اعلن رئيس اركان جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس انه سيتم اعادة الجندي غيلعاد شاليط إلى إسرائيل يوم الثلاثاء المقبل. وحسب التفاصيل التي نشرها الجيش سينقل شاليط صباح الثلاثاء القادم الى ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية في غزة ثم سيتوجه عن طريق معبر رفح الى قاعدة عسكرية مصرية في شمال سيناء ومن ثم اما جوا او برا الى احدى قواعد سلاح الجو باواسط البلاد .وسيتوجه الى القاهرة اليوم المنسق الخاص لرئيس الوزراء دافيد ميدان لوضع اللمسات الاخيرة على الترتيبات الخاصة بصفقة التبادل. وستبدأ مصلحة السجون الاحد بتجميع السجناء الفلسطينيين المنوي الافراج عنهم. وستنشر القائمة الرسمية لهؤلاء السجناء مساء السبت. وعلم انه من بين السجناء الامنيين الذين سيفرج عنهم في اطار صفقة شاليط المدعو سامي يونس البالغ من العمر اثنين وثمانين عاما من سكان قرية عارة في وادي عارة. وقد حكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته في اختطاف الجندي ابراهام برومبيرغ وقتله قبل واحد وثلاثين عاما. وتم تحديد فترة محكوميته باربعين عاما. ونشرت صحيفة يديعوت امس ما سمته بسيناريو تنفيذ صفقة تبادل الاسرى والمسار الذي سيسلكه الجندي شاليط من قطاع غزة حيث بقي في الاسر لمدة تزيد عن الخمس سنوات الى شمال اسرائيل حيث منزل عائلته .فيما صرح الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسام أبو عبيدة بان أطرافا كثيرة حاولت اجهاض صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي وابتزاز المقاومة، مشيرا إلى أن الاحتلال حاول طوال السنوات الماضية الضغط عبر مسارات دولية في محاولة لإفشالها.وأوضح أبو عبيدة أن الاحتلال حاول كثيرا خلال السنوات الماضية تعطيل الصفقة، لافتا إلى أن مسألة المؤبدات والأحكام العالية وقادة الأسرى من أكبر المعيقات التي واجهت المفاوض الفلسطيني.وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية حصلت على 95% من مطالبها في صفقة التبادل. وقال: «خلال السنوات الماضية لم نكن نفاوض الاحتلال من أجل الاستجداء بل من أجل انتزاع حقوقنا منه». ودعا أبو عبيدة لأن تكون هذه الصفقة مقدمة لإعادة الوحدة واللحمة الداخلية للشعب الفلسطيني.وقال: «وعدنا لأسرانا خلف القضبان أن تكون هذه الصفقة هي البداية، وسوف نسعى لتحرير كل أسرانا من سجون العدو بإذن الله تعالى». ويبدأ السيناريو مساء اليوم السبت حيث من المتوقع ان يقوم الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس ورئيس الاركان وقائد المنطقة الوسطى التابعة للجيش بتوقيع وثائق « العفو « الذي سيمهد الطريق امام الاسرى المنوي اطلاق سراحهم نحو الحرية .مساء السبت ايضا سيصل المنسق الاسرائيلي «دافيد ميدان» القاهرة على متن رحلة جوية بهدف الانتهاء من اخر الترتيبات الفنية المتعلقة بالصفقة . ومساء الاثنين تنتهي الفترة الزمنية الممنوحة للاسرائيليين لتقديم اعتراضاتهم على الاسماء والشخصيات المنوي اطلاق سراحها وذلك من خلال التوجه للمحكمة العليا .فعليا يبدأ تنفيذ الصفقة يوم الثلاثاء وذلك باطلاق سراح 27 اسيرة فلسطينية على ان تتسلم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة شاليط .ويقوم الصليب الاحمر فور تسلمه شاليط بنقله الى مصر عن طريق معبر رفح ويبقى شاليط لفترة معينة داخل احدى القواعد العسكرية المصرية شمال سيناء .