أعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا)، ان «عمليتين إرهابيتين نفّذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين استهدفتا ادارة أمن الدولة وأحد الفروع الأمنية» في دمشق صباح امس، مشيرة الى ان «التحقيقات الاولية تشير الى أن العمليتين الإرهابيتين من اعمال تنظيم القاعدة». وأضافت «سانا» ان وفد مقدمة بعثة مراقبي الجامعة العربية زار «موقعي العمليتين الارهابيتين واطلعت على آثارهما الفظيعة». وألن الناطق باسم وزارة الخارجية والمغتربين السورية جهاد مقدسي وقوع 40 قتيلاً و150 جريحاً من المدنيين والعسكريين نتيجة التفجيرين. واستهدف الانفجاران المبنيين اللذين يقعان قرب منطقة سكنية تشهد حركة مرورية وقرب مؤسسات علمية بينها «دار الاطفال الايتام» ووزارة التعليم العالي وصحيفة «الثورة» الحكومية. وسمع دوي الانفجارين في احياء مختلفة في العاصمة السورية. وشاهد مراسل «الحياة» اشلاء الضحايا متفحمة او منتشرة في اماكن مختلفة وآثار الدمار والخراب التي أصيبت بها الابنية القريبة من مكان الانفجارين، اضافة الى حفرة كبيرة مكان كل من التفجيرين. وبثت «سانا» ان «العمليتين الإرهابيتين نفذهما انتحاريان بسيارتين مفخختين، وانهما أسفرتا عن سقوط عدد من الشهداء المدنيين والعسكريين وغالبية الشهداء من المدنيين». وناشدت وسائل إعلام محلية الأهالي التبرع بالدم الى المصابين الذين نقلوا الى مستشفيات عدة في دمشق. ولبى عشرات السوريين النداء للتبرع بالدم. وقام وفد المقدمة الخاص ببعثة المراقبين بزيارة الموقعين، وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين الدكتور فيصل المقداد الذي رافقهما بالزيارة، سقوط «أكثر من 30 شهيداً وأكثر من مئة جريح، وربما يصل عدد الجرحى الى المئات نتيجة هذا الانفجار الغادر. وستستمر التحقيقات من قبل المعنيين بذلك، لكن بصمات «القاعدة» والارهابيين -الذين يدّعون بأنهم حريصون على مستقبل سورية- موجودة وراء هذه الجريمة البشعة». وتابع المقداد أن سورية «لا تتسرع في إطلاق التهم، لكن هذه المجموعات الإرهابية التي أعلنت أمام العالم كله انها ستقوم بتفجيرات من هذا النوع حتماً هي المسؤولة عن ذلك، لكن نريد للعالم ان يعرف ان سورية ومنذ عدة اشهر تتعرض لأعمال ارهابية حقيقية، وان الذين حاولوا تشويه صورة سورية وتصوير الاحداث على انها ردة فعل من الجماهير على قوة الامن، ثبت اليوم انهم ليسوا مخطئين (وحسب)، بل انهم شركاء في الجريمة اذا استمروا في اطلاق مثل هذه التلميحات. بصمات الإرهاب، بما في ذلك «القاعدة»، واضحة جداً على هذا العمل الإجرامي ومن يدعم مثل هذه القوى». وفي هذا المجال، قال مقدسي ان السلطات اللبنانية ابلغت الجانب السوري قبل نحو يومين أن مجموعات تابعة ل «القاعدة» تسللت الى الاراضي السورية عبر بلدة عرسال الحدودية. وكان المقداد قال رداً على سؤال، إن سورية رحبت بقدوم بعثة المراقبين العرب «كي نقوم بإنجاز مهمة محددة نيابة عن الجامعة العربية، ووعددنا والتزمنا تقديم كل التسهيلات كي ترى الجامعة العربية من يقف خلف قتل شعب سورية وخلف هذه المجازر وهي عصابات ارهابية». وأضاف: «نامل من الجامعة العربية ومن مجلس الامن الدولي ان تتوثق لديهم اليوم مثل هذه الاعمال الارهابية، وان يتصرفوا كما يتصرفوا مع عمل ارهابي يقع سواء في نيويورك (11 ايلول/ سبتمبر 2001) او في أي بلد آخر في العالم». وبث التلفزيون السوري صوراً لأشلاء الضحايا في مكان التفجيرين والجرحي في المستشفيات، كما اجرى مقابلات مع مواطنين من مدن سورية عدة، دان خلال المتحدثون العمليتين. ونقلت وكالة «سانا» الرسمية عن وزير الاوقاف محمد عبد الستار السيد، قوله إن «أئمة مساجد سورية وخطباءها يدينون هذه التفجيرات الإرهابية المجرمة التي حصلت في دمشق وكل ما تتعرض له سورية من القتل والتفجير والتدمير والتخريب». كما قال في حديث للتلفزيون الحكومي، إن «العلماء ورجال الدين يرون في هذه الأعمال الإرهابية ترجمة حقيقية وواقعية للمؤامرة الخطيرة التي تتعرض لها سورية، والتي ما فتئت تنكرها وسائل الإعلام المغرضة ومن ورائها قوى الشر التي تدعمها». داعياً «الجامعة العربية والأمم المتحدة بكل مؤسساتها، من مجلس الأمن وغيرها، وحقوق الإنسان، إلى تحمل مسؤوليتهم إزاء ما يجري في سورية والنظر بعين المصداقية والموضوعية للأحداث الجارية في وطننا الغالي والكف عن تسويق وتبني كل ما ينقل من الأخبار الكاذبة عبر وسائل الإعلام المغرضة والمحرضة والجهات التي تقف وراء تشجيع العنف والقتل والتدمير». واشارت «سانا» الى ان «حشوداً من المواطنين تجمعت في ساحة السبع بحرات في دمشق استنكارا للعمليتين الإرهابيتين في دمشق، وللجرائم وعمليات التخريب التي ترتكبها المجموعات الإرهابية المسلحة وتستهدف أمن سورية وشعبها»، وأن حشوداً مماثلة جرت في ريف دمشق ومدن سورية اخرى. كما دان تحالف القوى الفلسطينية «العمليتين الارهابيتين» يوم امس. وقال امين سر «التحالف» خالد عبد المجيد، في بيان تسلم مكتب «الحياة» نسخة منه، إن العمليتين تأتيان «في سياق المخطط المعادي لسورية ودورها القومي المشرف في مواجهة المشروع الصهيو-أميركي وأدواته في المنطقة لضرب سورية العربية التي تمثل الداعم المركزي لقوى المقاومة الذي يرفض أي حل سياسي ويسعى الى عرقلة الحوار الوطني وتعطيل مسيرة الاصلاح» في سورية.