تجاوبت العديد من مناطق سوريا أمس مع الدعوة للإضراب العام لتصعيد الضغوط على النظام الذي هدد التجار المشاركين في إضراب «الكرامة» بتحطيم متاجرهم، بينما دارت اشتباكات عنيفة بين قواته والمنشقين عن الجيش تم خلالها إحراق ثلاث دبابات، في وقت تتزايد فيه المخاوف من اجتياح واسع قد تتعرض له في أي لحظة مدينة حمص التي تشهد احتجاجات متوالية وتحاصرها قوات الأمن. وتشير روايات ناشطين وتسجيل فيديو وزعوه إلى أن بعض أجزاء مدينة حمص البالغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة تشبه الآن منطقة حرب، حيث تبقى جثث القتلى في الشوارع دون التمكن من رفعها إلا بعد أن تهدأ حدة إطلاق النيران أو يحل الظلام لترفع الجثث تحت جنح الليل. أما في النهار فإن خطر نيران القناصة وزخات الرشاشات الثقيلة قد تحول دون انتشال جثث من قتلوا بالرصاص. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن قوات الأمن حطمت أبواب المتاجر في بعض الأحياء على أطراف العاصمة دمشق حينما رفض أصحابها المشاركون في الإضراب العام فتحها. وقال شهود عيان إن أغلب المتاجر في الشارع التجاري الرئيسي بمنطقة الميدان القديمة في وسط دمشق أغلقت أبوابها استجابة للدعوة للإضراب. وفي مدينة درعا أوضح سكان أن عناصر الأمن وميليشيا «الشبيحة» شرعوا في جذب مصاريع المتاجر في شارعي حنانو والشهداء الرئيسيين لإجبار أصحابها على فتحها. ميدانيا دارت أمس اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجنود المنشقين في محيط بلدة بصر الحرير أسفرت عن إحراق ثلاث دبابات وسقوط جرحى، بحسب المرصد السوري الذي أشار إلى مقتل خمسة مدنيين في حمص وحماة، موضحا أن ثلاثة مواطنين قتلوا في حمص أحدهم برصاصة قناصة في حي النازحين، وآخر برصاص عشوائي في حي البياضة، وثالث يعمل سائق سيارة أجرة كان اختطف قبل أيام على يد عناصر من الشبيحة وعثر على جثمانه أمس في المشفى الوطني. كما قتل مدنيان (27 و28 عاما) من بلدة مورك في ريف حماة كانت الأجهزة الأمنية اعتقلتهما قبل أيام. وأشار المرصد الى أن قوات أمنية وعسكرية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في بلدة قطنا بمحافظة ريف دمشق بحثا عن مطلوبين.