سعى الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للكهرباء علي البراك إلى احتواء غضب الصناعيين في مدينة جدة بسبب مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة الصناعية، وطمأنهم بأنه تم وضع خطة محكمة لضمان استمرارية الطاقة الكهربائية بأعلى مستوياتها من دون انقطاع خلال الصيف الجاري على المدينة، فيما طالب الصناعيون بحلول عاجلة ومستقبلية لضمان عدم انقطاع الكهرباء، ما يكبد المصانع خسائر باهظة. وقال البراك خلال لقاء أمس مع الصنّاع في «غرفة جدة» إن النقص في إمداد الكهرباء للمصانع خلال الفترة الماضية لم يتجاوز 300 ميغاواط، وهو معدل بسيط قياساً بكمية الكهرباء المولدة للمنطقة الغربية والمقدرة ب11 ألف ميغاواط. وحدد البراك أسباب المشكلة في عدم القدرة على توفير طاقة تتوافق مع الطلب، خصوصاً أن الأسابيع الماضية شهدت فترات اختبارات وكان الضغط على الكهرباء كبيراً.وقال: «هنالك ارتفاع في استهلاك الكهرباء سنوياً بما يعادل 9.3 في المئة، وهذا الارتفاع لا يعفي شركة الكهرباء من مسؤوليتها في توفير الطاقة اللازمة». وأضاف: «نحن بحاجة لمشاريع بقيمة 20 بليون ريال سنوياً لتغطية الزيادة في الطلب، خصوصاً أن إنتاج كل واحد ميغاواط يتكلف 6 ملايين ريال سنوياً». ولفت إلى وجود مشاريع تحت التنفيذ تقدر ب75 بليون ريال، منها مشاريع ب 37 بليون ريال في منطقة مكةالمكرمة، وقال: «تعمل الشركة حالياً على مشاريع ربط بين المنطقة الغربية والوسطى والجنوبية تقدر قيمتها ب6 بلايين ريال، سينهى العمل فيها خلال 2010، وبذلك تصبح السعودية الأكبر في مشاريع الربط الكهربائي بين مناطقها، إضافة إلى أنه يجرى العمل حالياً على الربط الكهربائي بين دولة مصر والسعودية، وهو جزء من مشاريع الربط الكهرباء بين الدول العربية». وعاد ليؤكد أن الشركة وضعت حلولاً عملية لمواجهة مشكلة انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع في المدينة الصناعية، وبخاصة في فترة الذروة والتي تمتد من الساعة الواحدة ظهراً إلى الساعة الخامسة عصراً، وعملت على أن تكون قوة التحمل أكبر مما كانت عليه في السنوات الماضية، واضعة في الاعتبار تزايد حاجة المصانع للحصول على الكهرباء من عام إلى آخر نتيجة التوسعات التي تجري بشكل مستمر». من جانبها، طالبت عضو مجلس «غرفة جدة» رئيس مجلس جدة للمسؤولية الاجتماعية ألفت قباني بحلول سريعة لانقطاع التيار الكهربائي عن المصانع في المدينة الصناعية، وبخاصة في فترة الذروة، مشيرة أنه يترتب على انقطاع الكهرباء خسائر كبيرة للصناعيين والمستهلكين. وطالبت الشركة السعودية للكهرباء بأن تعتبر «الصناعة خياراً استراتيجياً لتنويع مصادر الدخل للاقتصاد الوطني، إذ قامت الدولة بتشجيع الاستثمار في المجال الصناعي ومنح الحوافز اللازمة لذلك، وكان أهم حافز هو منح المصانع تعرفه كهربائية مميزة بواقع 12 هللة لكل كيلوات / ساعة. وأضافت: «هناك 475 مصنعاً منتجاً في المدينة الصناعية بجدة بحاجة إلى طاقة كهربائية للتشغيل المتواصل من دون انقطاع، وبخاصة مصانع الزجاج وبعض مصانع البلاستيك والصناعات التي يصاحبها صهر للمعادن، وغيرها من المصانع التي لا تتحمل انقطاع التيار الكهربائي عنها، واستهلاك هذه المصانع لا يتجاوز400ميغاواط من إجمالي 5000 ميغاواط استهلاك مدينة جدة، أي لا يتجاوز 8 في المئة من الاستهلاك الكلي لمدينة جدة». وشددت على ضرورة معرفة أسباب انقطاع التيار الكهربائي عن المصانع في المدينة الصناعية ووضع الحلول العاجلة من الشركة لمواجهة ذلك، وكذلك الحلول المستقبلية حتى لا تتكرر المشكلة. وأوصى المشاركون في اللقاء بتشكيل لجنة تضم أعضاء من «غرفة جدة» والشركة السعودية للكهرباء لمتابعة الأضرار والخسائر التي تكبدتها المصانع نتيجة قطع التيار الكهربائي عنها. وأشارت قباني في تصريح ل «الحياة» إلى أنهم استطاعوا الحصول على موافقة الشركة السعودية للكهرباء على خفض الأحمال من 80 في المئة إلى 60 في المئة، ما يعني وفراً في الكهرباء المخصصة للمصانع وزيادة الإنتاج.