أعلنت جامعة الملك عبدالعزيز بجدة أنها لا تهدف من التعاقد مع الأساتذة المتميزين إلى رفع ترتيبها في التصنيف الجامعي، وإلا كانت بدأت ذلك منذ عدة سنوات، ولكن انتظارها إلى هذا الوقت كان لتأكيد الحرص على أن الاستقطاب هو لتطوير البحث العلمي المحلي، وهذا ما كان ليتم إلا بعد استكمال البنية التحتية البحثية، وهذا ما كانت تهتم به الجامعة في السنوات القليلة السابقة. وأكدت أنها تابعت المداخلات المتعددة والآراء المختلفة حول ما نشرته مجلة ساينس، حول تعاقد الجامعة مع عدد من العلماء العالميين المتميزين، وما ادعته تلك المداخلات إلى أن ذلك سببه توجه الجامعة لتحسين موقعها في التصنيف العالمي، ومن منطلق الحرص على الشفافية والمصداقية والأمانة العلمية في تعاملاتها. وتشير الجامعة إلى أنها سعت بالفعل إلى التعاقد مع عدد كبير من الأساتذة المتميزين للعمل فيها بنظام Part time وهذا حق مشروع للجامعة ومطبق في كثير من الجامعات العالمية المتقدمة، وقد أوصت بذلك الهيئة الاستشارية الدولية للجامعة، وأن الهدف من هذا الاستقطاب هو الاستفادة من الخبرات الدولية في دفع عجلة البحث العلمي في الجامعة. وبينت أن عدد العلماء المتميزين في العالم يبلغ نحو عشرة آلاف في مختلف التخصصات. ولندرتهم فإن التنافس على استقطابهم شديد، وهذا التنافس يتم حسب الإمكانات العلمية والبحثية وليس حسب المغريات المادية، وبالتالي فإن جامعة الملك عبد العزيز، عملت الكثير من الإعداد العلمي لاستقطابهم للعمل بنظام التفرغ الجزئي Part time ، حيث يزورون الجامعة في فترات متقطعة ويتم التواصل المستمر معهم عن طريق وسائل الاتصال الحديثة، ويؤكد ذلك ما ورد في مقال مجلة سيانس أن أحد العلماء المتميزين وهو عالم في الفلك من كندا، أنه حين تلقى دعوة من جامعة الملك عبدالعزيز للعمل معها بنظام التفرغ الجزئي فإنه تردد في البداية، لكنه عندما تحقق من جدية الجامعة ورغبتها في الاستفادة العلمية من خبراته فإنه وافق على المشاركة في عضوية مجموعة بحثية من الجامعة، وتقدم مع أعضاء المجموعة بمشروع بحثي ما زال ينتظر القرار للحصول على الدعم المالي لتنفيذه. ومشروعه إنشاء تليسكوب سيتم وضعه في منطقة القطب الشمالي، حيث سيساهم معه أعضاء من هيئة التدريس في الجامعة. وأفادت بأن الأستاذ المتميز الذي يتم التعاقد معه في هذا البرنامج مطلوب منه إجراء بحث في المملكة وتقديم مقترح علمي يتم تحكيمه، مشاركة "2" من السعوديين على الأقل في تنفيذ المشروع، يجرى البحث داخل المملكة ووفقاً لاهتمامات الجامعة العلمية، الإشراف على طلاب دراسات عليا، تقديم محاضرات وورش عمل في مجال تخصصه، المشاركة في مجالس إدارة مراكز التميز البحثي بالجامعة، المشاركة ضمن هيئات التحرير في مجلات الجامعة.