وفي الخطوة الرابعة يجري نقل شاليط الى اسرائيل برا او جوا برحلة جوية خاصة تنطلق من سيناء ليصل الى احدى القواعد الجوية الاسرائيلية وسط اسرائيل حيث يلتقي بعائلته . وأوضح أبو عبيدة أن الاحتلال حاول كثيرا خلال السنوات الماضية تعطيل الصفقة، لافتا إلى أن مسألة المؤبدات والأحكام العالية وقادة الأسرى من أكبر المعيقات التي واجهت المفاوض الفلسطيني. مساء الثلاثاء ينقل شاليط وافراد عائلته الى كيبوتس « متسفيه هيلا « في الشمال حيث يجري استقباله من قبل العائلة وجيرانها ونشطاء حملة شاليط التي مارست الكثير من الضغوط لاجبار الحكومة الاسرائيلية على توقيع الصفقة واطلاق سراحه . في هذه الاثناء تستضيف تركيا 40 اسيرا فلسطينيا سيفرج عنهم في اطار صفقة شاليط بعد ان رفضت اسرائيل ان يتم إبعادهم الى مصر ولبنان وسوريا . وفي ذات السياق قال عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة حماس ان المرحلة الثانية من صفقة الأسرى التي تم التوصل إليها مع الجانب الاسرائيلي برعاية مصرية ستكون بعد شهرين من تنفيذ المرحلة الأولى، وفق معايير تم الاتفاق عليها. وأوضح الرشق في تصريحات نشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» أن هذه المعايير تتمثل في أن يكون الأسرى من المحكومين على خلفية وطنية وأمنية وليس جنائية.وتابع:» المعيار الثاني ألا يكونوا من الأسرى الذين أوشكت محكومياتهم على الانتهاء، بحيث تشمل أسرى ممن بقي لهم بضعة أعوام في السجون يمكن أن تصل حتى 10 أو 12 عامًا.وأكد ان جميع أسرى المرحلة الثانية سيتم الإفراج عنهم جميعًا إلى بيوتهم. وأشار القيادي في حركة «حماس» إلى أن الأسماء سيتم تحديدها من الطرف الاسرائيلي وفق هذه المعايير. رغم كل هذه الترتيبات والتوقيع على الصفقة بين حماس وإسرائيل بوساطة مصرية إلا ان إسرائيل واصلت أجهزة المُخابرات الإسرائيلية بث آلاف الرسائل «SMS» على جوالات المواطنين في قطاع غزة تدعوهم للإبلاغ عن أي معلومة تفيد للوصول للجندي الإسرائيلي الأسير بغزة جلعاد شاليط، حتى بعد إتمام صفقة مبادلته ب 1027 أسيرًا فلسطينيًا الثلاثاء الماضي. وقال عدد من سُكان القطاع إن «رسائل الجوال المعروفة عن طلب معلومات عن شاليط مقابل 10 ملايين دولار وصلتهم مساء - الخميس - وصباح الجمعة». وبّين المواطن (غ.ر) من سكان مدينة خانيونس الذي وصلته الرسالة أنه لم يتعامل معها مطلقًا، قائلاً: «ضحكت كثيرًا عندما رأيت الرسالة التي كانت وصلتني عدة مرات سابقًا». وأبدى استغرابه من العناد الإسرائيلي وبث هذه الرسائل التي فشلت على مدار سنوات أسر شاليط حتى بعد اتمام صفقة التبادل، ورأى أن ذلك يؤكد الفشل الإسرائيلي الذريع أمام المقاومة الفلسطينية. وأكد مسؤول ملف الأسرى في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الشيخ الأسير المحرر صالح العاروري أن اتفاق صفقة تبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي ينص على أن 40 أسيرًا فقط من الذين سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من تنفيذ الصفقة سيتم ذلك إلى خارج الأراضي الفلسطينية. وأوضح العاروري في تصريح أن أحد أسرى غزة سيتم الإفراج عنه إلى الخارج إضافة إلى 39 أسيرا آخرين، مشيرا إلى أن الاحتلال يسعى دائمًا إلى أن ينغص على الفلسطينيين. ولفت إلى قيادة حركة حماس برئاسة رئيس المكتب السياسي خالد مشعل تبحث حاليًا مع العديد من الدول إمكانية استضافة هؤلاء الأسرى المفرج عنهم لخارج الأراضي الفلسطينية. وقال «تحفظ الاحتلال في الجولات الأخيرة من المفاوضات على خمسة أسرى، إلا أنه في النهاية تم التوصل إلى اتفاق بالإفراج عن ثلاثة منهم وعودتهم إلى بيوتهم في غزة، والإفراج عن الرابع خارج غزة، ورفض الإفراج عن الخامس وهو الأسير القائد في كتائب القسام حسن سلامة».ولفت العاروري إلى أن الإفراج لخارج مكان سكن الأسير أخذ عدة تصنيفات منها إفراج للخارج وإفراج لغزة، موضحا أنه تم تصنيف الإفراج أيضًا إلى مراحل.وبين أن 18 أسيرا من الضفة الغربية الذين سيفرج عنهم لغزة سيعودون إلى الضفة خلال سنة، إضافة إلى 18 آخرين سيعودون خلال عامين إلى ثلاثة أعوام، وأيضا 15 أسيرا سيعودون خلال 10 إلى 15 عامًا.وأشار القيادي في حركة حماس الذي شارك في جولات مفاوضات صفقة التبادل إلى أن 110 أسرى من الضفة سيعودون إلى بيوتهم، مضيفا أن «55 منهم يعودون إلى بيوتهم دون قيود، والباقون سيمنعهم الاحتلال من السفر».