أكدت جامعة الملك عبدالعزيز أن كاتب المقال في مجلة «ساينس» الأميركية استنتج النتيجة بشكل خاطئ وأعطى حكمه على برنامج جامعة الملك عبدالعزيز حول دعوة العلماء المميزين للجامعة، إذ إن المجلة لم تتصل رسمياً بالجامعة كما ورد فيها. وأضافت في بيان صحافي (تلقت «الحياة» نسخة منه): «تابعت الجامعة المداخلات المتعددة والآراء المختلفة حول ما نشرته مجلة «ساينس» عن تعاقد الجامعة مع عدد من العلماء العالميين المميزين، وما ادعته تلك المداخلات إلى أن ذلك سببه توجه الجامعة لتحسين موقعها في التصنيف العالمي». وفي ما يأتي نص البيان: تابعت الجامعة المداخلات المتعددة والآراء المختلفة حول ما نشرته مجلة ساينس، عن تعاقد الجامعة مع عدد من العلماء العالميين المميزين، وما ادعته تلك المداخلات إلى أن ذلك سببه توجه الجامعة لتحسين موقعها في التصنيف العالمي، ومن منطلق حرص الجامعة على الشفافية والصدقية والأمانة العلمية في تعاملاتها نوضح ما يأتي: الجامعة سعت بالفعل إلى التعاقد مع عدد كبير من الأساتذة المميزين للعمل فيها بنظام (Part time)، وهذا حق مشروع للجامعة ومطبق في كثير من الجامعات العالمية المتقدمة، وقد أوصت بذلك الهيئة الاستشارية الدولية للجامعة، وأن الهدف من هذا الاستقطاب هو الاستفادة من الخبرات الدولية في دفع عجلة البحث العلمي في الجامعة. استقطاب العلماء المميزين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية العالمية جزء من استراتيجية الجامعة البحثية التي تتضمن: أ- تشكيل مجموعات بحثية من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بالمشاركة مع أساتذة عالميين. ب- برنامج باحثي ما بعد الدكتوراه. ج - الإشراف الدولي على رسائل طلبة الدراسات العليا. د- إصدار المجلات العلمية الدولية المتخصصة مثل مجلة العلوم الرياضية، التي تقوم على نشرها شركة سبرنجر للنشر العلمي العالمي. ه - اشتراط النشر العلمي لجميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة كسبب لاستمرار التعاقد في الجامعة لغير السعوديين، والمشاركة في المميزات العلمية المختلفة للسعوديين. و- تحفيز أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والمبتعثين على النشر العلمي من خلال برنامج جوائز البحث العلمي. ح- إنشاء هيئة استشارية دولية لكل مركز من مراكز التميز البحثي وأعضاؤها من العلماء المميزين حول العالم. ط - التعاون الدولي مع جامعات عالمية في أكثر من 15 دولة في أبحاث مشتركة التي تمخض عنها، وإنشاء كرسي الأخلاق والمال مع جامعة السوريون في فرنسا، وإنشاء المركز السعودي الاسباني للاقتصاد الإسلامي في جامعة آي إي في إسبانيا، وبرامج أخرى مع جامعة يوتريشت في هولندا، وجامعة هلسنكي في السويد، وجامعة آلتو في فنلندا، وجامعة توكاي في اليابان. الأستاذ المميز الذي يتم التعاقد معه في هذا البرنامج مطلوب منه ما يأتي: أ - إجراء بحث في المملكة وتقديم مقترح علمي يتم تحكيمه. ب - مشاركة (2) من السعوديين على الأقل في تنفيذ المشروع. ج- يجرى البحث داخل المملكة ووفقاً لاهتمامات الجامعة العلمية. د- الإشراف على طلاب دراسات عليا. ه - تقديم محاضرات وورش عمل في مجال تخصصه. و- المشاركة في مجالس إدارة مراكز التميز البحثي بالجامعة. ز- المشاركة ضمن هيئات