أصبح معتقل غوانتانامو في القاعدة البحرية الأميركية التي تحمل الاسم نفسه في كوبا الذي اكد الرئيس الاميركي المنتخبب باراك اوباما انه ينوي اغلاقه, رمزا لتجاوزات "الحرب على الإرهاب" التي تشنها إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش. تقع قاعدة غوانتانامو البحرية داخل جيب أميركي تبلغ مساحته 117 كيلومترا مربعا في جنوب شرق جزيرة كوبا على بعد حوالي ألف كلم من العاصمة الكوبية هافانا. وكانت القاعدة لا تضم سوى 500 عسكري قبل إقامة معسكر الاعتقال فيها في يناير 2002. اما اليوم فهي تضم آلاف العسكريين والموظفين. وقد مر في مركز الاعتقال هذا أكثر من 800 رجل وصبي لا يزال 270 منهم معتقلين فيه منذ سنوات من دون توجيه التهمة إليهم. وكانت كوبا تخلت عن قاعدة غوانتانامو للولايات المتحدة في 1903 كعربون شكر على المساعدة التي قدمتها لها خلال الحرب ضد الأسبان. وفي 1934 تم التوقيع على اتفاقية بين البلدين تؤجر فيها كوبا القاعدة للولايات المتحدة في مقابل خمسة آلاف دولار سنويا، على إلا يستطيع أي طرف بمفرده نقض الاتفاقية. ومنذ 1960 ترفض كوبا تلقي بدل الإيجار السنوي الذي تدفعه الولاياتالمتحدة وهي تطالب باسترداد هذا الجيب الأميركي في أراضيها. وافتتح المعتقل في الحادي عشر من يناير 2002. وينتمي المعتقلون فيه إلى حوالي ثلاثين بلدا غالبيتهم اعتقلوا في أفغانستان في خريف العام 2001 وهم متهمون بالانتماء أما إلى حركة طالبان أو تنظيم القاعدة. ولا يخضع هؤلاء لأي قوانين ولا يتمتعون بأي ضمانات قضائية. وقد علت أصوات عديدة في العالم مطالبة بإغلاق هذا المعتقل. وتعيش هذه القاعدة في شبه اكتفاء ذاتي فهي تولد الكهرباء الخاصة بها وتملك محطة لتحلية مياه البحر ويتم تزويدها بالمؤن عن طريق البحر من جاكسون فيل في ولاية فلوريدا جنوب شرق الولاياتالمتحدة. ويقيم غالبية المعتقلين الآن في سجنين حديثين بنيا على طراز السجون الأميركية المخصصة للسجناء الخطيرين. ولكل معتقل زنزانة منفردة مضاءة باستمرار لا يخرج منها سوى لمدة ساعتين يوميا للاستراحة. واخطر المعتقلين يرتدون زيا برتقالي اللون أما غالبيتهم فيرتدون زيا لونه بيج بينما خصص اللون الأبيض للأكثر تعاونا.وحكم على معتقل واحد هو الاسترالي ديفيد هيكس أمام محكمة عسكرية استثنائية بعدما اقر بتهمة دعم الإرهاب التي وجهت إليه في إطار اتفاق يخفض عقوبة السجن إلى تسعة أشهر. وهو الآن حر طليق في بلده. ووجهت إلى نحو 20 معتقلا آخر تهمة ارتكاب جرائم حرب لكن سائق بن لادن السابق سالم حمدان هو الأول الذي سيمثل فعلا أمام محكمة في هذه القاعدة الاثنين. وتعهد المرشحان المحتملان لخلافة بوش الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما إغلاق المعتقل بسبب صورته السلبية جدا على الساحة الدولي من دون أن يحددا ما سيفعلان بالمعتقلين فيه. وقال بوش مرارا أن "هدفه" هو إغلاق المعتقل لكن إدارته لا تعرف ماذا ستفعل بالمعتقلين خصوصا الذين لا ترغب في الاحتفاظ بهم ولا تجد بلدا يستقبلهم. وفي العام 2007 اثارت خطة لنقل المعتقلين الى سجن عسكري في فورت ليفنورث "كنساس" معارضة من سكان المنطقة الذين قلقوا من احتمال فرار "ارهابيين خطيرين" منه.