ونبه إلى أن وفد حماس رفض طلب طاقم الاحتلال الإفراج عن أسرى من الضفة من مدنهم، مشيرًا إلى أن الوفد أصر على عودة جميع الأسرى لبيوتهم، موضحًا أن نصف أسرى الضفة ستبقى حركتهم داخل مدنهم لمدة ثلاث سنوات. وذكر أنه تم الحصول على ضمانة أن أهل الأسرى المفرج عنهم لقطاع غزة سيتم السماح لهم بزيارة أبنائهم بالقطاع. وأكد العاروري أن طاقم المفاوضات في حركته حرص على الإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى المحكومين بالمؤبدات، مشيرًا إلى أنه تمكن من انتزاع الموافقة بالإفراج عن 315 أسيرًا من المحكومين بالمؤبدات من أصل 800 أسير في سجون الاحتلال. ولفت إلى أن «إخوة اتصلوا بي من الداخل وأبلغوني أن هناك أربع أسيرات في التحقيق وأن الاحتلال لم يزودنا بأسمائهن»، موضحا أنه أبلغ قيادة الحركة المتواجدة حاليًا في القاهرة بأسماء هؤلاء الأسيرات لتسليمها للجانب المصري ليتم شمولهن بالصفقة.وأشار إلى أن بند الأسيرات في الصفقة ينص على الإفراج عن كافة الأسيرات، موضحا أنه لم يتم تحديد عدد الأسيرات.وذكر أن هناك لجانًا من الأسرى ستقوم بالتدقيق في قوائم الأسرى بالإضافة إلى الصليب الأحمر الدولي، وبإشراف ضباط مصريين للتأكد من ذلك. وأضاف «يخرج الأسرى من السجون ويصلون إلى الحواجز بالضفة بإشراف الصليب وضباط مصريين، في حين يصل الأسرى إلى غزة والخارج إلى معبر العوجة بين مصر وإسرائيل، وحينها ننتظر تأكيدها مصريا بأن الأسرى بأيديها ثم يتم تسليم الجندي شاليط لمصر».ولفت العاروري إلى أن آلية تسليم الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليط لمصر ستكون بترتيبات خاصة بين كتائب الشهيد عز الدين القسام والأمن المصري.وأضاف «قد يتسلمونه داخل غزة أو في المعبر (معبر رفح البري بين قطاع غزة ومصر) أو في العريش (مدينة مصرية تبعد عن قطاع غزة عشرات الأمتار)، نحن لا نعرف».وكشف العاروري أنه تم الاتفاق على لجنة ترأسها مصر وأطرافها حركة حماس والاحتلال وتجتمع سنويا بشكل غير مباشر للتأكد من تطبيق الاتفاق في جانب الإفراج لخارج مكان سكن الأسرى والجوانب الأخرى من الصفقة.وأوضح أن مصر استأنفت وساطتها في مفاوضات صفقة تبادل الأسرى منذ أشهر قليلة، مشيرًا إلى أن إحدى جولات التفاوض استغرقت 11 ساعة، حتى أن أحد أفراد الطاقم المصري سقط مغشيا عليه على الأرض.بدوره ثمن عميد الأسرى المقدسيين الأسير فؤاد الرازم الجهود الكبيرة للمقاومة والأهالي في قطاع غزة لصمودهم في وجه الاحتلال وإجبارهم إياه على توقيع صفقة نوعية مقابل الجندي «جلعاد شاليط».وقال الرازم في تصريح صحفي من داخل سجنه ان أي إنسان يرفض الإبعاد عن مدينته التي نشأ وتربى فيها، فبعد قضاء 31 عامًا في سجون الاحتلال غريبًا سيصبح غريبًا بعيدًا عن أهله، فهو لطالما تمنى وأحب الرجوع إلى مدينته العزيزة على قلبه القدس والصلاة في المسجد الأقصى . وأضاف «مرارة الإبعاد عن الأهل والقدس التي ولدت فيها أفضل من العيش كل يوم تحت ذل السجّان وتحكمه في كل أمور حياتنا، على أمل أن نتمكن من العودة قريبًا بعد أن تتحرر فلسطين كاملة بإذن الله للعيش بين الأهل». وشدد الرازم على أنه إرادة وصمود آسري الجندي الإسرائيلي انتصرت على جبروت السجّان، شاكرًا الفصائل التي قامت بعملية الأسر، وترحم على أرواح شهداء عملية الوهم المتبدد وما بعدها، و»التي كان لها الدور في اطلاق سراحه وسراح الكثير من الأسرى من ذوي المحكوميات العالية».وفؤاد قاسم الرازم هو عميد الأسرى المقدسيين، قضى حتى الآن 31 عامًا بالأسر. وتم اعتقاله في تاريخ 30/1/1981، وكان عمره عند اعتقاله 22 عامًا. وتعرّض فؤاد بعد اعتقاله لموجات شرسة من التعذيب الوحشي لانتزاع المعلومات منه على مدار أربعة أشهر متواصلة من دون رحمة، أوصلته إلى حالة صحية سيئة.وفي كل مرة تتم عملية تبادل للأسرى كان الأمل يتجدد في أن يشمل الرازم هذا التبادل، واستمر الأمل بالحرية لمدة 31 عاما ليكون الفرج بعد صبر طويل.