التحرير في مجلات الجامعة. الجامعة لا تهدف من التعاقد مع الأساتذة المميزين إلى رفع ترتيبها في التصنيف الجامعي، وإلا كانت بدأت ذلك منذ سنوات عدة، لكن انتظارها إلى هذا الوقت كان لتأكيد حرصنا من أن الاستقطاب لتطوير البحث العلمي المحلي وهذا ما كان ليتم إلا بعد استكمال البنية التحتية البحثية، وهذا ما كانت تهتم به الجامعة في الأعوام الماضية. مجلة ساينس لم تتصل رسمياً بالجامعة كما ورد في المجلة. زاد النشر العلمي لجامعة الملك عبد العزيز من 400 إلى 550 خلال السنة السابقة وهذا قبل أن يبدأ التعاقد مع الأساتذة المميزين، وهذه زيادة طبيعية في معدل النشر العلمي في الجامعة، ما يعني أن عملية النشر العلمي ليست هدفاً بحد ذاتها وإنما هو البحث العلمي. هناك 50 مشروعاً بحثياً تم تقديمها إلى عمادة البحث العلمي في الجامعة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يشارك فيها العلماء المميزون الذين استقطبتهم الجامعة. هناك مشاريع منتجات صناعية يتوقع أن تنبثق من التعاون الدولي. عدد العلماء المميزين في العالم يبلغ 10 آلاف في مختلف التخصصات، ولندرتهم فإن التنافس على استقطابهم شديد، وهذا التنافس يتم بحسب الإمكانات العلمية والبحثية وليس بحسب المغريات المادية، وبالتالي فإن جامعة الملك عبدالعزيز عملت الكثير من الإعداد العلمي لاستقطابهم للعمل بنظام التفرغ الجزئي (Part time)، حيث يزورون الجامعة في فترات متقطعة ويتم التواصل المستمر معهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، ويؤكد ذلك ما ورد في مقال مجلة سيانس أن أحد العلماء المميزين وهو عالم في الفلك من كندا، بأنه حين تلقى دعوة من جامعة الملك عبدالعزيز للعمل معها بنظام التفرغ الجزئي فإنه تردد في البداية، لكنه عندما تحقق من جدية الجامعة ورغبتها في الاستفادة العلمية من خبراته فإنه وافق على المشاركة في عضوية مجموعة بحثية من الجامعة وتقدم مع أعضاء المجموعة بمشروع بحثي مازال ينتظر القرار للحصول على الدعم المالي لتنفيذه. ومشروعه إنشاء تلسكوب سيتم وضعه في منطقة القطب الشمالي حيث سيساهم معه أعضاء من هيئة التدريس في الجامعة. إنشاء وحدة متخصصة لاستقطاب الأساتذة المميزين ومتابعة عملهم بحيث لا يتم التعاقد مع أي من العلماء المميزين إلا بعد زيارته للجامعة ومقابلة المتخصصين لتبادل الأفكار ثم تتم دراسة جدوى التعاقد معه. السيد باتاتشارجي كاتب المقال استنتج النتيجة بشكل خاطئ وأعطى حكمه على برنامج جامعة الملك عبدالعزيز حول دعوة العلماء المميزين للجامعة، ونحن نقّدر له إشارته إلى المنافع والملاحظات الإيجابية الأخرى لهذا البرنامج مثل عمل مقابلة مع الأساتذة الزائرين نيل روبرتسون من جامعة أوهايو الحكومية في أميركا، ورأي كارلبرج من جامعة تورونتو في كندا، وجين من جامعة أوهايو في أميركا. جامعة الملك عبد العزيز بدأت برنامجاً مماثلاً في مارس 2010 في الرياضيات وبموجبه فإن علماء رياضيات مرموقين زاروها وأعطوا دورات مكثفة حول الموضوعات الساخنة للأبحاث الحالية، وتعاونوا في كتابة أوراق علمية وبدأوا في كتابة كتابين، أحدهما للعلماء الباحثين والثاني لطلبة الماجستير. وهذا البرنامج تم تمديده ليشمل كل الاختصاصات بدعوة أساتذة زائرين مميزين للمشاركة في المشاريع البحثية.