توقفت الحركة نهائياً في 20 مرفأً موزعة على سواحل المنطقة الشرقية أمس، بعد منع قيادة حرس الحدود في المنطقة، إبحار قوارب الصيد والنزهة، بأحجامها كافة، تحسباً من حدوث تقلبات «دراماتيكية» في الطقس، إثر توقعات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة. فيما شهدت رحلات القطارات بين الدمام والرياض تأخيراً تفاوت بين 10 إلى 20 دقيقة. ولم تشهد حركتا الملاحة الجوية في مطار الملك فهد الدولي، والبحرية في ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام تغييراً، بسبب هذه التقلبات. وشهدت حركة السير انخفاضاً كبيراً في شوارع مدن المنطقة وقراها، بعد تعليق الدراسة، فيما التزم الكثيرون بالبقاء في منازلهم، باستثناء الموظفين. ولم تشهد المنطقة حوادث تُذكر جراء الأمطار التي هطلت عليها. ولفت مدير إدارة «تربية الشرقية» الدكتور عبدالرحمن المديرس، في تصريح إلى «الحياة»، إلى «عدم اتخاذ قرار بتعليق الدراسة يوم الأربعاء»، مشيراً إلى أن هناك «تنسيقاً مستمراً» بين إدارته والدفاع المدني، والرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة، لمعرفة آخر مستجدات حال الطقس والتغيرات المناخية التي قد تتغير في أية لحظة. ومنع حرس الحدود الإبحار في كل المرافئ من الخفجي شمالاً وحتى سلوى جنوباً. وتصدر المرافئ تراخيص لنحو 900 قارب يومياً، تنخفض إلى 300 في حال وجود تقلبات جوية. وقال الناطق الإعلامي بالإنابة في حرس الحدود في الشرقية العقيد بحري خالد العرقوبي: «منعنا إبحار قوارب الصيد والنزهة كافة، حتى إشعار آخر». وعن الإبحار من مناطق أخرى، من دون الحصول على تصاريح من حرس الحدود، أوضح العرقوبي، في تصريح ل«الحياة»، أن هذه الحالات «قليلة جداً، ونادرة، ويعتبر مرتكبها مخالفاً للنظام»، مؤكداً أن على أصحاب القوارب «الخروج من مرافئ الإبحار، حتى يتسنى لهم التعرف على حال الطقس، وإخطار المراكز بموعد العودة، لنتمكن من البحث عنهم في حال تأخروا عن الموعد المُسجل لدينا، فالوقت عامل مهم جداً وحاسم في البحث والإنقاذ». كما أدت التقلبات، إلى تأخر رحلات قطارات. وقال مدير إدارة العلاقات العامة في المؤسسة العامة للخطوط الحديدية محمد أبو زيد: «تأخرت رحلات بين محطات الهفوفوالدمام والرياض، نتيجة تدني مستوى الرؤية في بعض المناطق»، مشيراً إلى أن التأخير كان «متفاوتاً، بين 10 و20 دقيقة». ولفت إلى صدور تعليمات لقادة القطارات ب«توخي الحيطة والحذر، والتقليل من السرعة في حال دخول مناطق تنعدم فيها الرؤية، حفاظاً على سلامة الركاب». بدوره، أكد المدير العام لمطار الدمام خالد المزعل، أن العمل «لم يتأثر في الأجواء حتى المساء، إذ لم نضطر إلى إلغاء أو تأجيل الرحلات»، موضحاً أنه في حال «ساءت الأحوال الجوية بطريقة قد تعرقل الطيران، فقد نلجأ إلى احتمالات عدة، بينها تحويل الطائرة القادمة إلى مطارات أخرى، أو تأجيل الإقلاع، وحينها نقدم الخدمات للركاب، حتى موعد الإقلاع المحدد بعد التأجيل، وهذا يعتمد على شركات الطيران وخدماتها، إضافة إلى الخدمات المقدمة من المطار». من جانبه، قال مدير إدارة العلاقات العامة والإعلام في ميناء الدمام: «إن حركة الملاحة البحرية ومناولة البضائع في الميناء لم تتوقف، وكانت طبيعية»، لافتاً إلى «تنسيق مبكر» بينهم وبين «الأرصاد»، للإطلاع على «أهم المستجدات والتغيرات المناخية التي قد تطرأ»، لافتاً إلى أن الحركة «لا تتوقف في الميناء إلا بعد أن تتجاوز سرعة الرياح 40 عقدة في الساعة». بدوره، أوضح الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في الشرقية العقيد منصور الدوسري، أنه «لم يتم تسجيل أية حوادث حريق في المنطقة، بسبب هطول الأمطار الغزيرة»، مبيناً أن إدارته قامت بإطلاق «تحذيرات وتنبيهات للمواطنين، تتضمن الابتعاد عن أماكن السيول ومجاري الوديان، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة عند هطول الأمطار، من خلال تفقد المنزل، والتأكد من مقاومته للأمطار، وسلامة تصريف المياه من السطح، وعدم الخروج من المنزل إلا عند الضرورة القصوى، والبُعد عن الأسلاك والتوصيلات الكهربائية، التي تعرّضت لمياه الأمطار، تجنباً للإصابة بالصعق الكهربائي»، لافتاً إلى أنه تم وضع «خطط وتدابير بالمشاركة مع جهات حكومية معنية في أعمال الدفاع المدني، لمواجهة أي طارئ قد يحدث بسبب الأمطار، ويتطلب التدخل الفوري».