أخطرت الجماهيرية العربية الليبية المكتب الإقليمي لدول شرق المتوسط في «منظمة الصحة العالمية» («إمرو») بوقوع حالات إصابة بالطاعون أخيراً في منطقة طبرق، على الحدود المصرية - الليبية. والمعروف ان تلك الحدود هي من البؤر المعروفة للمرض. وبالترافق مع ذلك، أجرت الجماهيرية الليبية تقويماً مبدئياً للوضع. واتخذت السلطات المحلية فيها، خصوصاً في منطقة طبرق، تدابير وقائية تضمنت رش المناطق الموبوءة وتعزيز نشاطات الترصد وبث الرسائل الصحية والتثقيفية بين الناس ومعالجة الحالات المشتبه بها والمؤكدة مختبرياً. وفي بيان متصل بتلك الوقائع، أوضح مكتب «إمرو» أن الاكتشاف المبكر لمرض الطاعون يساعد على الشفاء. وأشار إلى أن الطاعون مرض بكتيري تسببه جراثيم اسمها «يرسينيا بيستس» Yersinia Pestis التي تصيب بصفة رئيسية القوارض البرية، خصوصاً الفئران، التي تنقلها إلى البشر. والطاعون من الأمراض التي تستدعي استخدام آلية اتخاذ القرار لتقويم الأخطار عن الأحداث الصحية، نظراً الى إمكان تحوّله الى موجة وباء محلية، إضافة الى قدرته على عبور الحدود الجغرافية. وتخضع إجراءات الوقاية منه الى معايير نصّت عليها اللوائح الصحية الدولية لعام 2005. وتوجّه إلى الجماهيرية الليبية خبير من «منظمة الصحة العالمية» في زيارة ميدانية لبدء تقصيات واسعة النطاق، وكذلك لإطلاق عملية تقويم للوضع، إضافة الى المساعدة في تطوير نظام فعال للتصدي للمرض واحتوائه في الوقت المناسب. ويعتبر التشخيص المبكر وسرعة المعالجة أمرين أساسيين للحد من مضاعفات الطاعون والوفيات الناجمة عنه. ويمكن للتدخلات العلاجية الفعّالة، خصوصاً استعمال المُضادات الحيوية، أن تؤدي إلى نسبة شفاء تصل إلى 100 في المئة تقريباً إذا ما شُخّصت الإصابات في الوقت المناسب. وتهدف التدابير الوقائية إلى التوعية بالمناطق التي ينشط فيها الطاعون الحيواني المنشأ، واتخاذ الاحتياطات اللازمة لتجنب لدغ البراغيث التي تعيش في جلود الفئران، وتجنب الاختلاط المباشر بالأنسجة الملوثة بالعدوى أو التعرض للمرضى المصابين بالطاعون الرئوي.