أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي ليل الأحد - الاثنين 550 أسيراً فلسطينياً، من بينهم سبع أسيرات وأردنيان، و41 أسيراً من قطاع غزة، وذلك في إطار المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى مع حركة «حماس» ولجان المقاومة الشعبية برعاية مصرية. ووصل الأسرى في ساعة متقدمة من الليل من معبر كرم أبو سالم جنوب شرقي مدينة رفح جنوب قطاع غزة في حافلتين إلى الجانب المصري من معبر رفح الحدودي، قبل أن ينتقلوا الى الجانب الفلسطيني من المعبر، وسط زغاريد النسوة وأهازيج الفرح، فيما سالت دموع كثيرة فرحاً بالحرية. وكان في استقبالهم في معبر رفح عدد من قادة «حماس» ونوابها ومسؤولون في الحكومة التي تقودها الحركة وقياديون من الفصائل الفلسطينية وأسرى تحرروا في إطار المرحلة الأولى وسنوات سابقة، اضافة الى مئات المواطنين الذين رفعوا أعلام فلسطين وصور الأسرى، وسط هتافات تشيد بالمقاومة. وهنأ رئيس الحكومة التي تقودها «حماس» في غزة إسماعيل هنية الأسرى المحررين وذويهم وأبناء الشعب الفلسطيني بإتمام المرحلة الثانية من صفقة «وفاء الأحرار». وشكر مصر على جهودها التي بذلتها في سبيل إتمام الصفقة حتى نهايتها. كما هنأ النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي أحمد بحر باسم المجلس وحكومة غزة الأسرى المحررين وذويهم، واصفاً يوم تحرير الأسرى بأنه «تاريخي ومشهود». وأكدت «كتائب القسام»، الذراع العسكرية لحركة «حماس»، التزام اسرائيل تنفيذ إطلاق الأسرى في المرحلتين الأولى والثانية من صفقة التبادل وفق الترتيبات والمواعيد والأعداد التي اتفق عليها، معتبرة أن ذلك إنجاز للمقاومة والوسيط المصري. وقال الناطق باسم الكتائب «أبو عبيدة» في مؤتمر صحافي عقده في مدينة غزة تزامناً مع اطلاق الاسرى إن «التزام الاحتلال دليل إضافي على أنه يعمل للمقاومة ألف حساب ويقف ملياً أمام عواقب نقض الاتفاق معها، في حين أنه دأب على التنصل من كل مسؤولياته أمام العالم أجمع في ظل تغييب وسيلة الضغط الأهم وهي المقاومة». لكنه استدرك قائلاً: «رصدنا خروقاً في تطبيق بعض المعايير التي تجري مراجعتها حالياً مع الأخوة في مصر لتحقيق أقصى ما يمكن من إنجازات». وشدد على أن «اتفاق التبادل ينص على تحرير كل الأسيرات من سجون الاحتلال، وأن إبقاء الاحتلال على بعضهن (ثلاث) بحجة أنهن من فلسطينالمحتلة عام 1948 لن نقبله على الإطلاق، وسنواصل العمل مع إخواننا المصريين من أجل تبييض السجون من الأسيرات، والاحتلال سيتحمل المسؤولية كاملة إذا تنصل من ذلك». وقال: «إذا كنا حررنا 20 في المئة من أسرانا في مقابل جندي واحد رغم أنف الاحتلال، فإن من فعل ذلك قادر على أن يكرره، وهذه لن تكون نهاية المطاف، وسنظل نعمل من أجلكم يا أسرانا الأبطال مهما كلفنا ذلك من ثمن، والأيام ستشهد على صدق وعدنا بإذن الله تعالى، هذا عهدنا مع الله ثم معكم، ووعد الحر دين». وفي رام الله، امتلأت ساحة المقاطعة، مقر الرئاسة الفلسطينية، بأهالي المعتقلين من المدن الفلسطينية منذ ساعات الصباح الباكر، واقيمت حلقات الرقص والغناء احتفالاً بتحرير الاسرى، بحضور عدد كبير من المسؤولين الفلسطينيين من حركتي «فتح» و «حماس» الذين كانوا في استقبال المفرج عنهم، يتقدمهم الأمين العام للرئاسة الطيب عبدالرحيم الذي اعلن باسم الرئيس محمود عباس امام المفرج عنهم واهاليهم، ان القيادة الفلسطينية «تعتبر ان العودة للمفاوضات تتطلب وقف الاستيطان واقامة الدولة الفلسطينية وفق حدود عام 1967، واطلاق الاسرى من السجون الاسرائيلية كما تم الاتفاق مع الحكومة الاسرائيلية السابقة». وأضاف: «معركتنا طويلة وسنستمر في جهودنا من اجل اطلاق الاسرى من سجون الاحتلال». وقال وزير شؤون الاسرى عيسى قراقع ان الفرحة الفلسطينية «لن تكتمل الا بعودة كافة اسرانا واسيراتنا من سجون الاحتلال». وتحدث امام المفرج عنهم ايضاً القيادي في «حماس» عزيز الدويك الذي اثنى على من وقف وراء اتمام هذه الصفقة مع الجانب الاسرائيلي. وأفاد مصور «فرانس برس» انه تم الافراج عن صلاح الحموري (26 عاماً) في قاعدة عسكرية اسرائيلية في القدسالشرقيةالمحتلة، وكانت اسرته في استقباله قبل ان ينتقل الى المنزل العائلي. وقال الحموري للوكالة: «اشكر كل الذين دعموا نضال الاسرى، نضالي ونضال عائلتي». وكان الحموري المولود في القدس من أم فرنسية واب فلسطيني، اعتقل في 13 آذار (مارس) عام 2005، ثم وجهت اليه محكمة عسكرية اسرائيلية عام 2008 تهمة التخطيط لاغتيال الزعيم الروحي لحزب «شاس» المتطرف الحاخام عوفاديا يوسف.