دمشق، نيقوسيا، عمان - «الحياة، أ ف ب ، رويترز، أ ب - في هجوم قال معارضون سوريون إنه «الأعنف» ضد مواقع المنشقين منذ بدء الحركة الاحتجاجية، شن الجيش السوري أمس هجوماً واسعاً على منطقة بصرى الحرير في محافظة درعا حيث يتمركز عدد كبير من المنشقين عن الجيش النظامي. وفي هذه المنطقة التي يقول ناشطون إنها بمثابة «العصب الحى» للمنشقين، توجد تلال وكهوف تساعد المنشقين على الاختباء وممرات سرية يمكن استخدامها للوصول إلى ريف دمشق، وتختبئ فيها العناصر المنشقة حيث تتمكن من مهاجمة خطوط إمداد الجيش. ويأتي الهجوم على تلك المنطقة في درعا قرب الحدود الأردنية، متزامناً مع هجمات عنيفة للجيش ضد مواقع المنشقين في جبل الزاوية في إدلب قرب الحدود التركية ومناطق في محافظة حمص قرب الحدود اللبنانية. ويسعى الجيش السوري إلى «تطويق ومحاصرة» المنشقين وقطع الاتصالات بينهم. في موازاة ذلك تحدثت لجان التنسيق المحلية والمرصد السوري لحقوق الإنسان عن مقتل نحو 14 مدنياً في مناطق عدة في عمليات لقوى الأمن امس ليرتفع عدد القتلى خلال الأيام الثلاثة الماضية إلى 82. وعن العمليات ضد المنشقين، قال سكان وناشطون إنه سمع دوي انفجارات وإطلاق نيران مدافع رشاشة في بصرى الحرير في درعا وفي منطقة التلال شمالي البلدة حيث يختبئ المنشقون. ووصف ناشطون المعارك بأنها الأعنف منذ اندلاع الاحتجاجات ضد النظام. يشار إلى أن هذه المنطقة تعد من أهم المواقع التي يلجأ إليها المنشقون عن الجيش السوري لطبيعتها الجبلية التي تصعب على الدبابات وقوات المشاة اقتحامها. وقال ناشطون إن القوات السورية دفعت بتعزيزات، شملت آليات وجنوداً كانوا متمركزين في بلدتي الإسراء وأزرع على بعد 40 كيلومتراً من الحدود مع الأردن. وأوضح السكان ونشطاء أن مئات من المنشقين اشتبكوا مع القوات الحكومية وأن عدداً كبيراً سقط بين قتيل وجريح. وذكر أحد النشطاء قال إن اسمه أبو عمر من بلدة ازرع «لجاه هي أكثر المناطق أماناً لاختباء المنشقين بها لأن من الصعب على الدبابات والمشاة اختراقها. المنطقة بها كهوف وممرات سرية وتمتد إلى ريف دمشق». وأكدت الهيئة العامة للثورة السورية اقتحام بصرى الحرير من جهتي الغرب والجنوب وسماع قصف من مدافع الدبابات والرشاشات في شكل عنيف. وأكدت من جهة أخرى محاصرة الأمن للمصلين في مسجد العمري في طفس بدرعا وإطلاق النار على المصلين ما تسبب في مقتل طفل وإصابة عدد من الجرحى. في غضون ذلك سقط 14 قتيلاً برصاص الأمن السوري أمس اثنان منهم في حماة وآخران في حمص فيما قتل مدنيان بقصف رشاشات ثقيلة في كفر تخاريم في محافظة إدلب، حيث جرت مواجهات عنيفة فجر امس بين جنود منشقين والجيش النظامي، وتحدث المرصد السوري عن «إحراق ناقلتي جند مدرعتين» في المنطقة خلالها. وفي بلدة طفس بحافظة درعا، قتل فتى في السادسة عشرة من عمره حينما أطلقت قوات الأمن النار في البلدة، وجرى إحراق ثلاث مدرعات وأصيب أشخاص عدة في مواجهة مماثلة. وفي لبنان قالت مصادر طبية إن شخصاً يدعى حسين عمار(27 سنة)، توفي في مستشفى في شمال لبنان متأثراً بطلقة رصاص في رأسه بعد نقله عبر الحدود لإسعافه. إلى ذلك، وعشية تحذير عواصم دولية من إقدام الجيش السوري على اقتحام حمص، نفت الحكومة السورية استعدادها لأي حملة أمنية ضد المدينة واتهمت المعارضين بحمل السلاح. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية السورية جهاد مقدسي إن «القوات السورية موجودة لحماية المدنيين والحفاظ على النظام والأمن الذي ينتهكه أولئك الذين يحملون السلاح ضد الدولة». وأضاف أن «رواية سلمية الاحتجاجات لم تعد رواية مقبولة لوصف ما يجري في بعض المناطق»، قائلاً إن سورية تحتاج إلى «تحول وليس مواجهة مسلحة». وكان العقيد في «الجيش السوري الحر» محمد حمدو قال لشبكة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية امس إن سكان مدينة حمص منحوا مهلة 72 ساعة من قبل القوات الحكومية لإنهاء الاحتجاجات أو مواجهة القصف. وتحاصر عشرات الآليات العسكرية حمص من مداخل عدة منذ بضعة أيام ما أثار قلقاً دولياً من عمليات واسعة ضد المنشقين الذين يختبئ الكثير منهم في أحياء سكنية. وفي دلالة على التدهور الشديد للأوضاع في المدينة، قال عضو مجلس الشعب السوري محمد حبش في اتصال مع قناة «روسيا اليوم» من دمشق أن حمص محاصرة منذ أشهر «والوضع الإنساني صعب للغاية»، مشيراً إلى أن أهالي حمص يواجهون «مصاعب لا تحتمل التأجيل». وأكد حبش ضرورة التوقيع على المبادرة العربية ودخول المراقبين لوقف المعاناة. وأضاف أن حمص تشهد اشتباكات مسلحة تسبب بها الإفراط في الحل الأمني، اضافة إلى وجود حالات انشقاق كثيرة وحالات تسلح. وكان المرصد السوري أعلن أن أعمال العنف أودت بحياة أكثر 58 شخصاً خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وقال المرصد إن 18 شخصاً قتلوا أول من امس، فيما قتل نحو 40 الجمعة في مناطق عدة في سورية على يد القوات الأمنية. وأضاف المرصد أن «عدد القتلى المدنيين بلغ 18 بينهم طبيب من «منسقية أطباء دمشق» قتل على الحدود السورية - التركية كما قتلت امرأة على الحدود اللبنانية - السورية «. كما اكد سقوط 3 أشخاص في بلدة شيزر وقرى مجاورة لها في ريف حماة، و4 بإطلاق رصاص على مشيعي طفل بمدينة معرة النعمان، و3 آخرون قتلوا برصاص حواجز أمنية بمدينة حمص. وأضاف المرصد أن شخصين قتلا أيضاً برصاص حواجز في درعا، كما قتل 3 أشخاص من مدينة حرستا بريف دمشق «قضوا تحت التعذيب على يد الأجهزة الأمنية»، في حين قتل مدني في تلدو (الحولة) متأثراً بجراح أصيب بها قبل 5 أيام بإطلاق رصاص من قوات الأمن السورية. وأفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» أنه تم تشييع 3 قتلى من الجيش قضوا برصاص مجموعات مسلحة في حمص. وأضافت الوكالة أن الجهات المختصة حررت 11 رجلاً و3 نساء في تل دو بحمص كانت اختطفتهم مجموعات مسلحة من حافلة على طريق دولية قبل نحو أسبوع.