دمشق، نيقوسيا - «الحياة»، أ ف ب - قال ناشطون وشهود إن حرائق وسحب دخان خيمت أمس على مدينة حمص وسط سورية والتي تتعرض لحملة أمنية واسعة شملت عشرات الأحياء واستخدمت فيها الرشاشات الثقيلة ومضادات الطيران وقنابل مسمارية. وفيما قال الناشطون إن ما لا يقل عن 6 سقطوا أمس برصاص قوات الأمن وأن عناصر من «الشبيحة» اقتحموا «مستشفى البر» في حي الوعر بحمص، واختطفوا الجرحى القادمين من حي البياضة، ذكر شهود أن منطقة دير بعلبة في حمص شهدت إطلاق نار كثيف من مضادات الطيران كما وصل إليها أكثر من 27 ناقلة جند إضافة إلى عشرات الدبابات. في موازاة ذلك، قال شهود في محافظة درعا إن عناصر أمنية اقتحمت المناطق التي تشهد إضراباً منذ أيام عدة وطالبتهم بوقف الإضراب، متحدثين عن اعتقالات عشوائية ومداهمات. فيما استمرت العمليات الأمنية في ريف دمشق وإدلب. وعن تطورات حمص، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن خمسة مدنيين قتلوا أمس برصاص الأمن في أحياء عدة من حمص وسط إطلاق مستمر للنار من الرشاشات الثقيلة، فيما قتل شخص في دمشق. وأكد المرصد أن «شخصين قتلا برصاص الأمن في حي البياضة وشخصاً خلال اقتحام رجال الأمن حي الأرمن وآخر متحدراً من حي جب الجندلي قتل في حي العباسية بنار الشبيحة». وأشار المرصد إلى «سماع صوت إطلاق رصاص في حي بابا عمرو بالتزامن مع أصوات إطلاق الرصاص والرشاشات الثقيلة المستمرة منذ الصباح في أحياء البياضة ودير بعلبة حيث تتصاعد أعمدة الدخان الأسود في سماء المدينة. ولفت إلى أن مظاهرات مسائية خرجت في أحياء عدة من حمص رغم العمليات الأمنية والعسكرية المتواصلة منذ أسابيع. وفي ريف حمص، اكد المرصد «قيام قوات عسكرية في قرية تلدو في تجمع قرى الحولة بقصف بعض المنازل بالرشاشات الثقيلة»، مشيراً إلى «معلومات مؤكدة عن سقوط جرحى». وأضاف المرصد نقلاً عن ناشط من المنطقة «أن «اشتباكات جرت عند دوار الحرية في الحولة بين رجال الأمن ومسلحين يعتقد انهم منشقون، ما اسفر عن سقوط عدد من عناصر الأمن بين قتيل وجريح». وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية أن بعض أحياء حمص شهد حرائق في السيارات والمنازل وخيمت سحب الدخان الأسود في الأجواء. وأضافت الهيئة أن عناصر «الشبيحة» اقتحموا مستشفى البر في حي الوعر بمدينة حمص، واختطفوا الجرحى القادمين من حي البياضة. وقالت لجان التنسيق المحلية إن منطقة دير بعلبة شهدت إطلاق نار كثيف من مضادات الطيران وقذفاً لقنابل مسمارية، كما وصل إليها أكثر من 27 ناقلة جند وسيارات تحمل «شبيحة»، إضافة إلى عشرات الدبابات. وفي ريف دمشق، ذكر المرصد السوري أن «قوات أمنية تنفذ حملة مداهمات واعتقالات في مدينة حرستا أسفرت عن اعتقال تسعة أشخاص حتى الآن». كما تحول تشييع شهيد في دوما، ريف دمشق، توفي اثر دخوله في حالة موت سرير بعد إطلاق رصاص منذ نحو شهر إلى تظاهرة حاشدة تطالب بإسقاط النظام، وفق المرصد. أما في جنوب البلاد، فأكد المرصد السوري «استمرار الإضراب العام لليوم السادس على التوالي بنسبة 85 في المئة وبخاصة في درعا البلد وعتمان وداعل وابطع والصنمين وطفس وسحم وتسيل وعدوان ونوى وبصرى الشام وبصر الحرير وإزرع والحراك والجيزة وخربة غزالة وصيدا والطيبة والصورة وعلما والكتيبة والمليحة الشرقية والغربية وانخل وجاسم والمسيفرة ونصيب». وأفادت لجان التنسيق المحلية بأن «قوات الأمن تقتحم مدينة الجيزة في ريف درعا مدعومة بفرق الشبيحة والجرافات تحت غطاء ناري كثيف من أسلحة متوسطة وثقيلة وتقوم بالاعتداء على المحال والسيارات والممتلكات الخاصة». وأفاد اتحاد تنسيقيات الثورة السورية بأن قوات الأمن وعناصر «الشبيحة» اقتحموا أيضاً بلدة خربة غزالة في درعا وطلبوا من الأهالي إنهاء الإضراب المستمر فيها منذ أيام عدة والذي شمل الأسواق والمحال التجارية والامتناع عن التجول. كما أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية انقطاع التيار الكهربائي عن بلدة الجيزة بمحافظة درعا بالكامل، وقالت إن هناك مداهمات واعتقالات عشوائية وانقطاعاً للكهرباء، إضافة إلى إطلاق نار عشوائي في بصرى شام بمحافظة درعا. وقالت لجان التنسيق إن أكثر من 50 من عناصر الجيش وقوات الأمن سقطوا بين قتيل وجريح في مواجهات مع منشقين عن الجيش في بلدة نوى بمحافظة درعا. ونقلت الصحف الرسمية أمس أن «الجهات المختصة ألقت القبض على عدد من عناصر المجموعات الإرهابية في دير بعلبة في حمص وقتلت بعضهم الآخر». وتتهم السلطات مجموعات إرهابية بارتكاب أعمال عنف وقتل. وأضافت أن هذه الجهات «تمكنت مساء أمس (الأحد) من تحرير الدكتور محمد خضور عميد كلية الهندسة البتروكيميائية في جامعة البعث وذلك بعد ساعات قليلة من اختطافه من قبل مجموعة إرهابية مسلحة». إلا أن المرصد الذي اكد أول من امس خطف العميد من قبل مسلحين مجهولين، قال أمس إن العميد «لا يزال مختطفاً منذ يوم امس (الأحد) ولم يجر تحريره بعكس ما أوردته وسائل الإعلام الرسمية السورية».