دمشق، نيقوسيا، عمان -»الحياة»، أ ف ب، رويترز - أعلن ناشطون حقوقيون ان قوات الامن السورية قتلت امس ثلاثة مدنيين خلال مداهمات في شمال غربي سورية وجنوبها، موضحين ايضاً ان عشرين شخصاً على الاقل اصيبوا برصاص الجيش السوري الذي قصف بالرشاشات الثقيلة مدينة الرستن في محافظة حمص منذ فجر امس. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان «تتعرض مدينة الرستن (180 كلم شمال دمشق) لقصف من رشاشات ثقيلة مثبتة على الدبابات، منذ الساعات الاولى من فجر امس، وسمعت اصوات انفجارات قوية هزت المدينة، ووردت انباء مؤكدة عن اصابة 20 شخصاً بجروح سبعة منهم في حالة حرجة». كما اشار المرصد الى «اطلاق رصاص كثيف الآن في قرية تير معلة التي تنتشر فيها مراكز عسكرية وشوهد قبل قليل رتل من الدبابات على جسر مصياف متجهة الى الرستن». وكانت لجان التنسيق المحلية التي تمثل حركة الاحتجاج السورية ضد نظام الرئيس بشار الاسد اعلنت امس عن «انتشار عسكري كثيف» في الرستن مع «تطويق للمدينة من جهة الغرب». وأفاد المرصد السوري عن سماع «اطلاق رصاص كثيف في قرية تير معلة التي تنتشر فيها مراكز عسكرية»، وهي في محافظة حمص كذلك. وأوضح المرصد من جهة اخرى، انه سمع «اطلاق رصاص كثيف في بلدة تلبيسة في محافظة حمص استمر لمدة ساعة ونصف الساعة، صباح امس، وشوهد انتشار خمسة وعشرون حاجزاً في المنطقة». من ناحيتهم قال سكان إن قوات امنية تدعمها الدبابات وطائرات الهليكوبتر اقتحمت الرستن «لملاحقة منشقين من الجيش». وأضافوا ان عشرات العربات المدرعة دخلت البلدة التي يبلغ عدد سكانها 40 ألف نسمة والواقعة على الطريق السريع المؤدي الى تركيا بعد ان قصفتها الدبابات وطائرات الهليكوبتر في اعقاب حصار استمر يومين. وقال أحد السكان الذي عرف نفسه باسم ابو قاسم ل «رويترز» «الدبابات أطبقت على الرستن وأصوات الرشاشات الآلية والانفجارات لم تتوقف. وفي النهاية دخلت هذا الصباح». ورفض مئات الجنود السوريين تنفيذ الاوامر بفتح النار على المتظاهرين وشكلوا كتيبة خالد بن الوليد في الرستن. ويقود الكتيبة الرائد عبدالرحمن الشيخ ولديها بعض الدبابات. وينشط في المنطقة العقيد رياض الاسعد وهو أكبر ضابط بين المنشقين كما تقول مصادر ميدانية مطلعة. وهاجم الجنود المنشقون حافلات للجيش ونقاط تفتيش تديرها القوات السورية او ميليشيات تابعة للنظام تعرف باسم «الشبيحة». وبرزت المنطقة الى جانب محافظة ادلب على الحدود التركية الى الشمال الغربي كمحور مقاومة مسلحة لحكم الرئيس السوري بعد ستة أشهر من احتجاجات الشوارع. وأرسل النظام السوري قوات ودبابات الى مدن وبلدات في جميع انحاء البلاد للتصدي للاحتجاجات. ولا يعرف على الفور المساحة التي أصبحت في الرستن تحت سيطرة القوات السورية نظراً لاستمرار القتال. وقال ساكن آخر إن الرشاشات الآلية كانت تطلق من طائرات الهليكوبتر قرب منزله عند الطرف الجنوبي للرستن حيث يقاوم مئات من المنشقين على الجيش والذين تمركزوا في البلدة خلال الاسابيع القليلة الماضية. وأضاف: «لم نتمكن من النزول الى الشارع طوال يومين وليس لدينا اي فكرة عن الخسائر في الارواح». وذكر ناشطون محليون ان اكثر من 20 شخصاً اصيبوا لكن الاطلاق العنيف للنيران منع كثيرين من الوصول الى المستشفى. كما ذكر المرصد السوري ان مدنيين قتلا في جبل الزاوية بريف ادلب قرب الحدود التركية، وثالث في درعا برصاص قوات الامن السورية. وقالت المنظمة التي تتخذ من بريطانيا مقراً لها ان «مدنيين قتلا في كفرومة بجبل الزاوية خلال عمليات دهم قامت بها قوات الامن». وذكر ناشطون ان قوات الامن تبحث عن ناشطين وجنود منشقين. وأكد المرصد من جهة اخرى ان قوى الامن نفذت ليلة اول من امس وفجر امس «حملة مداهمات واعتقالات في بلدة طفس بمحافظة درعا وأسفرت الحملة عن استشهاد مواطن واصابة خمسة» إضافة الى اعتقال 17 شخصاً. وتابع: «كما اقتحمت قوات الامن بلدة تسيل، محافظة درعا، وبدأت حملة مداهمات واعتقالات ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف واعتقل 9 اشخاص». وقالت لجان التنسيق المحلية ان «سيارات من الامن والشبيحة» اقتحمت منطقة تل رفعت قرب حلب (شمال) ثاني المدن السورية. وافاد شهود وسكان ان عشرات التلاميذ تظاهروا امس في مدينتي اللاذقية وجبلة الساحليتين وكذلك في دير الزور (شرق) داعين الى سقوط النظام. وفي حلب افاد اتحاد التنسيقيات ان آليات تابعة «للامن والشبيحة» تقتحم بلدة تل رفعت. إلى ذلك اصدر تحالف «غد» لناشطين ميدانيين المؤلف في 18 ايلول (سبتمبر) بياناً يتهم السلطات ب «عمليات قتل لخبرات وكفاءات علمية (في حمص) تعيد الى الاذهان عمليات الاغتيال التي طاولت شخصيات مماثلة في فترة الثمانينات». وأضاف البيان ان تحالف «غد» «يدين باقسى العبارات هذه الجرائم البشعة ومرتكبيها ويحمل النظام مسؤولية اراقة دماء السوريين». واكد ان «النظام الذي فشل مراراً في اشعال نار الفتنة الطائفية في حمص يعيد التجربة الآن بأسلوب أكثر همجية واستخفافاً عبر استهداف الخبرات والكفاءات العلمية التي يفتخر بها وبجهودها». وكان المرصد السوري ووكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) اعلنا ان مجهولين اغتالوا نائب عميد كلية الهندسة المعمارية في جامعة البعث بحمص محمد علي عقيل وعميد كلية البتروكيمياء في الجامعة نائل دخيل. وهاجم السفير البريطاني في دمشق السلطات «لقمعها العنيف لاحتجاجات معظمها سلمية» ولمحاولاتها المستمرة اخفاء الحقيقة عن العالم. وكتب سايمون كولينز السفير البريطاني في مدونة عن النظام السوري «هذا نظام عازم على السيطرة على كل جوانب الحياة السياسية في سورية. لقد اعتاد السلطة وسيفعل كل ما بوسعه للاحتفاظ بها». وأضاف: «النظام يريد ان يخلق حقيقة خاصة به. ويجب الا نسمح له بذلك».