فوقي»، إذ يمثل دور شخص يعاني من اضطرابات نفسية حادة، بعد وفاة عائلته في أحداث ال11 من أيلول (سبتمبر). لكن الحظ لم يخدم ساندلر كثيراً، حينما أعاقته مشاغله عن لعب الدور البطولة الثانوي في فيلم «كولاترول» مع توم كروز، إذ حل جيمي فوكس بديلاً عنه، ليرشح بعد ذلك للأوسكار عن الدور ذاته، لكنه استمر في تحقيق نجاحات مختلفة بعيداً عن الجوائز التي لم يعشقه حكامها كثيراً، إذ حققت أفلامه عوائد مرتفعة وضعته في قائمة نجوم الكوميديا الأعلى أجراً.