ربما لم تخل لعبة أطفال حديثة من بعض السلبيات التي تشوبها، سواء من ناحية كمية العنف المفرطة التي تمليها على الصغار، أو سلبهم روح العفوية والصفاء الذهني، وكذلك تعويدهم على الكسل والبعد عن الحركة والتمرن، وربما هذا ما دعا جمعية الثقافة والفنون في منطقة القصيم إلى تنفيذ برنامج لتوثيق الألعاب الشعبية بمشاركة كبار السن والصغار وسط سوق المجلس التراثي في محافظة المذنب أخيراً. وعاد عدد من كبار السن إلى ماضيهم الجميل ليستوحوا منه بعض الألعاب الشعبية القديمة التي تعتمد على الحركة وبث الحماسة والقوة البدنية، مثل «طاق طاقية» و«سبت السبوت» و«حمد حمد»، التي كانت تلعب على شكل جماعي، وكان يؤديها الصغار قبل نحو 30 عاماً في الحواري والمواقع قبل أن تنتشر الألعاب الالكترونية، ويقدمونها ل22 طفلاً شاركوهم فقرات البرنامج، وقال أحد الأطفال: «إن هذه الألعاب أفضل من ألعاب الكترونية كثيرة من بينها كرة القدم الكترونية لأن فيها نشاطاً بدنياً يزيل الكسل ويدخل الحيوية، فتسابقنا إلى تأديتها بكل مرح، فهناك ألعاب شعبية عرفنا بعضها وأخرى كانت بالنسبة إلينا شيئاً جديداً وإن مورست قبل عشرات السنين». وذكر مدير جمعية الثقافة والفنون في منطقة القصيم المشرف على برنامج توثيق التراث الشعبي للمنطقة سليمان الفايز، ان إعادة مثل هذه الألعاب مهمة للغاية، لتمارس بين الصغار في هذا الوقت، خصوصاً أنها تعتمد على الحركة والقوة الجسمانية، وان البرنامج أمتع الحضور وسجل ألعاباً شعبية يعرفها كبار السن قبل نحو 30 عاماً، وقدمها الكبار والصغار أمام الحضور في سوق المجلس، مشيراً إلى أن الموقع كان جزءاً مهماً من الفعالية، إذ ان السوق كما هي في السابق ومثل هذه الألعاب كان يؤديها الصغار في ساحات السوق وكذلك في الحارات، وان هذه الألعاب تمنح الصغار مزيداً من الصحة والعافية واللياقة البدنية المهمة في مثل هذا العمر.