واشنطن - أ ف ب، يو بي آي، رويترز - أكد البيت الأبيض أن هدفه لا يزال إغلاق معتقل قاعدة غوانتانامو العسكرية في كوبا، على رغم «العوائق» التي منعت تحقيق أحد أبرز وعود الحملة الانتخابية للرئيس باراك أوباما عام 2008. وقال الناطق باسم البيت الأبيض جاي كارني: «تعهدات الرئيس بإغلاق غوانتانامو لم تتغير ولا تزال صلبة كما خلال حملته للانتخابات الرئاسية»، ويعلم الجميع العوائق التي حالت دون تحقيق هذا الهدف الذي يتناسب مع مصالح أمننا القومي، بالسرعة التي أرادها». وكان أوباما أصدر بعد يومين فقط من توليه السلطة في 22 كانون الثاني (يناير) 2009 مرسوماً رئاسياً نص على إغلاق غوانتانامو خلال فترة أقصاها نهاية ذلك العام، ولكن المهلة انقضت من دون إغلاق المعتقل الذي استحدثته إدارة سلفه جورج بوش لاحتجاز أسرى «الحرب على الإرهاب». واعتبر الرئيس الديموقراطي دائماً أن المعتقل يمثل لطخة على جبين بلاده، ويتعارض مع قيمها، كما يستخدمه تنظيم «القاعدة» لتجنيد عناصر. واصطدم قرار أوباما الذي يعتبر المعتقل مصدر عار لبلاده وقيمها، ووسيلة يستخدمها تنظيم «القاعدة» لتجنيد عناصر، بمعارضة أعضاء جمهوريين وديموقراطيين في الكونغرس ومعارضتهم نقل المعتقلين المحتجزين في غوانتانامو إلى الأراضي الأميركية لمحاكمتهم أمام محاكم مدنية أو سجنهم، علماً أنهم ألغوا في كل موازنة لوزارة الدفاع أي تمويل مقترح لإغلاق المعتقل. وفي الذكرى العاشرة لافتتاح معتقل غوانتانامو، نظم أعضاء في منظمة «شاهد ضد التعذيب» وقفات احتجاج تناوبية تنتهي اليوم أمام البيت الأبيض، للمطالبة بإغلاقه على غرار سجن باغرام في أفغانستان، وإلغاء قانون «ديفانس اوتورايزيشن آكت» (قانون الدفاع المشروع) الذي يسمح بالاعتقال لفترة غير محددة ومن دون محاكمة. وارتدى بعض المحتجين قمصاناً برتقالية أو وضعوا أنفسهم داخل أقفاص، فيما نفذ آخرون إضراباً عن الطعام داخل كنيسة في واشنطن. وقال أحدهم ويدعى برايان تيريل: «منذ عشر سنوات يمكن اعتقال أناس بطريقة غير شرعية من دون محاكمتهم وإبلاغهم متى سيطلقون أو التهم المنسوبة اليهم». ظروف الاعتقال وتفيد تقارير بأن شروط الاعتقال تحسنت في غوانتانامو، لكن بعض السجناء ال 171 المحتجزين فيه لا يزالون يخضعون لنظام متشدد، ويحتجزون في عزلة شبه تامة. ويتجمع معظم هؤلاء السجناء، وبينهم 89 «يمكن الإفراج عنهم» بحسب السلطات العسكرية، في مبنيين مشيدين على طراز السجون الفيديرالية المحاطة بتدابير أمن مشددة. ويقول الكولونيل دوني توماس قائد حراس السجن: «إذا تقيد السجناء بالنظام يعيشون في المعسكر رقم 6، وإذا لم يحصل ذلك يلتحقون بالمعسكر رقم 5». ويتكدس أربعة أخماس المعتقلين وراء جدران المعسكر رقم 6، الذي هو أشبه بكوكب غارق في الظلمة، فيما يوضح الكولونيل توماس أنهم يستطيعون مشاهدة 21 محطة تلفزيونية عبر القمر الاصطناعي والاستماع إلى 14 محطة إذاعة وقراءة صحف، «كما يتمتعون بمزيد من الحرية