تسبب غاز أول أكسيد الكربون المنبعث من جهاز التكييف، في وفاة طفلين، مساء أول من أمس، فيما كانا يغطان في النوم داخل منزلهما في محافظة النعيرية. وخيم الحزن أمس، على زملاء الطفل مبارك عبدالله القحطاني (ثمان سنوات)، الذين شاهدوا كرسي زميلهم في مدرسة كعب بن زيد الابتدائية، خالياً. وقضى مبارك وشقيقته حور (خمس سنوات) اختناقاً بسبب وضع التكييف على الساخن، وإغلاق باب الغرفة، التي لا تتجاوز مساحتها 12 متراً مربعاً، لتدفئة الغرفة، أثناء نومهما. وقال والد الطفلين عبدالله القحطاني، الذي كان يكتم حزنه أثناء دفنهما في المقبرة: «إن الطفلين تعرضا إلى الاختناق بعد أن عادا للمنزل مساء أمس (أول من أمس الجمعة)، بسبب وضع التكييف على الساخن»، مبيناً أنه «لا يوجد في الغرفة أي أدوات تدفئة أخرى، باستثناء جهاز التكييف، الذي انبعث منه غاز أول أكسيد الكربون، ما أدى إلى وفاة طفليَّ». وذكر عبدالله الجنيدلي زميل القحطاني، الذي يعمل معلماً في مدرسة الخزاعي المتوسطة، أن «عبدالله رجع وأطفاله مساء الجمعة، فقامت والدة الطفلين بتحميم ابنها وابنتها، وجهزت دروسهما، ثم قامت بتشغيل المكيف على الوضع الساخن، خوفاً عليهما من البرد. وأغلقت باب الغرفة، ليخلدا إلى النوم حتى وقت العشاء»، مضيفاً أنه «بعد مرور نحو ثلاث ساعات، قامت الزوجة بفتح الباب على الطفلين، لإيقاظهما. ولكن كانت المفاجأة، إذ اكتشفت أنهما فارقا الحياة، وأن ملامح وجهيهما تغيرت. وأن لون شفتيهما مالت إلى اللون البنفسجي، ما جعلها تستنجد بجيرانها، لنقلهما إلى المستشفى». وتسبب منظر الكرسي الخالي من الطالب «المجتهد» مبارك القحطاني، في مشاعر حزن وأسى بين زملائه ومعلميه، إذ قال المعلم في مدرسة كعب بن زيد الابتدائية سلطان القرني: «إن مباركاً طالب في الصف الثاني الابتدائي، وهو من أفضل الطلاب، إذ كان متفوقاً ولم يشك منه أحد من زملائه منذ بداية العام، كما لم يشك هو الأخر أحداً. وكانت الابتسامة لا تفارقه. كما كان حريصاً على حفظ دروسه». فيما قال زميله في الفصل، عبد الكريم سالم الشمري: «مبارك صديقي، وأنا أحبه. وكل يوم نلعب سوياً في الفسحة». وذكر وكيل المدرسة فيصل السبيعي، أن مباركاً «كان متفوقاً من بين زملائه، وخلوقاً ومحبوباً من معلميه. وقد تسلم الأسبوع الماضي شهادته للفترة الأولى، بسبب تأخر وصول ملفه إلى المدرسة. وكان فرحاً بها»، مضيفاً أن «الحزن خيم صباح اليوم، على المدرسة. وفجع الجميع بوفاة مبارك». بدوره نقل مدير مكتب التربية والتعليم في محافظة النعيرية محمد سعود المطيري، تعازي المدير العام للتربية والتعليم في المنطقة الشرقية الدكتور عبد الرحمن المديرس، إلى والد الطالب مبارك القحطاني، وإلى أسرته وأقاربه كافة. وقال المطيري: «فقدنا أحد أبنائنا الطلاب. ونتألم جميعًا لفقدانه. ونشاطر والده وجميع أسرته العزاء. وكلنا إيمان صادق بقضاء الله وقدره». وأكد مدير مستشفى النعيرية العام نايف الفاضل، ل «الحياة»، أن «قسم الطوارئ استقبل مساء الجمعة، طفلين، أحدهما طفل في سنته الثامنة، وطفلة في الخامسة، تعرضا إلى اختناق بسبب وضع المكيف على الساخن. وحاول الأطباء إجراء إنعاش رئوي لهما، إلا أن هذه المحاولات لم تفض إلى شيء، إذ وصل الطفلان وقد فارقا الحياة. وتم إيداعهما ثلاجة الموتى، حتى تسليمهما إلى والدهما».