وأشارت الجامعة في بيان بتوقيع الدكتور عدنان بن حمزة محمد زاهد وكيل جامعة الملك عبدالعزيز للدراسات العليا والبحث العلمي، إلى أن استقطاب العلماء المتميزين من مختلف الجامعات والمراكز البحثية العالمية جزء من استراتيجية الجامعة البحثية التي تتضمن تشكيل مجموعات بحثية من أعضاء هيئة التدريس بالجامعة بالمشاركة مع أساتذة عالميين، برنامج باحثي ما بعد الدكتوراه، الإشراف الدولي على رسائل طلبة الدراسات العليا، إصدار المجلات العلمية الدولية المتخصصة مثل مجلة العلوم الرياضية التي تقوم على نشرها شركة سبرنجر للنشر العلمي العالمي.، اشتراط النشر العلمي لجميع أعضاء هيئة التدريس في الجامعة كسبب لاستمرار التعاقد في الجامعة "لغير السعوديين" والمشاركة في المميزات العلمية المختلفة "للسعوديين"، تحفيز أعضاء هيئة التدريس وطلاب الدراسات العليا والمبتعثين على النشر العلمي من خلال برنامج جوائز البحث العلمي، إنشاء هيئة استشارية دولية لكل مركز من مراكز التميز البحثي وأعضاؤها من العلماء المتميزين حول العالم، التعاون الدولي مع جامعات عالمية في أكثر من "15" دولة في أبحاث مشتركة التي تمخض عنها، إنشاء كرسي الأخلاق والمال مع جامعة السوربون في فرنسا، وإنشاء المركز السعودي الاسباني للاقتصاد الإسلامي في جامعة آي إي في إسبانيا، وبرامج أخرى مع جامعة يوتريشت في هولندا، وجامعة هلسنكي في السويد، وجامعة آلتو في فنلندا، وجامعة توكاي في اليابان. وأفادت الجامعة بأن مجلة ساينس لم تتصل رسمياً بها كما ورد في المجلة: "السيد باتاتشارجي، كاتب المقال، استنتج النتيجة بشكل خاطئ وأعطى حكمه على برنامج جامعة الملك عبد العزيز حول دعوة العلماء المتميزين للجامعة. ونحن نقّدر له إشارته إلى المنافع والملاحظات الإيجابية الأخرى لهذا البرنامج مثل عمل مقابلة مع الأساتذة الزائرين نيل روبرتسون من جامعة أوهايو الحكومية في أمريكا، ورأي كارلبرج من جامعة تورونتو في كندا، وجين من جامعة أوهايو في أمريكا." وأشارت إلى أن النشر العلمي لجامعة الملك عبد العزيز زاد من 400 إلى 550 خلال السنة السابقة وهذا قبل أن يبدأ التعاقد مع الأساتذة المتميزين، وهذه زيادة طبيعية في معدل النشر العلمي في الجامعة؛ ما يعني أن عملية النشر العلمي ليست هدفاً بحد ذاتها وإنما هو البحث العلمي، كما أن هناك أكثر من "50" مشروعاً بحثياً تم تقديمها إلى عمادة البحث العلمي في الجامعة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يشارك فيها العلماء المتميزون الذين استقطبتهم الجامعة، وهناك مشاريع منتجات صناعية يتوقع أن تنبثق عن التعاون الدولي. وأوضحت أنه تم إنشاء وحدة متخصصة لاستقطاب الأساتذة المتميزين ومتابعة عملهم بحيث لا يتم التعاقد مع أي من العلماء المتميزين إلا بعد زيارته للجامعة ومقابلة المتخصصين لتبادل الأفكار ثم تتم دراسة جدوى التعاقد معه. وأوضحت أن جامعة الملك عبد العزيز تقوم بعمل استثمار استراتيجي من كل النواحي. وهذا تفكير جيد لاستثمار ممتاز لمستقبل المملكة العربية السعودية. ولننظر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية التي استقطبت ألبرت آينشتاين براتب ضخم جداً. واستقطبوا علماء كثيرين من أصحاب القدرات الفائقة في الستينيات والسبعينيات وحتى اليوم فإن كنت واحداً من العلماء المرموقين فإنك من المتوقع أن تحصل على عرض عمل من الجامعات المرموقة في الولاياتالمتحدةالأمريكية. وسواء أكانت هارفارد، برينسيتون، شيكاجو، ستانفورد أو جامعة أقل من هذه، فإنها كلها تتبع نفس الإجراءات لجلب أناس للعمل بنظام التفرغ الكامل أو الجزئي. وذكرت أن جامعة الملك عبد العزيز بدأت برنامجاً مماثلاً في مارس 2010 في الرياضيات وبموجبه فإن عدة علماء رياضيات مرموقين زاروها وأعطوا دورات مكثفة حول الموضوعات الساخنة للأبحاث الحالية، وتعاونوا في كتابة أوراق علمية وبدؤوا في كتابة كتابين، أحدهما للعلماء الباحثين والثاني لطلبة الماجستير. وهذا البرنامج تم تمديده ليشمل كل الاختصاصات بدعوة أساتذة زائرين متميزين للمشاركة في المشاريع البحثي، مبينة أن الجامعة وهي توضح ذلك، فإنها تؤكد حرصها على تطوير البحث العلمي داخل الجامعة بهدف خدمة الوطن العزيز، ولا نهدف إلى السعي خلف تصنيفات أو فرقعات إعلامية زائفة، وأن تاريخ الجامعة وحاضرها يشهد بذلك، ونوجه الدعوة لمن شاء بالاتصال بوحدة استقطاب العلماء المتميزين بالجامعة لترتيب مقابلات مع الأساتذة والمتعاونين من السعوديين للتأكد مما ذكر أعلاه.