لدخول زنزانتهم والخروج منها، والخروج في نزهة مع رفاقهم، وأن يأكلوا ويصلّوا معاً. لكن إذا خالفوا النظام فيُرسلون إلى المعسكر رقم 5 المجاور، ويرتدون اللباس البرتقالي المخصص للأقسام التأديبية، ويتكدسون في زنزانات ضيقة حيث لا يحق لهم الخروج إلا نحو ساعتين يومياً. وروى صابر الأحمر الجزائري الذي أفرج عنه عام 2009 أن المعسكر رقم 5 هو الأكثر قساوة، ويخضع فيه السجين «لبرنامج تعذيب يتضمن منعه من المشي والتحرك والكلام، ومن النوم مع إضاءة النور طيلة 24 ساعة، وتشغيل المكيف بأقصى درجة برودة». ويقول ديفيد ريمز، محامي الدفاع عن 17 معتقلاً بينهم 14 يمنياً في «فايف ايكو»، وهو امتداد للمعسكر رقم 5، إن «ظروف الاعتقال أكثر كارثية، ويجب أن يكون المعتقل بهلواناً ليصلي، وليذهب إلى المراحيض»، متحدثاً عن «تكرار الأيام الأولى للسجن، حين سادت الوحشية». واعتبر هذا المحامي «أن العبء الأكبر» اليوم يتمثل في تزايد الضغوط على الدفاع، «إذ تمر كل ملاحظاتي ومراسلاتي عبر الرقابة تعيدها إلي بعد أسابيع». ولفت اندي واشنطن كاتب «ملفات غوانتانامو: قصة 774 معتقلاً في سجن أميركي غير قانوني» إلى أن التخلي عن الأساليب الأكثر وحشية في الاستجواب لم يمنع استمرار الإضرابات عن الطعام، وقال: «فعلياً لا يوجد إلا حفنة من السجناء الذين نفذوا أموراً كبيرة». اتهام كوسوفي بتحضير هجوم على صعيد آخر، اتهمت وزارة العدل الأميركية السلطات مواطناً مسلماً كوسوفي الأصل يدعى سامي أوسماكاتش بمحاولة الحصول على متفجرات وأسلحة نارية لمهاجمة منشآت أعمال ومركز للشرطة في فلوريدا. وهو يواجه عقوبة السجن المؤبد ودفع غرامة قيمتها 250 ألف دولار. واعتقل أوسماكاتش السبت الماضي، بعدما سلمه عميل سري لمكتب التحقيقات الفيديرالي (أف بي آي) متفجرات وأسلحة نارية قرر استخدامها لمهاجمة حانة، من دون أن يعلم أن عملاء المكتب أبطلوا مفعول العبوات. وأورد بيان الاتهام أن «اوسماكاتش اعتزم إلى تفجير سيارة مفخخة، لف حزاماً ناسفاً حول وسطه لاقتحام مكان مزدحم بالناس، تمهيداً لاحتجاز رهائن والمطالبة بإطلاق سجناء لم يحدد هويتهم». وأبلغ اوسماكاتش عميل «أف بي آي»: «لا بدّ أن نموت فلماذا لا نموت ميتة إسلامية»، مضيفاً أن «دم المسلم أغلى من دم من لا يؤمن بالإسلام، وأريد الثأر للأخطاء التي أصابت المسلمين». وكشف البيان الاتهامي أن «أوسماكاتش اعدّ قبل اعتقاله شريط فيديو شرح فيه لمدة 8 دقائق دوافعه لتنفيذ الهجوم المزمع، وسجله تنفيذاً لطلب عميل ال أف بي آي». وشرع «أف بي آي» في مراقبة أوسماكاتش، بعدما أبلغها رجل في أيلول (سبتمبر) الماضي أن الرجل طلب الحصول على رايات تمثل تنظيم «القاعدة». إلى ذلك، دان القضاء الأميركي دوني أوجين موير بالسجن 5 سنوات ودفع غرامة مقدارها 26 ألف دولار، بتهمة حرق عيادة عبر إلقاء زجاجة مولوتوف عليها، وانتهاك حرمة مسجد في مدينة ماديرا بكاليفورنيا. وسبق أن اعترف موير بالتهم الموجهة إليه.