علمت «الشرق» أن الانفجارين اللذين وقعا في دمشق أمس مستهدفين مقرين أمنيين في منطقتي الجمارك وكفرسوسة، هما «فرع المنطقة» ومركز «مخابرات أمن الدولة»، وقعا فيما يمكن تسميته «مواقع مغلقة أمنيا». وقالت مصادر من دمشق ل «الشرق» أن منطقة الانفجار الأولى وهي منطقة الجمارك توجد فيها عدة مقرات أمنية وعسكرية كما أنها على مقربة من مبنى الإذاعة، وهي منطقة محروسة أمنيا بشكل كامل وتخضع لرقابة بالكاميرات على مدار الساعة مع تواجد أمني مكثف، ما يعني استحالة تسلل انتحاري بسيارة مفخخة إلى المنطقة، فيما أكدت مصادر ل «الشرق» أن الشارع الذي يقع فيه «فرع المنطقة أغلق من قبل الأمن ليل الخميس الجمعة أي قبل وقوع الانفجار بساعات. أما موقع الانفجار الآخر الذي استهدف مقر مخابرات أمن الدولة فهو بالقرب من دوار كفر سوسة حيث مقر جريدة الثورة الرسمية أيضا والموقعان محميان بشكل مكثف. وأضافت المصادر أنه ومنذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام أصبحت كل مداخل دمشق مغلقة اعتبارا من مساء كل يوم خميس وحتى مساء الجمعة في إجراء طبقته الأجهزة الأمنية على نطاق واسع، حيث يجري تدقيق البطاقات الشخصية وأرقام لوحات السيارات، مع ابتداء منع دخول السيارات أسبوعيا منذ مساء الخميس خشية تسلل المتظاهرين من الريف إلى المدينة وتشكيل كتلة بشرية كبيرة في مكان ما. دمشق، بيروت – وكالات قتل أكثر من ثلاثين شخصاً وجرح أكثر من مائة آخرين في هجومين انتحاريين بسيارتين مفخختين استهدفا مركزين للأمن في دمشق، مع بدء البعثة التي يفترض أن تعد لعمل المراقبين العرب محادثاتها مع السلطات السورية.وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في موقع أحد الهجومين «سقط أكثر من ثلاثين قتيلاً وأكثر من مائة في اعتداءي أمس»، معتبراً أنها «أول هدية من الإرهاب والقاعدة في اليوم الأول من وصول المراقبين العرب».وأضاف «الإرهاب أراد أن يكون اليوم الأول للمراقبين في دمشق يوماً مأساوياً، لكن الشعب السوري سيواجه آلة القتل التي يدعمها الأوروبيون والأمريكيون وبعض الأطراف العربية»، مؤكداً أن «السلطات السورية ستسهل إلى أبعد حد مهمة الجامعة العربية».وكان التلفزيون السوري أعلن أن «عمليتين إرهابيتين وقعتا في دمشق إحداهما تستهدف أمن الدولة، والأخرى أحد المقار الأمنية، والتحقيقات الأولية تشير إلى أنها من أعمال تنظيم القاعدة».وأوضح أن «عدداً من الشهداء المدنيين والعسكريين» سقطوا في التفجيرين.وقال التلفزيون السوري الرسمي إن وفداً من مسؤولي الجامعة العربية زار موقعي تفجيرين وقعا في دمشق اليوم الجمعة لتفقد الأضرار. ومن جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن «انفجارين وقعا في العاصمة السورية تبعه صوت إطلاق رصاص كثيف في محيط مبنى إدارة المخابرات العامة» في كفر سوسةجنوبدمشق.وذكر شهود عيان أن التفجيرين وقعا في حي كفر سوسة، فقد حاولت سيارة اقتحام مقر جهاز أمن الدولة، بينما انفجرت سيارة أخرى أمام مبنى المخابرات في منطقة الجمارك أمام مبنى للمخابرات.وجاء الهجومان غداة وصول طلائع بعثة المراقبين العرب إلى سورية برئاسة المسؤول في الجامعة العربية سمير سيف اليزل، لتسوية المسائل اللوجستية والتنظيمية، تمهيداً لوصول بين ثلاثين وخمسين مراقباً عربياً غداً، بموجب البروتوكول الموقع بين سورية والجامعة العربية.ومن المفترض أن يرتفع عدد العناصر ليبلغ 150 إلى مائتي مراقب من المدنيين والعسكريين؛ بقيادة رئيس المهمة الفريق أول ركن السوداني محمد أحمد مصطفى الدابي. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي أمس إن لبنان حذر سورية قبل يومين من تسلل عناصر من تنظيم القاعدة عبر بلدة عرسال اللبنانية الشمالية إلى داخل الأراضي السورية، وذلك بعدما هز تفجيران العاصمة السورية دمشق.